مقالات

حديث حول رواتب اليمنيين!

بقلم /عبدالوهاب طواف
عرف اليمنيون الرواتب لأول مرة عام 1962 بفضل ثورة ال 26 السبتمبرية، بعد أن كانت حكرا فقط على الأسر الهاشمية المرتبطة بالإمامة في اليمن.
استمرت الرواتب بالتدفق المتصاعد سنوات طويلة، رغم تبدل الرؤساء بفعل الصراعات السياسية على السلطة، وبرغم اندلاع حروب داخلية بين الشطرين قبل الوحدة، وبرغم ضخامة الفاتورة المالية لل 22 مايو العظيم وحرب 94 ومارافقها من صراعات سياسية، وبرغم عودة مليون يمني مغترب من دول الخليج عام 90، إلا أنها لم تتوقف يوما ما.
ظلت مستمرة برغم أنه لم تكن هناك شركات اتصالات ونت وجمارك وضرائب كما هو اليوم والتي مداخيلها صارت أضعاف مداخيل النفط والغاز.
لم تتوقف الرواتب برغم أنه لم يكن هناك بترول أو غاز، وهذه الثروات بدأت تُباع فقط من بدايات تسعينيات القرن الماضي.
كان في عهد الدولة كل عوائد النفط والغاز توجه لتغطية جزء من ميزانيات التنمية والبناء والعمران والطرق والسدود، والتي كانت تُشيد في كل قرية من قرى اليمن، بينما كانت مصادر النفقات الرئيسية تأتي من عوائد الزكاة والضرائب والاتصالات والجمارك، إضافة لتغطية فاتورة المرتبات ونفقات التسلح ودفع مرتبات الضمان الاجتماعي وتسديد التزامات اليمن الخارجية والتوسع العمراني والخدماتي للدولة.
بعد وصول المسيرة السلالية إلى صنعاء نهبت كل موارد الدولة، ومدخرات الناس وأموال الضمان الاجتماعي وصناديق التقاعد، وعلاوة على ذلك، ضاعفت الضرائب والجمارك والزكاة عشرات المرات، بل إنها أسست إتاوات وصناديق إيرادية لمن تكن موجودة، وصادرت أراضي وواجهات المقابر والمدارس والجامعات ومناطق أثرية تاريخية وحولتها إلى مشاريع استثمارية تصب لبنها في مران ومنازل السلالة فقط دون المواطن اليمني.
ولم تكتف السلالة بتدمير الدولة اليمنية فحسب، بل ذهبت لتدمير علاقات اليمن مع جيرانها لصالح أطماع إيران الطائفية التوسعية. فوجهت أسلحة الدولة التي نهبتها لتهديد أمن جيراننا السعوديين؛ الذين كانوا مع اليمن في كل مراحل الإعمار والتنمية والبناء.
حلت ثورة آل نهب الدين في 21 سبتمبر عام 2014، فتوقفت رواتب الشعب اليمني وذهبت إلى جيوب السلاليين، وتوقفت عجلة التنمية وخطط الإعمار وتشييد الطرق والسدود والتوظيف، وذهبت كل أموالها إلى خزائن السلالة وإلى الضاحية الجنوبية اللبنانية.
كانوا يقولون قبل نكبتهم لو تُسلموا لنا فقط ضرائب القات، سنحول اليمن إلى دولة غنية.
وبعد أن تم لهم الأمر، قالوا في 2016 لو فقط يسلم لنا المؤتمر وزارة الاتصالات سنصرف رواتب الناس وننقل اليمن إلى الفضاء.
تم لهم الأمر، ثم قالوا في 2018 لو نستلم ميناء الحديدة سنسلم الرواتب وننقل اليمن إلى المريخ.
تم لهم الأمر، ولكن لم يتحقق شيء، كانت النتيجة فقر وجوع الشعب اليمني وتدمير لكل مظاهر الحياة في البلد.
يقولون اليوم رواتبنا من نفطنا، فأين موارد الدولة التي تمثل 90% من موارد الدولة؟
الخلاصة: هذه جماعة تعلم أنها لن تظل وتستمر إلا في ظل حروب مستمرة، وحالة جوع وفقر وجهل يخيم على اليمن، ولذا تستولي على كل نعم وخيرات الدنيا بينما تصرف لليمنيين وعودا دخانية بنعيم الآخرة بعد الشهادة من أجل السيد.
#أهلا_سبتمبر_العظيم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى