تقارير ومقابلات

بحجة الدفاع عن غزة..تصاعد عمليات تجنيد الأطفال في مناطق الحوثيين

الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر /صالح يوسف
يواجه الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين مخاطر عديدة؛ اهمها التجنيد ،والتهرب من التعليم، وتحول بعضهم الى ادوات للجريمة المنظمة، وتهريب المخدرات ،ومن ابرز تلك المخاطر التي تهدد مستقبلهم، هي تجنيدهم والدفع بهم الى محارق الموت ،واستخدامهم في الأعمال العسكرية، بعد تعبئتهم بأفكار طائفية، وتحريضهم على العنف والقتل والتي تعد من أبشع وأخطر الجرائم بحق الطفولة ومستقبل التنمية في اليمن .
واستغلت المليشيا الحوثية التعاطف الشعبي مع غزة، وقامت باستحداث مراكز حشد وتعبئة وتدريب، واستهدفت بهذه الدعاية الأطفال والمراهقين وطلاب المدارس؛ للزج بهم إلى جبهات القتال في انتهاك صارخ للقوانين الدولية واتفاقية حقوق الطفل والقوانين اليمنية التي تجرم تجنيد الأطفال.
وتشير آخر الاحصائيات التي تنشرها مراكز حقوقية ومنظمات خاصة بالأطفال ان المليشيا الحوثية جندت اكثر من 41 ألف طفل منذ عام 2014، منهم نسبة كبيرة دون سن 13عاما. وقد تضاعفت هذه الحالات خلال الستوات الاخيرة بسبب الوضع الإقتصادية ودعاية إسناد الفلسطينيين في قطاع غزة .

سياسة ممنهجة

تؤكد الحكومة الشرعية في كل المحافل والاجتماعات ولدى الأمم المتحدة ،على الخطر الداهم الذي يحدق بهذا الجيل ؛نتيجة” للإستغلال الممنهج” من قبل المليشيا الحوثية، وتؤكد الحكومة أن استغلال الأطفال ،وتجنيدهم والزج بهم في الحرب، سياسة واضحة ومنهجية دائمة ومستمرة لجماعة الحوثي، حيث تقيم الجماعة معسكرات تدريبية عسكرية علنية مخصصة للأطفال وطلاب المدارس، واشارت الى أن تغيير المناهج التعليمية وتحويلها إلى منبع للأفكار المتطرفة والخطاب العنصري يعد من أبشع وأخطر الجرائم بحق الطفولة.
واوضحت الحكومة في بيانات عديدة عبر وزارة الاعلام ومكاتب حقوق الإنسان، ووزارة الشؤون القانونية : «إن مستقبل اليمن الآمن والمزدهر لن يتحقق بتسوية سياسية هشة تسمح ببقاء السلاح في يد الحوثي، وإنما بوضع أسس سليمة لسلام دائم وشامل يحقق النماء والحرية والعدالة لكل اليمنيين، وهو ما ترفضه الجماعة».
وكان الحوثيون قد وقعوا في العام 2022 ،خطة عمل مع الأمم المتحدة ،ترمي إلى إنهاء الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك تجنيد الأطفال واستخدامهم في قوات الحوثيين، والالتزام بتسريح جميع الأطفال من قواتهم في غضون6 أشهر.
ولكن المليشيا تنصلت من كل التزاماتها ،وتقوم بعمليات تجنيد مضاعفة، بجانب الممارسات والجرائم بحقهم في مناطق سيطرتها.
وفي هذا الشأن يرى الأستاذ: هشام ناصر.. من وزارة حقوق الإنسان .أن المليشيا الحوثية تستخدم الأطفال في الحرب كجنود ، وتقيم المعسكرات الصيفية في المدارس، وآخرها معسكرات العام المنصرم التي حوت اكثر من 180الف طالب لتلقينهم أفكاراً متطرفة، وجعلهم أدوات في إطار مشروع تتباه الجماعة.
واضاف: أن هناك معلومات تشير إلى تجنيد أكثر من 36 ألف طفل، بالإضافة إلى أن 12 الف طفل قتلوا في المعارك، محذراً من أن الطفولة في اليمن دخلت منحنى خطيراً بسيطرة الحوثي على بعض المناطق، واستخدام الأطفال بهذا الشكل وتدمير مستقبلهم من خلال عمليات غسل الأدمغة لتكوين مشروع إرهابي يشكل خطورة على الحاضر والمستقبل.
الجدير بالذكر أن الأمم المتحدة منذ العام 2011، تدرج الحوثيين في القائمة السنوية للجماعات المسؤولة عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في النزاعات المسلحة، بجانب إدراجهم ضمن قائمة تجنيد الأطفال واستخدامهم كجنود، ومنذ العام 2018 أدرجتهم أيضاً على القائمة بسبب قتل الأطفال وتشويههم والهجمات على المدارس والمستشفيات.

استغلال حرب غزة

يرى الاستاذ /م.ن.و..ان المليشيا الحوثية استغلت احداث غزة منذ اكتوبر العام الماضي،وزجت بالآلاف الأطفال عبر دورات تدريبية مكثفة، استمرت ل6اشهر ، بعدد دورتين على الأقل في مدن سيطرتها واستخدمت الدعاية المكثفة للحرب في غزة، واستفادت منها لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال؛ تمهيداً لإرسالهم للجبهات المختلفة تحت ذريعة الحرب ضد إسرائيل، ونصرة لغزة وفلسطين».
واضاف :ان المليشيا استغلت الردود العسكرية الغربية على هجماتها في البحر الأحمر، والقصف على الحديدة والصليف ومحطات الطاقة في صنعاء لتواصل التجنيد بمبرر محاربة إسرائيل وأميركا وبريطانيا، وتمكنت من التأثير على كثير من العائلات، خصوصاً في المناطق الريفية الفقيرة، والتي تعاني من محدودية التعليم، وهو ما أسهم في زيادة أعداد من تم إغراؤهم بالانضمام للمعسكرات.
يذهب المشرفون الحوثيون المسؤولون على التحشيد والتعبئة إلى المناطق الريفية بأنفسهم، ويعقدون محاضرات تثقيفية لتشجيع الأطفال على الانضمام لمعسكراتهم، ويقدمون لهم عروضاً مالية مثل الرواتب والسلال الغذائية لعائلاتهم التي تعاني من تدهور الوضع المعيشي.

مواجهة هذه المشكلة

ويرى حقوقيون: ان هذه المشكلة الكبيرة ستؤثر على الاجيال على الأمد البعيد، وسيكون لها تداعيات اجتماعية وكارثية ،وان الطريق الأمثل لمواجهة هذه الظاهرة والاعتداءات على حقوق الأطفال؛ تتمثل في قيام المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية؛ بإعداد ملفات قانونية بأسماء القيادات المتورطة في هذه الجرائم، وتشجيع الأطفال على استكمال تعليمهم وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية، مع ضرورة التنسيق مع المنظمات الدولية والأممية لحماية الطفولة في اليمن.وكذلك على الاعلام الدور الكبير في التوعية بمخاطر هذه الظاهرة، ومخاطبة عقول الآباء واولياء الامور، وعرض نماذح من الاطفال المغرر بهم ومناقشة هذه الظاهرة باسلوب تربوي اجتماعي..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى