تقارير ومقابلات

الإتفاق السعودي الإيراني وتبعاته السلبية والإيجابية على الملف اليمني

الرشادبرس ..

تقرير صالح يوسف :

أثار إعلان اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، التساؤلات الكثيرة حول انعكاسات ذلك على الاوضاع في اليمن هل ستؤثر تلك التفاهمات سلبا ام ايجابا.. وهل ستؤدي الى خفض التوتر وتمديد الهدنة وانهاء الانقلاب ؟ام انها ستزيد من تعنت المليشيا الحوثية وسيرها في برنامجها التدميري للوطن والمواطن

يقول محللون وسياسيون إنه على الرغم من إعلان الاتفاق بشكل مفاجئ بين السعودية وإيران، فإنه كان يوجد رأي عام متفق أنه في حال وجد مثل هذا الاتفاق فإن الأمر سينعكس على الملف اليمني.

و أن السعودية وايران سوف ترعيا وتتابعان بصورة مباشرة وضع تصورات للقضية اليمنية انطلاقا من الأفكار السابقة التي طرحت من قبل الأطراف المهتمة بذلك، بما فيها أطراف الصراع المباشرين الشرعية والمليشيا الحوثية

خفض مستوى التوتر

مما لاشك فيه ان الاتفاق السعودي الايراني قديؤثر على الملف اليمني كون المليشيا الحوثية هي المخلب الايمن لايران وذراعها الطولى في المنطقة وبالتالي فإن الصراع في اليمن قد يأخذ منحى آخر بالنظر إلى طبيعة وبنية المليشيا الحوثية الرافضة لحق الشعب في اختيار من يحكمه واعتقادها بتفوقها الجيني وقدرتها على استنساخ التجربة الإيرانية في اليمن  مستندة إلى عقيدة (الولاية والحق الإلهي) وانفتاح شهيتها على السيطرة بالقوة حتى ظنت أن بإمكانها ابتلاع اليمن وتغيير هويته ليكون مجرد حوزة شيعية والشعب مجرد “حشد شعبي” يردد وراءها الصرخة، ويقدم ماله وروحه فداءً لـ”علم الهدى” ومشروعه الطائفي!

يقول الناشط وليد فكري .. ما قد يعمله هذا الاتفاق بالنسبة للمليشيا الحوثية هو الحد من نفوذها فقط اما استمرارها في برنامجها وسطوتها داخل مناطق سيطرتها سيزداد لان المليشيا لها تاريخ طويل وخبرة في النكث بالعهود وتبديل الاتفاقات أما التقارب السعودي الإيراني فرغم إمكانية نجاحه حالياً ولو بشكل جزئي تهدف إيران من خلاله لخفض مستوى التوتر والتفرغ لملفات داخلية ومحاولة التفرغ لإصلاح ما يمكن إصلاحه في الجانب الاقتصادي، إلا أنه لن يدوم لفترة طويلة فإيران لديها أطماع توسعية تجعلها تمضي في سياسة تصدير الثورة وصناعة وتسمين الجماعات الشيعية الموالية لها فهي تدرك أن قوتها الإقليمية لا تعتمد على حضورها الثقافي أو الاقتصادي وإنما على حجم الأذرع الخشنة والمخالب التي تبنيها وتروضها لتصبح جزءً من بنية النظام الإيراني

 

انفراجة وشيكة

نقلت صحيفة “البيان” الاماراتية عن مصادر سياسية، وأخرى دبلوماسية القول إن “صمود وقف إطلاق النار، فضلاً عن التطورات الداخلية والإقليمية، يدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق شامل لإطلاق النار، والدخول في محادثات سياسية نهائية”.

وبينت المصادر أن الوسطاء الذين كانوا يسعون لإبرام اتفاق جديد؛ لوقف إطلاق النار، وتحقيق المزيد من المكاسب الإنسانية والاقتصادية للمدنيين، يقتربون الآن من إبرام اتفاق شامل لوقف القتال، يمهد لانخراط الأطراف اليمنية كافة في محادثات سياسية شاملة، تحدد ملامح الفترة الانتقالية وقضاياها، بحسب الصحيفة

ووفق المصادر، فإن التطورات، جعلت من السلام خياراً وحيداً، وضرورة ملحة؛ لمواجهة التحديات الكبيرة، والتعددية، التي يواجهها اليمن، حيث يقف ملايين اليمنيين على أعتاب المجاعة، إذ يحتاج ما يربو على 21 مليوناً، إلى شكل من أشكال المساعدات، إلى جانب أن دول التحالف يدركون اليوم، أكثر عن ذي قبل، استحالة تحقيق انتصار عسكري في الميدان، وأن طريق السلام سوف تكون معبّدة عبر الحل السياسي، ومغادرة مربع القتال.

 

ولفتت إلى أنه وبينما يواصل الوسطاء الدوليون والإقليميون، العمل على صياغة الاتفاق المنتظر، أكد مشاركون في مفاوضات “الأسرى” و”المعتقلين”، التي تستضيفها سويسرا في الوقت الراهن، حدوث تقدم كبير في هذا الملف، حيث تمت المصادقة على إطلاق سراح أكثر من 2200 أسير من الطرفين، كانت أسماؤهم قد نوقشت من قبل، وذكروا أنهم يبحثون إضافة قوائم إلى تلك الدفعة، مع الاتفاق على السماح لممثلي الطرفين بزيارة الأسرى لدى كل طرف؛ للاطلاع على أوضاعهم، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الصراع في اليمن.

كما تحدّثت المصادر عن ملامح اتفاق جديد، وذكرت أنه سوف ينص على وقف شامل لإطلاق النار لمدة لا تزيد على عام، يتم خلالها فتح الطرقات بين المحافظات، وتوحيد الموارد المالية للدولة، وإنهاء الانقسام المالي، وصرف رواتب جميع الموظفين في مناطق سيطرة حكومة صنعاء، والالتزام بالتحضير لمحادثات سياسية، يتم السعي خلالها للاتفاق على تفاصيل المرحلة الراهنة، وأعضاء الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها.

 

تبعات سلبية وإيجابية

يرى الباحث /صادق على.. ان الاتفاق السعودي الايراني برعاية صينية من حيث الاجمال له اثارا ايجابية على الاقليم وعلى الوضع في الملف اليمني وقال إن “عودة العلاقات السعودية الإيرانية هو مؤشر على مرحلة جديدة يحوطها الكثير من الشك والارتياب في مدى جدية الطرف الايراني في خفض التصعيد ودعم الاجنحة الايرانية في المنطقة ونبذ خطاب التحريض والكراهية ضد دول الجوار

 

ويضيف أن “هذا الاتفاق له تأثير كبير على ملف الحرب والأزمة في اليمن، سلبا وإيجابا، سلبا في أنه سيضع حلولا للازمة اليمنية الى حد معقول اما ينهي الازمة والانقلاب فهذا يحتاج لوقت طويل ، وإيجابيا أنه قد يخفف التوتر ويسمح لليمنيين باستعادة أنفاسهم والذهاب لحلحلة مشاكلهم البينية والكثيرة”.

انهاء الانقلاب واستعادة الدولة

يقول الاستاذ/م.ن.م ..مهما تعددت الاتفاقات وتنوعت وتم اعلان التصالح السعودي الايراني الا ان المليشيا الحوثية لاتكترث لاي اتفاق منذ بدايتها في الحروب الست وحتى اللحظة واعتقد ان الاتفاق السعودي الايراني سيزيد المليشيا تعنتا في مواصلة مشروعها التدميري ولن يكون لهذا الاتفاق الا الاثر السلبي على الوطن

ويضيف / ان المعركة ضد مليشيا الحوثي الانقلابية مصيرية ووجودية ولا مجال أمام الشعب اليمني الا الانتصار فيها، مؤكدا على الشرعية ان تضع في أولى أولوياتها دعم هذه المعركة حتى استكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى