مقالات

جنايات الحوثيين بحق الصحافة

بقلم /موسى المقطري
الاعتداء الأخير على الزميل “مجلي الصمدي” مدير إذاعة “صوت اليمن” أعاد إلى الواجهة الحديث عن الانتهاكات المريعة التي مارستها جماعة الحوثي الانقلابية بحق قطاع الصحافة والإعلام الذي لا يخدم مشروعها الطائفي الدخيل على اليمن واليمنيين ، وهذه الانتهاكات تنوعت بين القتل والإخفاء القسري والاعتداءت بأنواعها والتهجير القسري والمحاكمات أمام القضاء المليشاوي المؤدلج ومصادرة ونهب المؤسسات الإعلامية وإيقاف البث الإذاعي والتلفزيوني والنشر الصحفي وسلسلة طويلة من الانتهاكات يصعب حصرها وتبريرها إلا إنها تقدم صورة واضحة المعالم حول سلوك المليشيات الحوثية الانقلابية التي لم تدع فئة ولا قطاعاً إلا واسقته من سيل حقدها واغرقته بدماء جرائمها .
ما يريده الحوثيون من وراء  كل هذا السلوك المليشاوي الوحشي هو إسكات الكلمة الحرة التي لاتدين لهم بالولاء ، ويسعون إلى حرفها عن قول الحقيقة إلى ممارسة التزييف والتطبيل وتجميل وجههم القبيح ، ويستخدمون العنف بأنواعه لمحو اي دليل يشير إلى بشاعة جرائمهم المستمرة التي يرتكبونها بحق اليمنيين ، ويُخيل إليهم أنهم سينجحون في اسكات صوت الحقيقة وتعطيل الكلمة الصادقة عن القيام بدورها التنويري الرافض لصلفهم وبهتانهم ، ولايمكن أن ننسى أبداً أن  زعيم جماعة الحوثي مارس التحريض المباشر ضد الصحفيين في خطاباته ، كما دعى احد القيادات الحوثية العليا بشكل صريح جماعته لوضعهم كدروع بشرية في المواقع العسكرية التابعة للمليشيات ، وهو ماحدث بالفعل وقضى عدد من الصحفيين نحبهم بهذه الطريقة .
لم تتوقف الجرائم الحوثية بحق الصحافة والإعلام عند الانتهاكات التي مارستها بحق العاملين والمؤسسات الاعلامية لكنها أضافت إليها جريمة أسوأ وأخطر تمثلت بممارسة بروباجندا مضللة هادفة لطمس الأحداث وتزييف الحقائق وتغيير الواقع لغرض تغطية جرائمها من جهة ، ومن جهة أخرى صناعة واقع جديد مبني على الطبقية الاجتماعية وتمجيد السلالة وزراعة الحقد والصراع بين أفراد المجتمع ونشر الطائفية المقيتة ، ولأجل هذا كله تتم عملية ضخ إعلامية كبيرة تتصادم بالكلية مع رسالة الإعلام القائمة على زرع الألفة والمحبة وتوجيه طاقات المجتمع للبناء والتنمية .
المؤكد اليوم وكل يوم أن كل هذا الجنون المليشاوي بحق الإعلام والصحافة مؤسسات وأفراداً بقدر ما يترك من ضحايا وأوجاع وندوب لن تعالج في وقتٍ قريب لكنه في الوقت نفسه يظهر حقيقة هذه الجماعة المارقة ، ويقدم أدلة إضافية على أنها غير قادرة على التعايش والتفاهم مع ما اجتمع عليه اليمنيون ، ومع ذلك فلن ينجح هذا السلوك في افشال جهود إظهار الحقيقة وفضح جرائم هذه المليشيا بحق الأرض والإنسان والقيم والأخلاق ، وكل يوم تزداد فيه هذه المليشيا توحّشاً فإنها تفضح نفسها أكثر ، ويبدو وجهها الحقيقي ظاهراً للعيان ليعلم من لازال لديه أمل في الرهان على هؤلاء أن رهانه خاسر ، وأن هؤلاء المليشاويين ذوي الأفكار  المستوردة لن يكونوا يوماً إلا مصدراً للفوضى وسفك الدماء ونشر العنف ، ولن تقوم لليمن قائمة إلا بالقضاء على هذه النبتة الخبيثة ، وإعادة تشكل العقلية اليمنية على مفاهيم المساواة والعدالة والحرية . دمتم سالمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى