مقالات

خواطر في ذكرى عاشورا

بقلم / عبد الرب السلامي

هذا يومٌ عظيمٌ، نجّى اللهُ فيه موسى، وأغرق آل فرعونَ، فصامَهُ موسى شكرًا . قال النبيُّ ﷺ: “فإني أَوْلى بموسى وأحقُّ بصيامِهِ، فصامَهُ وأمر بصيامِهِ”. حديث صحيح. رواه البخاري.
وفي ذكرى هذا اليوم تتداخل عدة مشاعر وخواطر نذكر منها:
 
١) في مثل هذا اليوم انتصرت فيه القلة المستضعفة المؤمنة الشريدة الطريدة على أعتى قوة طاغية مسكتبرة في الأرض، وهي ذكرى تتجدد في قلب كل مؤمن عند كل انتصار للحق على الباطل.
 
٢) في هذا اليوم صام موسى شكرا، وصام محمد ﷺ تجديدا لذلك الشكر، وتصوم أمته من بعده اتباعا لسنته، فكم هو جميل وعظيم هذا الترابط بين الشكر والصيام والإخاء والاتباع.
 
٣) في هذا اليوم تتجدد لدى المؤمن، رابطة الإخاء الإيماني التي تتجاوز حدود القوميات والعرقيات، بل وتتجاوز حدود العصور والأزمنة، لنعيش مشاعر النصر لحادثة حصلت لإخوة لنا في الدين قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.
 
٤) في هذا اليوم يتجدد لدى المؤمن الإيمان بواحدية دين الأنبياء عليهم السلام، ويتجدد الاعتقاد أن أمة محمد ﷺ إنما هي الحلقة الأخيرة في تاريخ أمم الاسلام، وأن تاريخ الاسلام تاريخ عريق عراقة الجنس البشري لم يبدأ ببعثة محمد ﷺ فحسب، ولكنه تاريخ يمتد ليشمل حياة كل الأنبياء وكل الأمم المؤمنة بهم، منذ أن خلق الله أول المسلمين من البشر آدم عليه السلام.
 
قالﷺ: “مَثَلي في النبيِّينَ كمَثَلِ رَجُلٍ بَنى دارًا فأحسَنَها، وأكمَلَها، وترَكَ فيها مَوضِعَ لَبِنةٍ، لم يَضَعْها، فجعَلَ الناسُ يَطوفونَ بالبُنيانِ ويَعجَبونَ منه، ويَقولونَ: لو تَمَّ مَوضِعُ هذه اللَّبِنةِ، فأنا في النبيِّينَ مَوضِعُ تلك اللَّبِنةِ).
 
((قُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰ وَعِیسَىٰ وَمَاۤ أُوتِیَ ٱلنَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ))
 
((وَوَصَّىٰ بِهَاۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمُ بَنِیهِ وَیَعۡقُوبُ یَـٰبَنِیَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّینَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ))
 
((وَقَالَ مُوسَىٰ یَـٰقَوۡمِ إِن كُنتُمۡ ءَامَنتُم بِٱللَّهِ فَعَلَیۡهِ تَوَكَّلُوۤا۟ إِن كُنتُم مُّسۡلِمِینَ))
 
((فَلَمَّاۤ أَحَسَّ عِیسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِیۤ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِیُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ))
 
(( أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَاۤءَ إِذۡ حَضَرَ یَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِیۖ قَالُوا۟ نَعۡبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ ءَابَاۤىِٕكَ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰ⁠حِدࣰا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ)).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى