“وزير الأوقاف لـ‘المشاهد’: لا تسامح مع المقصرين في خدمة الحجاج… وتحسينات غير مسبوقة بموسم حج 1446هـ”
الرشـــــــــــاد برس | تقاريـــــــــــــــر
بدأت عملية تفويج الحجاج اليمنيين لموسم حج 1446هـ عبر مطار عدن ومنفذ الوديعة البري، في ظل تحديات عدة أثّرت على حجم الإقبال، إذ لم تكتمل حصة اليمن المحددة من السلطات السعودية والبالغة 24,255 حاجًا. وفي حوار خاص مع “المشاهد”، كشف وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة الشرعية الشيخ الدكتور محمد عيضة شبيبة، عن الأسباب والتداعيات، وأبرز التحضيرات والإجراءات المتخذة لضمان موسم حج ناجح وآمن.
الترتيبات مكتملة :
أكد الوزير “شبيبة”: أن وزارة الأوقاف أنهت كافة الترتيبات الخاصة بموسم الحج الحالي في وقت مبكر، مشيرًا إلى أن الوزارة تبدأ استعداداتها فور انتهاء الموسم السابق. وأوضح أنه تم استكمال تسجيل الحجاج ضمن الحصة المخصصة لليمن، رغم ضعف الإقبال نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، وارتفاع أسعار الصرف، ما أدى إلى إحجام الكثيرين عن أداء الفريضة خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
استهداف مطار صنعاء يعرقل التفويج الجوي:
وحول تداعيات استهداف مطار صنعاء، أوضح الوزير أن هذا الأمر أثّر بشكل مباشر على عملية نقل الحجاج جوًا، خاصة وأن المملكة العربية السعودية كانت قد وافقت على استخدام المطار لتسهيل التفويج. وأدى ذلك إلى إعادة توزيع الحجاج على مطاري عدن وسيئون، إضافة إلى نقل آخرين برًا باستخدام حافلات مجهزة.
استرداد أموال حجاج العام الماضي
في خطوة لتعزيز الشفافية، أشار” شبيبة”إلى أن الوزارة ألزمت شركاء الخدمة بإرجاع مبالغ لحجاج موسم 1445هـ عن خدمات لم تُقدّم، بمعدل 645 ريالًا سعوديًا لكل حاج، ليصل إجمالي المبالغ المستردة إلى أكثر من 15 مليونًا و600 ألف ريال سعودي. وأكد أن الوزارة تكفلت بكافة رسوم التحويل المالي، ووصل المبلغ الصافي لكل حاج دون أي استقطاعات، حيث تم تسليم المبالغ لأكثر من 15 ألف حاج خلال أول ثلاثة أيام من الإعلان.
أزمة العام الماضي:
وتطرق الوزير إلى أزمة احتجاز طائرات الخطوط الجوية اليمنية العام الماضي، والتي تسببت في بقاء عدد من الحجاج عالقين في المملكة. وأكد أن الوزارة لم تكن مسؤولة عن هذه الأزمة، موضحًا أن الجداول الزمنية وعمليات التفويج تم تنفيذها بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني، غير أن ما حدث كان نتيجة مباشرة لإجراءات تعسفية من قبل جماعة الحوثي، التي احتجزت الطائرات وأعاقت حركة الحجاج.
تحسينات جوهرية :
أوضح الوزير “شبيبة” أن الوزارة هذا العام اعتمدت خطة تفويج محكمة عبر مطارات عدن، سيئون، الغيضة وحضرموت، مع إلغاء التفويج من مطار صنعاء بسبب المخاطر الأمنية. كما جرى التنسيق مع الخطوط الجوية اليمنية، الناقل الوحيد المعتمد حاليًا، لتنظيم رحلات الذهاب والإياب ضمن جداول دقيقة لضمان انسيابية العملية.
خدمات ميدانية متميزة :
وفي إطار سعيها لتحسين تجربة الحاج اليمني، أشار الوزير إلى أن الوزارة استحدثت لجانًا متخصصة تعمل ميدانيًا على خدمة الحجاج في كافة المراحل، بدءًا من خروجهم من منازلهم وحتى عودتهم. وأضاف أن الوزارة وفرت مساكن ذات تصنيف عالٍ وقريبة من المشاعر المقدسة، إضافة إلى وسائل نقل حديثة وطعام يمني بمذاق محلي، إلى جانب التعاقد مع شركات صحية سعودية لتقديم الرعاية الطبية على أعلى مستوى.
آلية شكاوى إلكترونية :
وأكد “شبيبة” أن الوزارة وضعت آلية حديثة للتعامل مع شكاوى الحجاج، من خلال بطاقة تعريفية ذكية تحمل “باركود” يتيح للحاج الدخول إلى منصة إلكترونية لتقديم شكوى مباشرة. وأضاف أن فرق متابعة موجودة في كل موقع للإشراف على جودة الخدمات والتدخل الفوري في حال وجود تقصير، مشددًا على أن الوزارة لن تتهاون مع أي تقصير أو إساءة في تقديم الخدمات.
ختامًا: الوزارة على العهد:
شدد وزير الأوقاف على أن الوزارة تعمل وفق توجيهات مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة الحكومة على توفير أفضل الخدمات لحجاج اليمن، مؤكدًا التزامها الكامل بالشفافية، والحرص على راحة وسلامة الحجاج اليمنيين في الأراضي المقدسة. وقال: “لن نتسامح مع من يخل أو يقصّر في أداء واجبه تجاه الحجاج”.