بلادنا ترفض الاحتلال وتطالب بتغييرات جذرية في الأمم المتحدة
الرشادبرس- متابعات
جددت الجمهورية اليمنية في كلمة ألقتها نيابة عن الدول العربية في الأمم المتحدة، تمسكها بالحلول السلمية لتسوية النزاعات، ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال الاحتلال والتدخلات الخارجية في شؤون الدول.
جاء ذلك خلال الجلسة الرسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة مرور 80 عاماً على توقيع ميثاق الأمم المتحدة.
وأكد السفير عبدالله السعدي، المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، في كلمته باسم المجموعة العربية، أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية يمثل انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة ومصدراً دائماً لزعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم.
وأضاف أن تقاعس المجتمع الدولي، رغم مرور ثمانية عقود على تأسيس المنظمة الأممية، عن إنهاء أطول احتلال في التاريخ الحديث، يُعد مصدر أسف عميق للدول العربية.
وجدد السعدي التأكيد على الدعم العربي الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتطرق السفير إلى الدور التاريخي للأمم المتحدة، مؤكداً أنها منذ تأسيسها عام 1945 شكلت منصة دولية لتعزيز السلام وحقوق الإنسان والتعاون الدولي، مشيراً إلى أن الدول العربية، كأطراف مؤسسة، لا تزال مؤمنة بقيمها ومدافعة عن مبادئها.
وفي سياق متصل، شدد السعدي على أهمية احترام الخصوصيات الثقافية والدينية للدول عند تطبيق مبادئ حقوق الإنسان، والعمل على حماية المدنيين وتحقيق العدالة والمساءلة بموجب القانون الدولي. كما أكد التزام الدول العربية بتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ورحب السعدي بمبادرات الأمين العام للأمم المتحدة الهادفة إلى إصلاح النظام المالي الدولي، داعياً إلى تعزيز التمويل الميسر، ونقل التكنولوجيا، وبناء القدرات، بما يسهم في تمكين الدول النامية من مواجهة التحديات وتحقيق أهداف التنمية.
كما دعا إلى الانتقال من الشعارات إلى الأفعال، عبر تبني إجراءات عملية قائمة على العدالة والإنصاف لمواجهة تحديات تغير المناخ، والأزمات الصحية والغذائية، والطاقة، ومكافحة التطرف العنيف، مشدداً على أهمية تفعيل العمل الدولي المشترك.
وحول إصلاح منظومة الأمم المتحدة، أكد السفير اليمني أن الوقت قد حان لإجراء إصلاح شامل، لاسيما في مجلس الأمن، مشدداً على ضرورة منح الدول العربية تمثيلاً دائماً كاملاً في المجلس، بما يشمل حق النقض (الفيتو) في حال توسع عضويته مستقبلاً.
كما دعا إلى ضمان تمثيل عربي عادل في المقاعد غير الدائمة، بما يتناسب مع عدد الدول العربية، وكثافتها السكانية، ودورها في حفظ الأمن والسلم الدوليين.
واختتم السعدي كلمته بتجديد تمسك الدول العربية بمبادئ التعددية، ودعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تعزيز العمل متعدد الأطراف وإصلاح النظام الأممي، على نحو أكثر عدالة وشمولية يعكس تطلعات شعوب العالم.
يُذكر أن اليمن تتولى رئاسة المجموعة العربية في الأمم المتحدة لشهر يونيو الجاري.