تراجع أسعار الغاز في أوروبا بفعل تدفق الإمدادات
الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد
شهدت أسعار الغاز في أوروبا تراجعا لليوم الثاني على التوالي، حيث يتجه اهتمام السوق الآن نحو أوضاع التخزين في الصيف المقبل.
وذكرت وكالة “بلومبرغ نيوز” أن أسعار العقود الآجلة القياسية انخفضت بعد تراجعها أمس بنسبة 5 بالمئة تقريبا بفعل تدفق الامدادات من الشرق الأوسط وشمال افريقيا وبريطانيا وتؤثر على الامدادات موجة البرد الشديد التي تتعرض لها أغلب مناطق أوروبا، مشيرة إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها منذ 14 شهرا في تعاملات الأسبوع الماضي بعد توقف ضخ الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب التي تمر بأراضي أوكرانيا مع بداية العام الحالي.
ويتوقع بنك أوف أميركا استمرار بقاء أسعار الغاز في أوروبا أقل من المستويات المرتفعة التي سجلتها في الفترة الماضية حتى نهاية العام الحالي، لكن هذه التوقعات تبدو أقل تشاؤما بشأن الأسعار من التوافق السائد في السوق، بحسب كريستوفر كوبلنت رئيس إدارة أبحاث سوق الطاقة الأوروبية في البنك الأميركي.
وكانت صادرات الغاز الطبيعي الروسية عبر خطوط أنابيب تمر من أوكرانيا إلى أوروبا قد توقفت في الساعات الأولى من يوم الأربعاء أول أيام العام الجديد بعد انتهاء أجل اتفاقية العبور وفشل موسكو وكييف في التوصل إلى اتفاق لمواصلة التدفقات.
وينهي إغلاق أقدم طريق لعبور الغاز الروسي إلى أوروبا عقدا شهد توترا للعلاقات بسبب استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، ويعود طريق العبور إلى الحقبة السوفياتية.
ولا تزال روسيا تصدّر الغاز عبر خط أنابيب (ترك ستريم) في قاع البحر الأسود، ويحتوي الخط على فرعين، أحدهما للسوق المحلية التركية، والآخر لتزويد العملاء في وسط أوروبا -مثل المجر وصربيا- بالغاز.
وكثف الاتحاد الأوروبي جهوده لتقليل اعتماده على الطاقة الروسية بعد اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا عام 2022 من خلال البحث عن مصادر بديلة.
وجهزت بقية الدول -التي لا تزال تشتري الغاز الروسي، مثل سلوفاكيا والنمسا- إمدادات بديلة.
وستخسر أوكرانيا نحو 800 مليون دولار سنويا قيمة رسوم تدفعها روسيا، كما ستخسر “غازبروم” نحو 5 مليارات دولار قيمة مبيعات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا
ومولدوفا -التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي- من بين الدول الأكثر تضررا، وقالت إنها ستضطر إلى اتخاذ تدابير لتقليل استخدامها الغاز بمقدار الثلث.
المصدر: رويترز