مقالات
التاجر اليمني:

بفلم / ابوبكرالدوسي *
قد يكون في هذا المقال ما لا يعجب البعض
السابع والعشرون من شعبان من كل عام تختفي كل أنابيب الغاز وتظهر ثالث يوم من رمضان بسعر أعلى وتباع بصورة أشبه ببيع المخدرات، سرا وفقط للزبائن الرسميين طوال العام لدى هذه البقالة.
أذكر في الرابعة عشر من عمري وانا أحمل الأنبوبة الفارغة من النفائر (قريتي) إلى حمر (قرية أخرى بعيدة) بحثا عن غاز لأعود بها فارغة قبل المغرب في ثاني أيام رمضان (طبعا طريق وعرة وجبال واشواك)
منذ وعيت في هذه الدنيا ولا شيء تغير على الإطلاق في بلدي
يسمع التاجر إشاعة عن انقطاع أي سلعة فيخفيها تماما حتى تشتد حاجة الناس لها ثم يخرجها ليبيعها بسعر أعلى.
عبث على كل المستويات في السلع في صرف العملات في حجم الرغيف في كل شيء.
ينزل المطر ليلا فيصبح القات بسعر أعلى لأن (المقاوتة) لم يستطيعوا قطف القات مساء بسبب المطر.
يقبل العيد فترتفع أسعار الملابس الضعف تقريبا مع جودة رديئة جدا
حتى الطيران وهو مؤسسة تابعة للدولة
أحد أقاربي ذهب للبحث عن تذكرة في اليمن قالوا بعد شهر لكن في مكتبهم في الرياض متوفر بعد أسبوع والسبب كما قال الموظف بكل فجاجة أن الفارق في السعر 100 ألف ريال يمني.
تنقلب قاطرة بترول في حضرموت فتغلق المحطات في تعز
نحن بلد الطوابير
على الماء على الغاز على البترول الديزل كل شيء
سوق سوادء لكل شيء تقريبا وفي الغالب الشريك الآخر مسؤول في الدولة.
أما عن المستشفيات والتجارة بأوراح الناس فحدث ولا حرج
أدوية مضروبة، مشافي تعمل بكادر مبتدئ، أطباء يحولونك على عياداتهم الخاصة.
استغلال وضيع لكل ظروف المعيشة الصعبة
أنا لست من الجزائر حيث قال الشعب لموردي السيارات حين رفعوا الأسعار “خليها تصدي” واستمرت الحملة اشهرا حتى أجبروهم على التخفيض، ولست من الكويت التي نزل فيها وزير التجارة يتفقد بيع الكمامات ويعاقب المحتكرين.
أنا من بلد مغلوب حيث لا دولة ولا قانون ولا إنسانية فقط قانون وحيد يحكمها “الجشع”
بالله عليكم ما الحل؟
أبوبكر الدوسي، مواطن يمني مقهور من جشع التجار..
*رئيس الدائرة الاعلامية في اتحادالرشاد اليمني