تقارير ومقابلات

ثورة 26 سبتمبرالمجيد.. تحول مهم في تاريخ اليمن …

الرشاد برس …. تقارير ومقابلات وكالات
………………………………………………………………………………
تبدو ذكرى اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962 هذا العام مختلفة عن ذكراها في السنوات السابقة، ذلك أن اليمنيين يعيشون اليوم اجواء ظلامية بائسة بسبب نكبة 21سبتمبر
ما يحصل اليوم هو نسخة مكررة من ثورة سبتمبر 1962 الخالدة، إن لم يكن الشعور إن الثورة السبتمبرية ما زالت مستمرة، وأن الاختلاف يكمن فقط في الوجوه والشعارات وتحول الموقف الخارجي.
 
لم تكن ثورة 26 سبتمبر مجرد ثورة ضد شخص الإمام أو نظام حكمه فقط، وإنما ثورة ضد مخلفات فترة زمنية تتجاوز الألف ومائة عام من تاريخ اليمن (حوالي إحدى عشرة قرناً) هي إجمالي سنوات الحكم الإمامي الكهنوتي العنصري المستبد، الذي كاد أن يطمس التاريخ الحضاري لليمن الضارب في القدم، لولا الثورة السبتمبرية التي أعادت لليمنيين وطنهم وهويتهم وتاريخهم وحريتهم وكرامتهم.
ثورة النور ضد الظلام…
رغم تعدد الأطياف التي شاركت في ثورة 26 سبتمبر، إلا أنه يجمعها قاسم مشترك يتمثل في أن النخبة التي أشعلت الثورة هي النخبة المتعلمة والمتنورة، والتي تلقى أكثر أفرادها تعليمهم في الخارج، وهالهم الفرق الشاسع بين الوضع الذي تبدو عليه اليمن ووضع البلدان التي زاروها أو درسوا فيها، وشكلت التظاهرات الطلابية لليمنيين الدارسين في الخارج ضد استبداد الأئمة أهم الوسائل التي لفتت أنظار اليمنيين في داخل الوطن ولفتت أنظار العالم الخارجي إلى الوضع الكارثي الذي كانت تبدو عليه اليمن حتى عشية اندلاع الثورة.
لم يكن نظام الإمامة مجرد نظام كهنوتي يدعي الأحقية بالولاية والسلطة، من أجل السلطة والجاه والثروة فقط، ولكنه كان نظاماً يعمل على تجهيل الشعب اليمني، وينشر الخرافات والخزعبلات في أوساطه، وطمس الكثير من معالم التاريخ الحضاري لليمن، وأحرق الكثير من الكتب التي ألفها عباقرة اليمن، لأن الأئمة -باختصار- لا ينتمون لهذه البلاد، وإنما وفدوا من خارجها، ولهذا فلا يهمهم معالمها الحضارية، ورفاهية أبناءها، وتقدم البلاد وازدهارها، وإنما المهم هو أن تذهب خيرات هذه البلاد إلى الإمام، على هيئة زكاة وضرائب وغيرها، وأن يتحول المواطنون إلى مجرد عبيد للإمام.
لقد نجحت ثورة سبتمبر في تغيير وجه اليمن، على مستوى الداخل والخارج. فبالنسبة للداخل، نشرت الثورة في أوساط المواطنين الوعي بخطر الإمامة، وذكرتهم بتاريخهم وتراثهم الحضاري، وجعلتهم يتسابقون للدفاع عن الثورة بكل ما يملكون، رغم الهالة والقداسة التي كان يصنعها الإمام لنفسه، خاصة أن مستوى الوعي في أوساط المواطنين كان متواضعاً للغاية حتى عشية اندلاع الثورة، كما أن وعي اليمنيين اليوم بأهمية ثورة 26 سبتمبر، دفع الإماميين الجدد إلى الاحتفال الشكلي بهذه الثورة، مراعاة لمشاعر اليمنيين، ومشاعر بعض أنصارهم المغرر بهم، لأنهم يعرفون ماذا تعني ثورة 26 سبتمبر للشعب اليمني. وبالنسبة للخارج، فالثورة أجبرت أعدائها على الاعتراف بها، وخاصة قوى الاستكبار والإمبريالية الحديثة التي ناصبتها العداء منذ البداية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
ثورة ضد الاماميين الجدد…
وبعد مرور57عاماً على ثورة 26 سبتمبر، عادت روح الثورة تتوهج من جديد، بسبب سيطرة الإماميين الجدد على جزء من البلاد في 21 سبتمبر ، وهذا يعني أن الثورة لم تحقق أهدافها كاملة، بسبب الانقلاب الذي احدثته قوى الظلام
وهذا يستوجب توحد اليمنيين ورص الصفوف في مواجهة الاماميين الجدد الذين يحاولون ارجاع عقارب الساعة الى الوراء وجر اليمن الى ماقبل التاريخ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى