تقارير ومقابلات
حمى الضنك ، وباء قاتل لا يرحم
الرشاد برس تقرير / آواب اليمني
من يوم لآخر ، تزداد أرقام الأوبئة والأمراض في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية ، إذ أصبح القطاع الصحي بيئة غير صالحة تماما ، فقد سجَّل القطاع الصحي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية مزيدًا من التدهور بعدما تفشَّت الكثير من الأمراض والأوبئة التي دفع ثمنها الفادح كثيرٌ من السكان.
كثيرة هي المصادر التي تتحدث عن تلك الأمراض والأوبئة المتفشية في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية ، وفي هذا الصدد كشفت مصادر مقربة من الحوثيين في محافظة الحديدة أنّ الأعداد الحقيقية للوفيات والإصابات بحمى الضنك في معسكر تدريب للمليشيات أكبر من التوقعات الأولية في وقت سابق مطلع يناير الجاري.
وقالت المصادر إنّ المليشيات تكتّمت على حالات وفيات وإصابات في صفوف مسلحيها بمعسكر تدريبي مستحدث بمدينة الحديدة أقيم جوار مكب النفايات الرئيس وضرب تفش وبائي لحمى الضنك المسلحين في المعسكر ومُنعوا من الخروج للعلاج ما زاد في أعداد الإصابات وتفاقم مضاعفاتها لدى البعض إلى حال الوفاة.
وحمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة البعوض، وتنتشر غالبًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهي سريعة الانتشار خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والضواحي والمناطق الريفية.
كما أنّ “الضنك” هو أحد الأمراض العبثية التي تسبّبت في تفشيها المليشيات الحوثية على مدار سنوات حربها العبثية، ضمن سلسلة طويلة من صنوف الاعتداء التي دفع السكان ثمنًا فادحًا من ورائها.
ومرض الضنك هو أحد الأمراض القاتلة التي انتشرت على مدار سنوات الحرب العبثية ضمن سلسلة طويلة من الاعتداءات مارسها هذا الفصيل الإرهابي ضد القطاع الصحي.
وعلى مدار سنوات الحرب، تعمَّدت المليشيات الحوثية قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.
وهيمنت المليشيات الحوثية على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.
وأحدثت الجرائم الحوثية انهيارًا في المنظومة الصحية والاعتداء المسلح على المستشفيات والتسلط على كل المساعدات الطبية والدوائية ومنع دخول المستلزمات الطبية والأدوية المنقذة للحياة خصوصاً لذوي الأمراض المزمنة، ما أسفر عن حرمان ملايين السكان من الرعاية الصحية الأساسية والإنسانية والغذائية.
وبلغت عدد المنشآت الصحية التي عطّلتها المليشيات الحوثية كليًّا وجزئيًّا أكثر من 600 منشأة، بسبب ممارسات غير إنسانية من أعمال نهب وابتزاز واقتحام وإغلاق ومصادرة، بالإضافة إلى منع إجراء أي صيانة للأجهزة والمعدات الطبية.
في الوقت نفسه، حصرت المليشيات الحوثية أغلب الدعم الطبي على جرحاها في الجبهات كما خصصت المعدات والأجهزة الطبية لأتباعها فقط أو ممن يوالونها شريطة أن تكون الأسرة قد ضحّت بأحد أفرادها في جبهات القتال.
كما غرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض القاتلة، كما عملت على استهداف المستشفيات وعرقلة عملها سواء بتعريض حياة كوادرها للخطر أو قصفها لإخراجها عن العمل، فضلًا عن سرقة الأدوية المخصصة لعلاج المرضى.