تقارير ومقابلات

المليشيا بين السلام والحرب ، ارتباك وتخبط

الرشاد برس | تقارير

خمس وعشرون يوما مضت على دعوة المليشيا الانقلابية للسلام وتبنيها لمبادرة من جانب واحد تقضي بوقف استهداف المملكة العربية السعودية، حتى عادت لتخرق وتعدم ما طرحته وذلك من خلال خطاب زعيمها عبد الملك الذي توعد فيه التحالف العربي بتوجيه ضربات وصفها بـ”القاسية”، على حد زعمه، وهو ما يبرهن على حالة الارتباك التي تعانيها المليشيات على وقع اضطراب طهران في مواجهة الغضب الشعبي ضدها بالعراق ولبنان.
وينظر مراقبون أن المواقف الحوثي المتذبذب من السلام يؤكد على أن طهران غير قادرة على تحديد موقفها تجاه أذرعها التي تسيرها باتجاه السلام تارة والحرب تارة أخرى، وأن الضربات التي تلقتها جراء الانتفاضات الشعبية في العراق ولبنان، جعلها في حيرة من أمرها، وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي دفعت المليشيا الحوثية الكهنوتية لتغيير موقفها.
فيما يرى آخرون على أن نجاح التحالف العربي في إبرام اتفاق الرياض وإدراك المليشيات الحوثية أن القوات التي ستواجهها في الجبهات ستختلف تماما عما عهدت عليه في السابق دفعها لتوجيه تلك التهديدات كخطوة استباقية تهدف من خلالها تأكيد قدرتها على المواجهة.
وطالب المدعو محمد علي الحوثي، في خطاب تليفزيوني، قال إنه بمناسبة المولد النبوي الشريف، يوم السبت، التحالف العربي بوقف حصار المليشيات الحوثية، وهدد باستئناف العمليات الإرهابية التي تنفذها المليشيات الحوثية ضد المملكة العربية السعودية.
ولعل ما يبرهن على ارتباك المليشيات الحوثية بشأن التوجه نحو السلام، أن العناصر الانقلابية، تواصل خرق الهدنة الأممية في الحديدة، وأقدمت المليشيات، يوم أمس السبت، على خرق جديد بمنطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه الواقعة جنوب محافظة الحديدة.
وهاجمت مليشيا الحوثي، بحسب مصادر عسكرية ميدانية، مواقع القوات المشتركة في مناطق متفرقة من الجاح بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وقالت المصادر إن عناصر المليشيا فتحت نيران أسلحتها من مناطق تمركزها على مواقع القوات المشتركة، واستخدمت أسلحة متوسطة، وأوضحت أن الاشتباكات مستمرة، وسط إطلاق نار كثيف، منذ ساعات الصباح الأولى.
ويأتي هجوم مليشيا الحوثي، ضمن هجمات يومية واسعة على مناطق متفرقة من محافظة الحديدة، نجح أبطال القوات المشتركة في صدها وتكبيد عناصر المليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
فيما جددت مليشيا الحوثي الانقلابية استهداف الأحياء السكنية والأسواق العامة في مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، وأطلقت المليشيات النار صوب منازل المواطنين في المدينة من سلاح الدوشكا وسلاح المعدل بشكل مكثف وعشوائي.
وتظهر رغبة المليشيا الحوثية في الحرب في التقرير الذي أصدرته أحد المنظمات الحقوقية في صنعاء،، والتي أكدت تورط مليشيات الحوثي في ارتكاب 25 ألف انتهاك ضد المدنيين في صنعاء وحدها منذ عام 2017.
ووثق التقرير، الصادر بعنوان “تحت خط القهر”، انتهاكات وجرائم مليشيا الحوثي تجاه أهالي صنعاء، ورصد التقرير الانتهاكات، التي توزعت بين حالات قتل وإصابات وتعذيب واعتقالات ونهب لممتلكات عامة وخاصة، وتجنيد أطفال وانتهاكات للطفولة وللمرأة.
وتصدر العام الجاري، النصيب الأكبر من انتهاكات مليشيا الحوثي، بنسبة 45%، في إشارة لتغول عناصر المليشيا في جرائمها، وشملت الانتهاكات 274 حالة قتل مباشر أو قتل تحت التعذيب، بالإضافة إلى 105 حالات إصابات دائمة نتيجة للتعذيب، منها 9 حالات شلل كلي، و5 حالات شلل جزئي، و7 حالات فقدان للذاكرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى