تحالف الشر الثلاثي يعبث في عالمنا العربي والاسلامي !!
مهما كان الحزب الحاكم في امريكا جمهوري أو ديمقراطي إلا أن عنده اهداف وقيم ثابته لا تتغير ولا تتبدل، أمن اسرائيل وضمان تفوقها، حرب الجماعات الاسلامية الجهادية والسياسية، استمرار التحالف وتلاقي المصالح، بين أمريكا وايران والسعودية، الشواهد على هذا التحالف كثيرة، بداء من غزو العراق للكويت ومستمر الى اليوم.
فتآمرت الثلاث الدول على العراق وتدمير ترسانته العسكرية وانهاك شعبة وتفتيت وحدته الوطنية واستمر التآمر مدة تزيد عن ستة عشر عاماً انتهت بسقوط بغداد في يد امريكا وايران، كما حدث هذا التآمر في افغانستان واسقاط حكومة طالبان، فقد كان موقف السعودية مخزي، حيث جندت طابورها الخامس من علماء السوء وبدأوا في اصدار فتاوى التبديع والتفسيق لطالبان ووصفهم بالخوارج والمبتدعة كما سحبت اعترافها بطالبان وساهمت بالمال والرجال في الحرب العالمية على ما اسمته امريكا الحرب على الارهاب عل ذلك يشفع لها امام امريكا، صحيح وقعت العديد من الوقائع والاحداث والخلاف في وجهات النظر، بين الثلاث الدول كما هو الحال في الموقف من حرب غزة والحرب على لبنان، فقد تطابق الموقف الامريكي السعودي واختلف الموقف الايراني، الا ان الموقف من الاهداف الثابتة السابقة.
تكاد الثلاث الدول متوافقة عليها بطريقة أو بأخرى فإيران رغم ضجيجها بالقضية الفلسطينية إلا أنها لا تستطيع أن تدعي أنها قدمت الدعم للقضية الفلسطينية مثلاُ بما يُعادل أقل القليل من الدعم الذي قدمته لنظام بشار وهذا يُعطي مؤشر أن الدعم لبشار من ايران مقبول أمريكياً، لكن الدعم من ايران لفلسطين ولو بربع دعم بشار غير مقبول امريكياُ وهذا يعني أن ايران لا تتحرك الا وفق الخارطة المرسومة أمريكياً، كذلك فإن من شواهد هذا التلاقي في المصالح ما حدث من إجهاض للربيع العربي ففي ليلة اعلان السيسي انقلابه على الاخوان في مصر ففيما كانت قناة الميادين تشارك في تغطيتها مؤيدة ومبررة للانقلاب كانت أخواتها من قنوات شيعة ايران كالمنار تبث حلقات ومسلسلات وكأن الأمر لا يعنيها وهي التي تتبجح بنصرة المسلمين والمظلومين في العالم.
تكرر هذا التحالف وتلاقي المصالح في سوريا حيث يصرح الجميع الآن أنه لا مكان للجماعات الارهابية حد تعبيرهم هنالك وضرورة حربها وابادتها والقضاء عليها وبعد أن فشلت ايران وشيعتها في هزيمة الجماعات الجهادية هنالك دخلت السعودية على الخط باسم دعم الجبهة الاسلامية والحرب على “داعش” وقد كانت التغطية الاعلامية لقناتي الميادين والعربية تكاد تكون متطابقة في الحرب على داعش وكأنهما تخرجان من مشكاة واحدة وعندي العديد من النشرات والتغطيات دلالة عليه، كما أن هذا التلاقي تأكد بعد الاتفاق السوري الاسرائيلي بتسليم السلاح الكيماوي السوري، ثم التوافق الايراني الامريكي حول المشروع النووي الامريكي، من المؤكد أن السعودية كانت تطمح الى شن الحرب على النظام السوري وأقلقها الاتفاق الامريكي الايراني ؛ لكنها لا تملك من أمر نفسها شيئ وهي كالرجل الاعمى الذي لا يدري الى أين يسوقه الآخرون وبين نارين نار ايران والجماعات الطائفية ونار الجماعات الارهابية، لكنها حسمت أمرها وقررت الاطاحة بالجماعات الاسلامية العسكرية والسياسية، أثمر هذا التحالف في تونس فقد استقبلت السعودية الطاغوت بن علي ووفرت له ملاذ آمن كما عملت الثلاث الدول على تشويه الجماعات الجهادية، فقد كان مهندس اكذوبة جهاد النكاح هو الاعلامي التونسي المقرب من ايران وربما المتشيع غسان بن جدو مدير قناة الميادين وساعده على ذلك ابن عمه وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو ببث الاخبار الكاذبة عن تونسيات مارسن تلك الزذيلة، كما توجت الثلاث الدول تحالفهما باعلان امريكا جماعة انصار الشريعة التونسية منظمة ارهابية، وأخيراً برز هذا التحالف وتلاقي المصالح بين الثلاثي القاتل في اليمن، ففي كل مواجهات الدولة مع الحوثي كانت أمريكا لا تتردد في التحذير من العنف في مواجهة الحوثيين وتدعوا نظام صالح الى استخدام الحوار ، كما أنها لم تدرج جماعة الحوثي من ضمن الجماعات الارهابية ، بالعكس من تعاملها مع تنظيم القاعدة مثلاً فقد كان تعامل النظام مع امريكا وتعاونه معهم في تلك الحرب على أعلى درجات التنسيق والترتيب وهذا يُعطي مؤشراً أن امريكا لا ترى في هذه المجموعة المسلحة المقاتلة خطراً عليها ، بل لقد أعطتهم حرية التحرك في العالم للتعريف بالقضية الحوثية وما تواجد يحيى الحوثي في اوروبا في تلك الفترة؛ إلا دليل على ذلك ، بالإضافة الى أن صحيفة الوسط اليمنية نشرت في حينه تقريراً صحفياً كاملاً حول تحرك يحيى الحوثي والدعم الاوروبي والامريكي الدبلوماسي والسياسي للقضية الحوثية !!.
لم يستفد أحد من المبادرة الخليجية والتي كان الحوثيون يصفونها بأنها امريكية وقد صدقوا في ذلك، كما أستفاد منها الحوثيون فقد كان بإمكان آل سعود وامريكا الضغط على صالح لتسليم السلطة الى نائبه عقب اعلان على محسن وانقسام الجيش وكان صالح في اضعف حالاته داخلياً وبعض الضغط الخارجي كان كفيل بنقل السلطة الى هادي، لكن أمريكا والسعودية لم يكن يروق لهما نجاح الربيع العربي وسقوط ثلاثة أنظمن في غضون ثلاثة أشهر، كما أن البديل كان هو الحركة الاسلامية الاكثر تماسكاً والاوسع انتشاراً، وكان الحوثي في تلك الفترة مطارداً متخفياً في جبال وقفار وادي نشور والنقعة، فكانت المبادرة الخليجية، التي اعطت صالح الفرصة لخلخلت المجتمع اليمني وادخاله في حروب الحصبة والجوف وارحب ثم كانت حروب الانهاك والتجويع وقطع الكهرباء والبترول والديزل التي انهكت المواطن اليمني وجعلته يكفر بالثورة واليوم الذي فكر فيه بالثورة، ثم بعد سبعة أشهر تم التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة ، التي جعلت من قضية الحوثي قضية وطنية يجب حلها والاعتراف بها، فكان القبول الاقليمي والدولي بالحوثي وصناعته كلاعب ومظلة عسكرية تستظل بها كل الاحزاب والجماعات المهزومة والتي لها ثأر مع الحركة الاسلامية بداءاً بالاماميين مروراً بالناصريين والاشتراكيين واخيراً المؤتمريين، فهكذا كانت صناعة الحوثي محلياً واقليمياً ودولياً، والا ما الفرق بينه وبين القاعدة فالحوثي جماعة تعتمد على السلاح وتسيطر على الارض والقاعدة جماعة تعتمد على السلاح وتسيطر على الارض، الفرق الوحيد أن الحوثي جماعة مقبولة اقليمياً ودولياً وهذا هو سر القبول والاندماج المحلي والالتفاف حولها، بينما القاعدة غير مقبولة اقليمياً ودولياً وبالتالي كانت الحرب الشعواء عليها في ابين وشبوه والآن في البيضاء، من كل ذلك يتأكد لنا ولكل منصف متابع بموضوعية، أن الحرب الأمريكية على الاسلام والمسلمين الصادقين الساعين لعزة الامة وكرامتها تقوم على تلاقي مصالح بعض من ابناء جلدتنا ومن يتكلمون بألسنتنا، لكن ورغم كل هذه المؤامرات والدسائس وتلاقي مصالح الاعداء والمنافقين فإن النصر قادم لا محالة يشهد على قربه ووقوعه العديد من الشواهد والاحداث، وهذا ما سيكون موضوع بحثه وتناوله في مقال آخر .