عربية

تونس:النهضة تدعو الى بديل ديمقراطي .. وواشنطن تعلق على المشاركة المتدنية

الرشاد برس ــــ عربي

دعت حركة النهضة التونسيةمساء امس المعارضة إلى الاتفاق على بديل ديمقراطي واعتبرت أن المشاركة المتدنية غير المسبوقة في الانتخابات التشريعية تعني سحب الثقة من الرئيس قيس سعيّد، في حين طالبت الولايات المتحدة السلطات التونسية بتوسيع المشاركة السياسية وتنفيذ إصلاحات شاملة.
بينما دعت بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الانتخابات التشريعية بتونس، الجهات المعنية بالعملية الانتخابية إلى دراسة أسباب ضعف الإقبال على التصويت.
وقالت حركة النهضة -في بيان- إن مقاطعة أكثر من 90% من أصل أكثر من 9 ملايين ناخب تونسي لما وصفته بالمسار العابث للسلطة الحالية تعني سحب الثقة من سعيد ومنظومته، وطالبت الرئيس بالتنحي وفسح المجال لانتخابات رئاسية للخروج من الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
واعتبرت الحركة -التي كانت تملك أكبر كتلة في البرلمان المنحل- هذه الانتخابات “صورية” وفاقدة لأي شرعية، ودعت لإلغاء الدور الثاني للانتخابات التشريعية الذي يفترض تنظيمه خلال الربيع المقبل.
وجددت حركة النهضة دعوتها لكل القوى المؤمنة بالثورة إلى التشاور للتعجيل بالاتفاق على بديل ديمقراطي، ونددت باتهام رئيس الهيئة العليا للانتخابات للمسار الانتخابي السابق بالفساد.
وبعد إعلان لجنة الانتخابات مساء السبت عن تسجيل نسبة مشاركة بلغت 8.8% وتعد الأضعف في الانتخابات التونسية منذ الثورة، تواترت دعوات أحزاب وشخصيات تونسية معارضة لرحيل الرئيس، معتبرة أن العزوف غير المسبوق للناخبين يقوّض شرعية سعيد الذي تتهمه أحزاب معارضة بالانقلاب على المسار الديمقراطي من خلال الإجراءات التي اتخذها في 25 يوليو/تموز 2021، والتي شملت حل الحكومة والبرلمان، ثم انفراده بوضع دستور جديد.
وكان رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة أحمد نجيب الشابي قال مساء السبت إن الجبهة تعتقد أن نسبة التصويت في الانتخابات لم تتجاوز 2%، وإنه منذ اليوم فقد الرئيس قيس سعيد شرعيته، وفق تعبيره.
وأكد الشابي عزم الجبهة العمل على عزل الرئيس وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ودعا إلى إجراء حوار وطني وانتخابات جديدة، مشيرا إلى وصف معارضين ضعف الإقبال بأنه “زلزال”.
وفي ردود الأفعال الداخلية الأخرى، دعا الحزب الدستوري الحر بقيادة عبير موسي لإعلان شغور منصب رئاسة الجمهورية والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.
كما دعا رئيس المكتب السياسي لحراك “25 يوليو/تموز” عبد الرزاق الخلولي لانتخابات رئاسية مبكرة بعد المشاركة الضعيفة بانتخابات أمس.
أما حزب العمال (أقصى اليسار) فاعتبر أن حجم المشاركة “الهزيل جدا” في الانتخابات ينزع كل شرعية عن مجمل ما وصفها بمنظومة “25 يوليو/تموز” الانقلابية.
وكان رئيس الهيئة العليا للانتخابات فاروق بوعسكر وصف نسبة المشاركة في الانتخابات بالمتواضعة، ولكنه قال إنها ليست مخجلة، وأرجع ذلك إلى تغير نظام الاقتراع وغياب المال السياسي عن الحملات الانتخابية.
كما رجّح إمكانية تنظيم دورة ثانية للانتخابات في أكثر من 100 دائرة من إجمالي 161 دائرة انتخابية.
من جانبها دعت بعثة جامعة الدول العربية لملاحظة الانتخابات التشريعية بتونس، الأحد، الجهات المعنية بالعملية الانتخابية إلى دراسة أسباب ضعف الإقبال على التصويت في الانتخابات التي جرت أمس.
وقالت البعثة، في بيان، إن “فريق البعثة لاحظ ضعف الإقبال على مكاتب الاقتراع، حيث بلغت نسبة المشاركة 8.8% مثلما أعلنت عن ذلك هيئة الانتخابات بتونس”.
ودعت بعثة الجامعة العربية “جميع الجهات المعنية بالعملية الانتخابية إلى دراسة الأسباب التي أدت إلى ضعف الإقبال والذي قد يكون نتيجة لعوامل متعددة منها طبيعة النظام الانتخابي الجديد”، وفق تعبيرها.
وفي واشنطن، قالت الخارجية الأميركية في بيان لها اليوم إن الإقبال المنخفض للناخبين في تونس يعزز الحاجة إلى زيادة توسيع المشاركة السياسية خلال الأشهر المقبلة.
وشددت الخارجية الأميركية على أهمية تبني إصلاحات شاملة وشفافة، بما في ذلك تمكين هيئة تشريعية منتخبة، وإنشاء المحكمة الدستورية.
وقال البيان إن الولايات المتحدة ستواصل دعم تطلعات الشعب التونسي في إنشاء حكومة ديمقراطية خاضعة للمساءلة، وتحمي حرية التعبير والمعارضة وتدعم المجتمع المدني.
ووصفت الخارجية الأميركية الانتخابات البرلمانية التي جرت في تونس بأنها خطوة أساسية نحو استعادة المسار الديمقراطي للبلاد، كما حثت الحكومة التونسية على اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية وتحقيق الاستقرار والازدهار على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى