مقالات

تحية للمارد السبتمبري

بقلم /موسى المقطري
ما إن يعود سبتمبر إلا وتشرئب أعناق اليمنيين للسادس والعشرين منه ، ذلك أنه يوماً أشرقت شمسه ممزوجة بحريتهم التي ظل الكهنوت الامامي يتربص بها لعقود فارضاً نظريته المبنية على كونه وسلالته سادةٌ والشعب عبيداً لهم يعملون وهو يحصد ، وأرواحهم وأموالهم مباحة له ، وهذا مالم يرضى به اليمنيون الذين تتجذر فيهم روح الحرية ويرفضون الإذلال فقامت انتفاضات متفرقة كانت تنطلق بشكل عفوي دون تنسيق ولا ترتيب فيسهل للأمامة اخمادها وضرب القبائل بعضها ببعض والانتقام من روادها وذكراً لا حصر كانت انتفاضة أبناء المقاطرة وانتفاضة قبيلة الزرانيق، وانتفاضات أخرى في مناطق متفرقة من اليمن .
الذي يكمن انكاره أن المارد السبتمبري لم يهبط من السماء فجأة لكنه كان نتيجة طبيعية لفكرة الرفض المتجذرة في عقول واذهان اليمنيين فتطورت الانتفاضات الى ثورات مخططة ومنظمة في 1948م ثم في 1955م وكانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 هي مسك الختام إذ ألقت بالنظام الأمامي الكهونتي في مزبلة التاريخ فارضة قيمة الحرية كأساس عليه يجتمع اليمنيون سواسية لافرق بين حاكم ومحكوم بعيداً عن أي حق مصطنع أو سلالة تغتصب الحكم باسم الدين ، والدين منهم براء .
مرة ثانية وثالثة سنظل نؤكد ان ثورة 26سبتمبر ليست وليدة الصدفة ولا موقف عابر لكنها كانت رغبة متجذرة لدى فئات الشعب المختلفة في الانعتاق من ظلم وجبروت الإمامة ومع أنه كُتب لسابقاتها التعثر لكن شائت الأقدار لها النجاح لان السنن الألهية لا تنسى المجتهد ولا تترك المثابر ولذا انتصر المناضلون السبتمبريون وعلى أيديهم الطاهرة كانت النهاية المحتومة للكهنوت الامامي .
اليوم لا يزال المارد السبتمبري حاضراً سواء في ابتهاج اليمنيين بعيد ثورتهم أو بهبتهم للدفاع عن جمهوريتهم في وجه الاماميين الجدد الذين طمعوا باعادة التاريخ إلى الوراء والعودة إلى مشروع الإمامة والكهنوت ، وإن اختلفت التسميات وتبدلت الوجوه وتحورت المبررات لكن سبتمبريوا اليوم اكتشفوا بحصافتهم تطابق المشاريع فهبوا من جديد للدفاع عن الجمهورية التي اشرقت في 26سبتمبر 1962م لتظل خالدة تتلقفها وتدافع عنها الاجيال للأبد .
في هذا اليوم المجيد نرسل تحية للمارد السبتمبري الذي وأد مشروع الإمامة قبل ستين عام ، وللمارد السبتمبري الذي يهيل التراب على ماتبقى منها اليوم ..
دمتم سالمين ، كل عام وانتم بالف خير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى