تقارير ومقابلات
بعد تسيير اول رحلة من مطار صنعاء.. المليشيا الحوثية تتنصل من التزاماتها

الرشاد برس ــ تقرير /صالح يوسف
غادرت امس الاثنين طائرة الخطوط الجوية اليمنية، مطار صنعاء في أول رحلة لها إلى العاصمة الأردنية عمّان بموجب اتفاق الهدنة الأممية الإنسانية وعلى متنها نحو 126 راكبا من المرضي ذوي الحالات الحرجة
تأتي هذه الرحلة بعد جهودة كبيرة بذلها المبعوث الأممي وبدعم من تحالف دعم الشرعية وتسهيلات كبيرة قدمتها الحكومةلتجاوز العراقيل التي وضعتها ميليشيات الحوثي لإعاقة تشغيل مطار صنعاء والبدء بإطلاق رحلات تجارية بواقع رحلتين من مطار صنعاء إلى كل من القاهرة وعمان.
جاء ذلك بعدما أعلنت الحكومة موافقتها على السماح بتسيير رحلات من مطار صنعاء إلى الأردن بجوازات سفر صادرة عن ميليشيا الحوثي
دعوات مستمرة من الحكومة
في غضون ذلك طالبت الحكومة ، امس الإثنين، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الأممي بالضغط على مليشيا الحوثي الإرهابية لتنفيذ بنود الهدنة، ووقف خروقاتها في مختلف جبهات القتال.
جاء ذلك على لسان وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات نشرها على صفحته في “تويتر”، وذلك بعد ساعات من عودة تدشين مطار صنعاء الدولي، بعد إغلاقه منذ ست سنوات؛ تنفيذا لبنود الهدنة الأممية.
كما طالبت الحكومة، “برفع الحصار بشكل فوري وغير مشروط عن مدينة تعز، وتسخير عائدات واردات المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة لدفع مرتبات موظفي الدولة”.
وقالت الحكومة إنها “تقدّم التنازلات تلو التنازلات، وتتعاطى بايجابية ومسئولية مع المبادرات، تأكيدًا لالتزامها بدعم جهود التهدئة، وإحلال السلام الشامل وفقا للمرجعيات الثلاث”.
وأشارت إلى أن تعاطيها الايجاني للمبادرات الأممية يؤكد “حرصها على إنهاء معاناة ملايين اليمنيين المتفاقمة جراء الحرب التي فجرها الانقلاب بمن فيهم القاطنين في مناطق سيطرة الحوثي”.
وأضافت: “في المقابل تواصل مليشيا الحوثي بايعاز إيراني تقويض جهود التهدئة، ووضع العقبات والعراقيل امام تنفيذ بنود الهدنة، بخرق وقف اطلاق النار”.
كما اتهمت الحكومة المليشيا “باختلاق الأعذار للتنصل من التزاماتها في رفع الحصار عن تعز، وتوجيه عائدات المشتقات النفطية لصرف مرتبات موظفي الدولة، دون اكتراث بالاوضاع الانسانية”.
ترحيب دولي..ودعوات لفك الحصار عن تعز
وكانت واشنطن رحبت في وقت سابق الاثنين باستئناف الرحلات من مطار صنعاء، فيما دعت باريس لفتح الطرق في تعز دون تأخير.
من جهته، رحب المبعوث الأممي إلى اليمن غروندبرغ، باستئناف الرحلات من مطار صنعاء، وشدد على ضرورة تنفيذ بقية بنود الهُدنة.
وكانت فرنسا، قد عبرت عن قلقها العميق إزاء الحصار الحوثي على تعز المستمر منذ عدة سنوات، وشددت على أهمية إنهاء المعاناة والحصار في هذه المدينة.
وأكد السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، في بيان نشره حساب السفارة على “تويتر”، أن تعز تمثل “أولوية للمجتمع الدولي” في اليمن.
وجدد السفير الفرنسي دعم بلاده الكامل للهدنة الإنسانية التي توسطت فيها الأمم المتحدة، ودخلت حيز التنفيذ مطلع أبريل الماضي لمدة شهرين، وقال إنها ” تمثل خطوة مهمة لصالح السلام”
كما طالب باحترام الهدنة والحفاظ عليها من قبل جميع الأطراف لما فيه خير لكل اليمنيين
وشدد على أهمية التخفيف من معاناة الشعب اليمني سواءً في تعز أو في أي مكان آخر من البلاد، وذلك بعد مضي أكثر من 7 سنوات على الصراع.
جاء هذا البيان بعد مضي شهر من الهُدنة الإنسانية الأممية في اليمن، وبعد هجوم حوثي بطائرات مسيّرة استهدفت أعياناً مدينة وسط مدينة تعز وأدى إلى إصابة أكثر من 10 أشخاص وأضرار مادية.
خروقات مستمرة
ورغم التعاطي الايجابي من الحكومة الشرعية مع بنود الهدنة الاممية الان ان المليشيا الحوثية المدعومة من ايران تواصل خروقاتها للهدنة الأممية، في مختلف جبهات محافظة تعز، ومناطقها السكنية.
حيث ارتكبت مليشيا الحوثي، منذ مطلع أبريل الماضي 1432 خرقا للهدنة الأممية في مختلف جبهات القتال والاحياء السكنية، أسفرت عن استشهاد 7 من قوات الجيش والمقاومة الشعبية، وجرح 54 أخرين، فيما استشهد مدنيان وجرح 17 آخرون.
كما شملت الخروقات الحوثية استقدام تعزيزات وتحركات للأسلحة، والقصف المدفعي، واستهداف الأحياء السكنية ومخيمات النازحين بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وشق طرقات وإنشاء تحصينات ومواقع جديدة.