مقالات

بعثة الحج اليمنية قصة نجاحٍ اسثنائية في موسمٍ استثنائي


✍️/ صلاح الدين الاسديجرت العادة أن يتم الإعلان رسميًا عن موسم الحج وأسماء الوكالات المعتمدة للتفويج قبل موعده بأربعة أشهر إلى خمسة أشهر، وقتها يتم الإعداد الكامل لكل المراحل التي تلي مرحلة التسجيل، وتسمح الفرصة لمعالجة أي خطأ معلوماتي أو فني، وتعد الخطط العامة للمعالجة الرقمية لبيانات الحجاج والتوريد والتفويج والتسكين والتصعيد.
عصفت جائحة كورونا بكل القطاعات الحكومية والخاصة، وأصابت العالم كله بالشلل التام؛ أدى ذلك إلى إيقاف حركة النقل الجوية والبرية والبحرية والحد من استقبال حجاج الخارج لموسمين متتاليين ١٤٤١هـ-١٤٤٢هـ، وسمحت الجهات المنظمة للحج بالمملكة العربية السعودية لألف شخص فقط من الداخل بأداء الفريضة في الموسم قبل الماضي، قبل أن يتم رفع العدد الموسم الماضي إلى ٦٠ ألفا ملقحين بالكامل وتم اختيارهم عبر القرعة.
في الثامن من شهر رمضان المبارك للعام الحالي ١٤٤٣هـ، أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية عزمها إقامة موسم حج هذا العام،وذلك بعد التعافي التدريجي من فيروس كورونا، وبقدرة استيعابية حددت بمليون حاج مع الالتزام التام بالضوابط والمعايير الصحية وتضمنت الشروط بأن يكون للفئة العمرية أقل من 65 عامًا ميلاديًا، مع اشتراط استكمال التحصين بالجرعات الأساسية بلقاحات كوفيد-19 المعتمدة في منظمة الصحة العالمية وتقديم نتيجة فحص سلبي PCR لفيروس كورونا (كوفيد-19) لعينة أخذت خلال 72 ساعة قبل موعد المغادرة إلى المملكة.
٢٩ رمضان أُخطِرت وزارة الأوقاف والإرشاد بحصة اليمن المحددة ١٠٩٨١حاجًا، ليبدأ معها الإعلان الرسمي عن تدشين موسم الحج لهذا العام ١٤٤٣ هجرية، في اجتماعٍ عقده وكيل قطاع الحج والعمرة الدكتور مختار الرباش مع قيادات القطاع الخاص المفوجة للحجاج دعا خلاله الوكالات الراغبة في تفويج الحجاج إلى تقديم ملفاتها وتراخيصها لقطاع الحج والعمرة وفق الشروط والضوابط المنظمة لذلك، ليتم الإعلان عنها بعد مرور أسبوعين فُحِصت خلالهما كل الملفات المقدمة بواسطة لجنة متخصصة ومشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص.
تحت ضغط ضيق الوقت واقتراب موعد دخول الحجاج، قطع معالي وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد بن عيضة شبيبة زياراته الميدانية في المحافظات، وعقد اجتماعه الأول بعد الإعلان في مكتب شؤون حجاج اليمن بمكة المكرمة بحضور وكيل القطاع والوكلاء المساعدين ومدراء العموم وممثلي القطاع الخاص؛ بهدف إشراك الجميع في رسم الملامح العامة لخطة موسم حج ١٤٤٣هـ، كلُ في إختصاصه ومكانه وحدود مهامه، فالشراكة في صناعة النجاح، مبدأ جسده وزير الأوقاف والإرشاد في إدارته لكل القطاعات، ويأتي إقراره لتشكيل اللجنة العليا للحج من كل الوزارات المعنية واتحاد الوكالات تأكيدًا لهذه القيمة التي وضعت خطة الموسم محل التنفيذ المباشر.
استنفرت اللجنة العليا للحج كل طاقاتها على مختلف القطاعات الصحية والأمنية والنقل والوكالات المفوجة في عموم محافظات الجمهورية، لتنجز خلال ساعات المرحلة الأولى من الخطة وهي تسجيل الراغبين بالحج وفحص طلباتهم ورفعها إلى مركز المعلومات الذي أدير باحترافية عالية.
عكف الوزير شبيبة ومعه وكيل الوزارة لقطاع الحج والعمرة الدكتور مختار الرباش في مكتبيهما على مدار الساعة يشرفان على غرف العمليات المنسقة بين كل الجهات المنظمة لأعمال الحج، وعلى اتصال دائم ومباشر مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لمعالجة أي إشكالية طارئة قد تعيق أو تعرقل عملية النجاح، فكان التجاوب السريع والبناء لكل الملاحظات التي طرحت تسهيلًا وتيسيرًا لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
كلما اقترب موعد التفويج الأول المحدد بتاريخ ٢١ ذي القعدة، زادت وتيرة عمل الإدارات المختصة، وعلت همة فِرق العمل المتفانية، في حركة دؤوبة ونشطة وبيئة كخلية نحل يسودها التعاون والتنسيق.
بدأت الوكالات المعتمدة بالمرحلة الثانية وهي استئجار المساكن في مكة المكرمة وكانت الوزارة حاضرة بدورها الإشرافي والرقابي، حيث تم استئجار أبراج مصنفة بثلاثة نجوم وخمسة نجوم، واستبعدت أخرى لعدم تطابقها مع المعايير، الأمر ذاته تم في استئجار مساكن الحجاج بالمدينة المنورة، إذ كانت الوزارة ممثلة بمعالي وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ محمد بن عيضة شبيبة حاضرة أيضًا في الفحص والتدقيق، فتم استئجار فنادق مطلة على الحرم النبوي الشريف..(١)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى