تقارير ومقابلات
جهود المنظمات الدولية في مواجهة دمار المليشيا ؟

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني
يشهد العالم أجمع ، بكل مكوناته ومسمياته أن ما خلفته المليشيا الحوثية الإيرانية من حربها العبثية التي اشعلتها صيف 2014، لم يكن سوى جوع وفقر ومجاعة وامراض وبيئة نتنة عشعشت فيها كل أنواع البلاء والمحن والكوارث ، الأمر الذي جعل بلادنا تصنف ضمن أيوأ أزمة إنسانية في العالم ، هذا التصنيف لم يأت من فراغ ، فالعبث والفساد والاستبداد الحوثي لم يكن بالشئ السهل والهين.
أزمة صحية شديدة البشاعة، تلك التي خلفتها مليشيا الحوثي الإرهابية ، وفي وسط هذه البشاعة، لا تزال هناك جهودًا دولية تمارَس على صعيد واسع من أجل التصدي لهذه الأعباء الحوثية.
الكوليرا المرض الفتاك الذي انتشر في بلادنا ، أحد الأوبئة التي سجّلت حضورًا طاغيًّا، لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية ، فيما تبذل منظمات دولية جهودًا ضخمة في مواجهة ذلك.
ففي هذا الإطار، كشفت منظمة الصحة العاليمة عن استفادة مليونين و600 ألف شخص في بلادنا من حملات مكافحة الكوليرا.
المنظمة الدولية قالت في تغريدة عبر حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إنَّ الحملات ممولة من مشروع الصحة والتغذية الطارئ المدعوم من البنك الدولي.
تحمل مثل هذه الجهود أهمية ضخمة في سبيل مواجهة الأزمات الفادحة الناجمة عن الحرب الحوثية، والتي كانت شاهدةً على تفشٍ مرعب لعديد الأمراض القاتلة.
وتحدّد تقارير طبية أنّ “الكوليرا” مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث، ويتسبَّب في الإصابة بإسهال وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجه، فيمكن أن يكون قاتلًا خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصِحَّاء سابقًا.
وبحسب هذه التقارير، فإنّ أعراض أغلب حالات الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى، بينما يصاب البعض الآخر بمؤشرات وأعراض شديدة للكوليرا، غالبًا ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى.
هذا المرض الذي قد يكون قاتلًا على صعيد واسع، تفشَّى بشكل مرعب، على نحوٍ يندرج في إطار الحرب الحوثية الشاملة على القطاع الصحي الذي تكبّد أضرارًا ضخمة من جرّاء الانتهاكات الحوثية.
وتسبَّبت الحرب الحوثية في حرمان الملايين من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة أو الصرف الصحي، وهو ما ساهم في تفشي العديد من الأمراض.
وتفّنن الحوثيون في صناعة كل هذه الأعباء والمآسي على الصعيد الصحي، وهو أمرٌ راجع إلى خبث نوايا المليشيات التي تسعى لتعقيد الأزمة الصحية وبالتالي يستمر المشهد بتعقيداته الراهنة.
وفيما من المستبعد أن يتراجع الحوثيون عن هذه السياسات المجرمة والخبيثة، فإنّ التطلعات تتوجه نحو أن يكثّف المجتمع الدولي جهوده في هذا الإطار من أجل التصدي لهذه الأعباء.