تقارير ومقابلات

تحريف المناهج الدراسية.. خطر يهدد اجيال اليمن

الرشاد برس | تقرير/صالح يوسف
منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الشرعية في 2014 عمدت المليشياعلى تغيير المناهج الدراسية لطلاب المدارس في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها، وذلك في إطار نشر الأفكار الطائفية وغرس مفاهيم الجماعة المرتبطة بالخارج
وتهدف المليشيا من خلال تلك الممارسات إلى غرس سمومها الطائفية، في المناهج الدراسية بغية توسيع دائرة الموالين لها من الطلاب منذُ الصغر وذلك عملًا على استغلالهم في معاركها العبثية
ويعتبر تعديل المليشيا للمناهج التعليمية في اطار خطة ممنهجة لتغيير افكار النشئ والشباب بالإضافة إلى تحوير القضايا التأريخية والدينية وفق وجهة نظرها الطائفية الشيعية، واستبدال الأسماء التاريخية، والدينية، والوطنية، بشكل كامل، وإضافة أسماء ذات طابع خاص بالنسبة لهابالاضافة الى تغيير قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، واستبدالها بما يناسب مفهومها، ومشروعها الطائفي
تدمير ممنهج
كان من اهم الاهداف التي رسم عليها الحوثيون في انقلابهم هو السيطرة على التعليم وضرب العملية التعليمية برمتها والذي يمثل المعلم عموده الفقري، فعمدوا الى قطع الرواتب ، ولم يكتفوا بذلك، بل نهبوا المعونات والمساعدات التي تقدمها منظمات دولية لقطاع التعليم.
وادت هذه الخطوة إلى تصدعات كبيرة في بنية النظام التعليمي وطابعه الوطني والمدني، وأفرغ من المعلمين المتخصصين وذوي الخبرة إضافة إلى أن حياة المعلمين وعلاقاتهم الأسرية والاجتماعية تأثرت بشكل سلبي، جراء الوضع الاقتصادي المتردي، حيث سجلت حالات انتحار لبعضهم بعد أن عجزوا عن توفير متطلبات الحياة لأسرهم وأطفالهم.
وكشفت تقارير اممية أنَّ هناك 10% من المعلمين تحولوا من مربي أجيال إلى مقاتلين مرتزقة لدى مليشيا الحوثي، نتيجة توقف رواتب أكثر من 190 ألف معلم، مؤكّداً أنَّ عدم دفع رواتب المعلمين يؤثر على نحو آلاف المدارس وما يقرب من 4 ملايين طالب.
وبينت التقارير أن الجرائم التي ارتكبتها المليشيا الحوثية في حق المعلمين وصلت إلى قتل 1300 معلم ومعلمة، موضحا ان اكثرمن 2200 من العاملين في التعليم تعرضوا لإعاقات مستديمة، كما سجلت ا 39 حالة اختفاء قسري، و44 منزلا للمعلمين تم هدمها،
تغييب الثورات اليمنية
يقول التربوي /ه.ن.ت…لقد عمدت المليشيا في خطتها لتغيير المناهج على مسارين الاول ادخال الافكار الطائفية الايرانية على المناهج الدراسية والثانية طمس هوية اليمن وتاريخه العريق على مدى العصورحيث عمدت الى تغييب الثورات اليمنية العظيمة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر، والثوابت الوطنية، وتعمل على غرس الولاء للمليشيا وايران
وعمدت ايضا الى استبدال قصيدة شاعر اليمن الكبير عبدالعزيز المقالح، القصيدة التي تمجد الجمهورية، بقصيدة لأحد عناصرها المدعو معاذ الجنيد، تمجد السلالة
كما استبدلت الدروس المتعلقة بشهداء ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة؛ محمد محمود الزبيري وعلي عبدالمغني، بدروس تتحدث عن “الإمام القاسم والإمام المنصور وابنه يحيى حميد الدين”، وجميعهم أئمة سلاليون حكموا اليمن بالحديد والنار.
طمس الهوية
ويقول اهل التربية والتعليم ان هذه الاجراءات الغير قانونية ستؤدي على المدى البعيد لطمس الهوية الوطنية من خلال تدمير هذا النشئ وتغييب العادات والتقاليد الحميدة وكان لنقابة المعلمين من ذلك موقف واضح ومندد بتلك التصرفات حيث دعت النقابة هذا الاسبوع جميع منتسبيها في الحقل التربوي في مناطق سيطرة المليشيا إلى الاضراب الشامل عن التدريس في كافة المرافق التعليمية والتوقف عن العمل الإداري والتربوي.
وفي بيان صادر عنها قالت النقابة إن التغييرات التي أدخلت على المناهج تستهدف تفتت النسيج الاجتماعي وطمس الهوية الوطنية، مضيفة إن التغيرات المستمرة خصوصا الاخيرة التي قامت بها اللجنة العليا لإعداد المناهج بوزارة التربية والتعليم في المناهج الدراسية وصبغه بالأفكار الطائفية، يعد انقلابا واضحا على النظام الجمهوري وتجريف للهوية الوطنية يهدف لصناعة أجيال ملغمة عقائديا بتلك الأفكار الطائفية التي تهدد النسيج الاجتماعي الواحد الثري بتنوعه الثقافي.
يقول الناشط /ع.م.ل..ان عملية تجريف المناهج وتغييرها وادخال الافكار الطائفية عليها تستوجب على الجميع الوقوف صفا واحدا ضد هذه التصرفات والتى ستؤثر بدورها على مستقبل الاجيال
ويضيف ان المليشيا الحوثية تمضى على حسب خطط محكمة وتقوم على مراحل في تغيير المناهج ومما زاد وجعي ان تلك.المناهج تطبع بتمويل من المنظمة الدولية واجهزتها اليونيسيف وغيرها
اقصاء وتعسف
ولم تقف المليشيا الحوثية عند تغيير المناهج بل عمدت الى تغيير المعلمين والكادر التربوي من كشوفات الوظيفة العامة فقد فوجئ التربويون بسقوط درجاتهم الوظيفية، وإزالة أسمائهم من كشوفات الاستحقاق الوظيفي بموجب قرارات فصل حوثية وبشكل جماعي، وإحلال عناصر اخرى
وتقول المصادر التربوية ان المليشيا اقصت تعسفيا اكثر من 2657من الكادر التربوي في مناطق سيطرتها
حيث قامت بفصلهم جماعياً ومصادرة وظائفهم لصالح أتباعها،
وتوسع النشاط ليشمل المرافق والقطاعات والمؤسسات التعليمية والتربوية كافة في صنعاء ومناطق أخرى، وذكر مراقبون أن توسع ذلك النشاط زاد أكثر خلال فترة الهدنة الاممية حيث تفرغ الحوثيون لاقصاء الكادر الحكومي بشكل عام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى