حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم
بقلم / عبدالله إسماعيل
منذ أن أشعلت شرارة الحرب الأولى عام 2004، ظلت جماعة الحوثي الإرهابية تُمعِن في تغذية النيران كلما لاح بصيص أمل نحو السلام. ولم تكن تداعيات الحرب ودمارها سوى نتيجة مباشرة لاختيارات هذه الجماعة، التي لا تعيش إلا في بيئة الصراع والدمار.
لقد أثبت اليمنيون، على امتداد سنوات فتنة الحوثي، أنهم شعب متسامح بسذاجة، وصاحب إرادة في إيقاف نزيف الدم؛ فتنازلوا في أكثر من محطة، ابتداءً من الحروب الست، إلى المفاوضات والمشاورات العبثية، ومرورًا بخطيئة استيعاب الحوثيين في مؤتمر الحوار الوطني، ذلك الخطأ الذي تُوِّج لاحقًا باعتذار رسمي ساهم في إذلال الدولة وتعزيز غرور الحوثيين.
ورغم كل فرص السلام التي قُدِّمت، لم تُظهر الجماعة إلا مزيدًا من العنف، ككيان إرهابي لا يستطيع الحياة إلا في ظل صوت الرصاص وضجيج المدافع. وإذا ما هدأت الجبهات الداخلية، سعت الجماعة إلى إشعالها خارجيًا، مستدعِيةً الصواريخ الأجنبية ورسائل الدم، لتلبس مجددًا قناع المظلومية وتتاجر بالقضايا الكبرى.
إن الحقيقة التي بات يدركها اليمنيون اليوم، أن هذه السلالة الغازية لم تترك بيتًا، في مناطق احتلالها أو خارجها، إلا وطاله ظلمها وفسادها. ولم تَبقِ هامشًا للتعاطف معها، بل إن لعناتها امتدت لتطال الجميع دون استثناء. وإن التعافي لن يتحقق إلا باستكمال معركة الخلاص منها، وإنهاء وجودها كمطلب شعبي ومصلحة يمنية عليا.