مقالات

جمال بن عمر

 

قلم
سعد الحسيني

أكثر من ثلاثين رحلة مكوكية قام بها المبعوث الأممي إلى اليمن السيد جمال بن عمر ، أربع سنوات وهذا الرجل بين ذهاب وإياب من وإلى اليمن .

أثنينا على الرجل ودوره في البداية، فقد خطا خطوات مهمة في طريق إتمام عملية الانتقال السلمي للسلطة، ومضى بإيجابية في تسيير الفترة الانتقالية، وظل هو يفاخر بما صنع ، ويدعو في اعتماد التجربة اليمنية نموذجأ لحل بقية الملفات .

كل ذلك النجاح الذي حققه بن عمر حدث يوم أن تعامل مع القوى السياسية تحت مظلة المبادرة الخليجية، وأعرض جانباً عن قوى العنف ومليشيا الإرهاب .

لكنه أخطأ خطأ لا يغتفر يوم أن دخل على الخط مع المتمردين لأنهم لا يعترفون بالمبادرة الخليجية ولا حتى بشرعية الرئيس هادي ، ضمهم إلى الحوار فتفاءلنا خيراً وقبلنا لعل الرجل واصل نجاحه وأقنع ملالي مران في التخلي عن العنف ، والا نضواء تحت لواء السلم والوفاق .

لكن ما حدث هو العكس حيث استغلت تلك الجماعة الحوار في بسط نفوذها عبر قوة السلاح، ففي حين كان سياسييهم يحاورون في الفنادق كان محاربوهم يناورون في الخنادق بلغة البنادق .
كان على بن عمر في تلك اللحظة أن يثبت صدقه ، ويتعامل بمسئولية في تخيير المتمردين بين طريقتين :-
إما سلوك طريق الحوار أو خوض عمار الحرب والعنف وعلى ضوء اختيارهم يتعامل معهم .

لكنه لم يحرك ساكنا أمام انتشارهم المدوي بقوة بسلاح ، أرهبوا الناس وأسقطوا المدن واحدة تلو الأخرى أمام ناظرية ، حتى أنهم وفي قمة الاستخفاف به وبدوره احتلوا العاصمة وأسقطوهآ ، بينما بن عمر في ضيافة سيدهم، في صعده ، حتى أتموا الدور ظهر علينا بن عمر وهو يرعى توقيع اتفاق ما سمي بالسلم والشراكة .

استبشرنا خيراً وقلنا لعل هذا الاتفاق يحفظ ما بقى من بقايا دولة ، لكنهم تمادوا في غيهم ، لم يحفظوا عهداً ، ولم يحترموا اتفاقا وواصلوا زحفهم نحو بقية المحافظات .

وأمام استعانة بن عمر وضعفه وربما- تواطؤه- حاصروا رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه وبقية الوزراء ، توقعنا موقفاً قوياً من الرجل ، فإذا هو يصمت صمت القبور اليوم يتباكى بن عمر ويصرح أن اليمن أصبح في مهب الريح ولا يدري بأنه هو من أثار هذه الريح وأجج عاصفتها، مالم يجرؤ على قوله أنه لم يضع يده على الجرح ، لم يصرح من المتسبب فيما آلت إليه البلاد ، لم يحمل طرفأ المسئولية مع أن الجميع يدرك من هو ذلك الطرف .

علّق فشله بأن رمىٰ بالكره في ملعب الجميع حين قال:
كل القوى ارتكبت أخطاء
ياجماعة
ياعالم
ياهوه، بن عمر صار جزء أمن المشكلة ولم يعد جزء أمن الحل فأوقفوا عبث هذا الرجل .
ياسيد جمال :-
ارحل غير مأسوف عليك، امتلك من الشجاعة ما امتلكه الأخضر الإبراهيمي ومن قبله كوفي عنان في الملف السوري حين عجزا عن فعل شيٕ فقدما استقالتهم.

ستظل أفئدة اليمنين تذكر أن رجلاً من المغرب العربي مزق بلادهم ، وانهى دولتهم، ووأد إرادتهم، وأوصل وطنهم إلى حافة الهاوية هذا الرجل يُدعى
جمال بن عمر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى