تقارير ومقابلات

تجنيد الأطفال.. انتهاك لطفولتهم و″تفخيخ″ لمستقبل اليمن

الرشاد برس ـــ تقرير /صالح يوسف تداول امس ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية صورا صادمة لاطفال تحت سن العاشرة من العمر وهم ينفذون تدريبات عسكرية تلك المشاهد المتداولة هي من المعسكرات التي استحدثتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران لاستدراج وتجنيد الاطفال تحت مسمى “المراكز الصيفية تمهيدا للزج بهم في مختلف جبهات القتال في ظل الهدنة الأممية، ورداً على مساعي التهدئة وانهاء الحرب واحلال السلام.
وقد اشار الى ذلك وزير الاعلام /معمرالارياني قبل يومين في صفحته “تويتر” ودعم حديثه بفيديوهات صادمة حيث قال الوزير ان مليشيا الحوثي الارهابية عملت على تجنيد الاطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها والدفع بهم لخطوط النار في ظل صمت دولي مستغرب وغير مبرر، وتقاعس من منظمات وهيئات حقوق الإنسان وحماية الطفل من القيام بدورهم في التنديد بهذه الجريمة النكراء، ووقف عمليات القتل الجماعي لاطفال اليمن.
وطالب الارياني المجتمع الدولي والامم المتحدة والمبعوثين الاممي والأمريكي بمواقف واضحة من تصعيد مليشيا الحوثي الإرهابية لعمليات تجنيد الاطفال، وممارسة ضغوط حقيقية لوقفها فورا، وملاحقة المسئولين عنها من قيادات وعناصر المليشيا وتقديمهم للمحاكمة باعتبارهم “مجرمي حرب”.
المراكز الصيفية ..بوابة للتجنيد
يقول الاستاذ /ماهر احمد ناشط حقوقي ان المليشيا الحوثية تستخدم “المخيمات الصيفية” لنشر أيديولوجيتها وتجنيد الفتيان للقتال. وتقام هذه المعسكرات في المدارس والمساجد ومدارس تحفيظ القران الكريم وقال ان المليشيا جندت هذا العام المئات من الاطفال بمن فيهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات خلال الشهرين الماضيين.
واضاف ان الاطفال اللذين جندتهم المليشيا العام الماضي شاركوا في معارك ضد قوات الجيش والمقاومة خاصة في جبهات مأرب والساحل الغربي حيث تقول المنظمات انه قتل مايقارب3000 طفل جندتهم المليشيا الحوثية الحوثي في ساحة المعركة بين يناير 2019 ويونيو 2021، وفقًا لتلك المنظمات الحقوقية رغم ان المليشيا الحوثية وقعت على ما وصفته وكالة الأطفال التابعة للأمم المتحدة بأنه “خطة عمل” لإنهاء ومنع هذه الممارسات
تقارير اممية بلاجدوى
تتكرر التقارير الاممية وفرق الخبراء في تسليط الضوء على انتهاكات ميليشيات الحوثي، بما في ذلك استغلال أنشطة التعليم لدفع الأطفال إلى تبني أفكار محرضة على الكراهية والعنف، وصولاً إلى تجنيدهم في جبهات القتال ولكنها تقارير حبر على ورق
وكان اخرها تقرير سنوي للعام2021 الذي سُلّم إلى مجلس الأمن والذي تضمن معلومات حول استغلال الحوثيين للمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية للحشد والتشجيع على الانضمام للقتال، إذ رصد فريق الخبراء في بعض المدارس وأحد المساجد التي يستخدمها الحوثيون صور ووثائق تدعوا لنشر العنف والكراهية بين الأطفال، وترويج هذه الانشطة ضد مجموعات معينة، حيث يُؤمر الأطفال بترديد شعار الحوثيين، “الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود”.
وذكر الفريق في تقريره المكون من 51 صفحة بأنه في “أحد المعسكرات يتم تعليم أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات كيفية تنظيف الأسلحة واستخدامها
وأشار إلى استغلال الحوثيين المساعدات الإنسانية من خلال توفيرها أو منع الأسر من الحصول عليها على أساس مشاركة الأطفال في أنشطة الحوثي، لافتاً إلى مشاركة البعض خوفاً على حياتهم أو منع الحوثيين وصول المساعدة الإنسانية إلى اسرهم وللاسف كل تلك التقارير تقابل بصمت مريب من قبل المنظمة الدولية واجهزتها على مدى 8سنوات
تحذيرات مستمرة
تواصل الحكومة الشرعية في كل وقت وحين نداءآتها للمجتمع الدولي وتحذيرها من هذه الممارسات التي تفخخ عقول الاطفال فقد تحدث وزير الاعلام في الحكومة معمر الارياني عن خطورة استمرار ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران في عمليات تجنيد الأطفال دون سن ال15 عبر استدراج عشرات الآلاف منهم في المناطق الخاضعة لسيطرتها لمعسكرات تدريب تحت غطاء ما يسمى «الدورات الصيفية» وغسل عقولهم بالأفكار الطائفية الدخيلة في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية.
‏وأكد الإرياني أن إطلاق ميليشيا الحوثي حملة تجنيد واسعة لهذا العام بشكل كبير للأطفال بمناطق سيطرتها خاصة فترة الهدنة تمهيدا للزج بهم في جبهات القتال، يكشف عن نواياها المبيتة لجر البلاد لدورة جديدة من العنف ، دون اكتراث بحياة أولئك الأطفال، والأوضاع الإنسانية الكارثية للمواطنين، الذين يعانون ويلات الحرب منذ 8 أعوام.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حماية الطفولة بإصدار إدانة واضحة لتصعيد ميليشيا الحوثي عمليات تجنيد الأطفال، وممارسة ضغط حقيقي لوقفها، وملاحقة المسؤولين عنها من قيادات وعناصر الميليشيا في المحاكم الدولية باعتبارهم مجرمي حرب، وإعادة تصنيفها في قوائم الإرهاب الدولية.
شهادات صادمة
وثقت جهات حقوقية وحتى أممية حالات متعددة لتجنيد الأطفال يذكر منها الناشط الحقوقي /ن.ه.و قال بعد أشهرٍ من التحاقه بـ”المراكز الصيفية”، التي نظمتها المليشيا الحوثية في مديرية بني حشيش محافظة صنعاء أبلغ الطفل “علي ” 13عاما في الصف السابع اساسي والده التحاقه بجبهات القتال، رغم رفض أبويه، ليستقبلانه في نهاية المطاف جثةهامدة في وقتٍ تستمر فيه حملات التجنيد، التي لا تستثني الاتهامات بالتورط فيها أياً من أطراف النزاع.
ويقول والد “على” أن البداية كانت بموافقة الأسرة على التحاق ابنها بـ”المراكز الصيفية” في فترة العطلة السنوية الدراسية، لتعلم الدروس الدينية وغيرها من المقررات والأنشطة التي تجذب اهتمام الفتيان، وعند عودته لأسرته كان تأثير المفاهيم والدروس التي تلقاها واضحاً في سلوكه، وصولاً إلى إبداء رغبته في الالتحاق بـ”الجبهة”، لـ”الجهاد في سبيل الله” و”الدفاع عن الوطن”.وفي اخر المطاف عاد إلى أسرته متوفياً، ومع جثمانه صورة في برواز كُتب عليها اسمه كـ”شهيد”، لتعلقها أسرته على جدران منزله.
حال “على” لا يختلف كثيراً في تفاصيله عما تشهده كل قرى ومناطق محافظة صنعاء بشكل يومي حيث يشيع السكان القتلى بالعشرات من الاطفال يوميا
ويقول /علاء محمد. ناشط حقوقي من عدن ان تقارير الخبراء الاميين لاتذكر الا المعلومات القليلة حول انتهاك الاطفال ونجنيدهم من قبل الحوثيين فقد اكدت معلومات الخبراء الأمميين أن حوالي 3000طفل جندهم الحوثيون، لقوا حتفهم في ساحة القتال بين يناير/كانون الثاني 2020 ومايو/أيار 2021.
كما أوضحت لجنة الخبراء أنها تلقت قائمة تضم أسماء 1406 أطفال جندهم الحوثيون لقوا حتفهم في ساحة المعركة عام 2020، وقائمة تضم 562 طفلا جندتهم الميليشيات أيضا وقتلوا في ساحة المعركة بين يناير ومايو 2021
وقال الخبراء “كانت أعمارهم بين 10 و17 سنة، وقتل عدد كبير منهم في عمران وذمار وحجة والحديدة وإب وصعدة وصنعاء”
كذلك أشاروا إلى أن الميليشيات لا تزال مستمرة في تجنيد الصغار، عبر إقامة معسكرات ودورات لتشجيعهم على القتال. وأوضحوا أنهم حققوا في بعض المعسكرات الصيفية في المدارس ومسجد نشر فيه الحوثيون إيديولوجيتهم بهدف تجنيد أطفال
ويضيف علا ان العديد من الاطفال قد وقعوا اسرى بيد الجيش والمقاومة في جبهات مأرب والضالع وهم يقاتلون في صفوف المليشيا
يذكر أن نائب مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، مروان نعمان، كان أعلن في سبتمبرالعام الماضي (2021) أن الميليشيات جندت أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014، بينهم 17% دون سن الحادية عشرة، بينما لا يزال أكثر من 6700 طفل على الجبهات.
فيما وثقت شبكة حقوقية يمنية 20 ألفا و977 واقعة انتهاك طالت الأطفال اليمنيين، بالإضافة إلى تهجير وتشريد أكثر من 43 ألف طفل، من قبل الميليشيات من يناير 2017م إلى مارس 2021م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى