تقارير ومقابلات

دمعة على جثمانها …من مدينة السحر والجمال… الي مدينة الحرب والازمات….

تقرير بقلم /
أواب اليمني

صنعاء ، الجمال الساحر ، والطبيعة الخلابة ، تلك مهبط الروح ، ومسكن النظرات ، أصبحت الان بين شفا جرف هار ، بين ظلم المليشيا وسطوها وعبثها ، تتسأل يوما بعد آخر ، بإي ذنب قتلت.
لا تكاد تمر في شارع من شوارع صنعاء أو أزقتها إلا وقابلتك نظرات البؤس المطلة من أعين السكان التي أنهكها واقع الحال في ظل سلطة الميليشيات التي احتكرت كل شيء لصالح قادتها ومشرفيها، في الوقت الذي يتضور الناس فيه جوعا، هناك غليان صامت، وسينفجر قريبا.
مليشيا لا تعرف سوى الشعارات والخطابات البراقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وفي أحدى خطابات زعيم التمرد الأخيرة، خرج بما سماه «مبادرة» لمعالجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، عارضا مبادرة وصفها سكان من صنعاء بأنها «مراوغة» يزعم فيها أن زبانيته لا مانع لديها من تحييد الاقتصاد والبنك المركزي اليمني.
وهي مبادرة، قال عنها المراقبون أنها ليست إلا من باب «ذر الرماد في العيون» إذ إن المليشيا كما يقول «د.ج» وهو تاجر مواد كهربائية، لا تجيد غير الكذب على البسطاء وبيع الأوهام لهم منذ انقلابها على الشرعية وحتى الآن.
ويؤكد «ر. ح» وهو موظف حكومي أن «الجهل» الذي يعيشه قادة الميليشيات اختلط مع عدم خبرتهم في إدارة المؤسسات، أحد العوامل المهمة في فشلهم في وضع حلول مناسبة للجوانب الاقتصادية، بل إن هذا الأمر – على حد قوله – لا يعني شيئا للجماعة بقدر ما يعنيها» جباية المجهود الحربي» من التجار وأصحاب المحلات.
ويعتقد «ن. خ» وهو أستاذ جامعي، في جامعة صنعاء، أن السلاح الأكثر فتكا الذي يتربص بالميليشيات هو الميليشيات نفسها من خلال منسوب الغباء والتخلف الذي يتسم به قادتها لجهة إدارة الموارد ولجهة حصر التعيين في المناصب على منتسبي السلالة الحوثية بغض النظر عن مؤهلاتهم العلمية أو خبرتهم العملية.
ويرجح الأستاذ الجامعي أن صبر الناس لن يطول في مناطق سيطرة الجماعة أكثر من ذي قبل مهما حاولت المليشيا التنصل من مسؤوليتها في دفع مرتبات الموظفين والبحث عن سبل تقود إلى إنهاء انقلابها وإحلال السلام، إذ إن «ثورة الجياع» – بحسب قوله – ستكون سيلا جارفا حين تتهيأ لها اللحظة المناسبة للانتفاض في وجه مليشيا الكهنوت لإزاحتها من صنعاء وبقية المناطق الخاضعة.
ويشكك الخبير المصرفي «علي. ك» في جدية الحوثي في تقديم تنازل يفضي إلى جمع موارد المؤسسات والضرائب والجمارك وتوريدها إلى البنك المركزي في عدن، إذ إنه – كما يقول – يحاول فقط أن يتنصل من المسؤولية في هذا التوقيت الذي بلغ في الاقتصاد حد الهاوية، وانهارت فيه العملة إلى القاع، وهي حيلة – بحسب تعبيره – لامتصاص غضب الشارع الذي بات في أوجه لجهة ارتفاع الأسعار المتسارع وعدم إدراك الجماعة لمعاناة السكان.
ويؤكد عدد من الناشطين المناهضين للمليشيا الانقلابية في صنعاء، أنها تسعى من خلال تجريفها للاقتصاد إلى إذلال الناس وتجويعهم من أجل تسهيل السيطرة عليهم واستقطاب أبنائهم في صفوفها مقابل الفتات الذي تمنحه للمجندين معها.
ويستدل الناشطون على ذلك بسلوك المليشيا الحوثية الكهنوتية في تجارة المشتقات النفطية واحتكارها، إذ إن عددا من كبار الموالين لها هم الذين يحتكرون سوق النفط عبر الاستيراد والتوزيع، وهم الذين يفرضون الزيادات المتتالية في الأسعار دون أن تحرك المليشيا ساكنا، على الرغم من أن حجتها الرئيسية للقيام بانقلابها كانت ارتفاع أسعار الوقود كما كانت تزعم.

أواب اليمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى