مقالات

جدية التغيير الوزاري وجدواه.

بقلم/ محمد شبيبة
لم يعد هناك من يجهل أن الشرعية مثقلة بملفين هما من أخطر الملفات على أدائها وموقف الشعب منها…
الملف الأول : ملف الفساد والسرقة..
حتى أصبح شيطان الفساد يجري في عروق الشرعية كما يجري الدم في عروق ابن آدم
ولأن اختلاء أي مسؤول في الشرعية بالمال العام سيكون كخلوة الرجل بالمرأة الأجنبية ثالثهما الشيطان
فإنه يجب محاربة هذا الخلوة حتى لايكون ثالثهما الفساد
ولن يتم منع هذه الخلوة المُحَرَمة إلا بوجود المَحْرَم العفيف الغيور . ..
وهو هنا عبارة عن جهاز مراقبة ومحاسبة ، يُختار رجاله بصدق وعناية على أن تتوفر فيهم خمسة شروط ولابد :
الأول : الأمانة والنظافة
الثاني : القوة في مواجهة المفسدين والتصدي لعبثهم
الثالث : البراءة من التعصب بكل أنواعه مع أو ضد .
الرابع : تنفيذ توصياتهم بإنزال العقوبات القانونية بحق المسؤول الفاسد أو اللص المتلاعب
الخامس : أن تكون صلاحياتهم واسعة ومراقبتهم ومحاسبتهم لكل مسؤول في الشرعية بلا استثناء
إن الشرعية اليوم تعتبر خالية من أي جهاز للمراقبة ولا يوجد فيها أي فريق للمحاسبة ، والمسؤول فيها لايمنعه من الإختلاس والسرقة والتخوض في المال العام إلا ضميره أو دينه … وما أرق التدين وأندر نظافة الضمائر!!
الملف الثاني :
الجيش والأمن.
إن الجيش مالم يكن تابعاً للشرعية والشرعية مالم تمثل الشعب كل الشعب
فإن أي محاولة لمحاربة الفساد وتسهيل معيشة المواطن وتفعيل مؤسسات الدولة ستصتدم بمليشيات تسيطر على الأرض تضع أمام هذه المحاولات عراقيل كثيرة وعقبات كبيرة يصعب إزالتها أو تجاوزها
وستبقى الحكومة أمام هذه المليشيات ذات الولاءات المتعددة حكومة عاجزة مشلولة فاشلة تخضع لرحمة المليشيا وتنتظر الأذن منها وتعمل على تلبية مطالبها حتى لاتُطرد في أي لحظة أو تُغلق مقراتها الوزارية عند أي غضبة
إن الجيش والأمن مالم يكن برأس واحد وتحت قيادة موحدة ويتلقى أوامره من الجهات المختصة
فإن التعديل الوزاري لمحاربة الفساد وتحسين الإقتصاد سيكون كذبة كبرى وأشبه بعبث صبيان وتصرفات حمقى
أو إنما كان لحاجة في نفس يعقوب!!
حتى تقليص عدد الوزراء بدون مراقبة صارمة ومحاسبة دقيقة فإنما يعتبر بمثابة منع عشرة مسؤولين من الفساد ليفسد بدلا عنهم واحد ويأكل كل ماكان يأكله هؤلاء العشرة!!
إن أي تغيير أو تعديل مع بقاء هاذين الملفين إنما يعني حفظ الماء في قربة مخروقة أو مخادعة الشعب بتقديم أطباق من الفاكهة لكنها فاكهة من البلاستيك لاتُعْصَر ولاتُمضَع
تَخدع ولا تنفع!
( اللَّهُمَّ مَنْ وَلي مِنْ أمْرِ اليَمَنِيِينَ شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فاشْقُقْ عَلَيْهِ)
وأسعد الله صباحكم وطابت جميع أوقاتكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى