منوعات

دراسة جديدة تربط بين أحد أنواع خلايا المناعة ومرض ألزهايمر

الرشادبرس_ منوعات

وجدت دراسة جديدة بقيادة باحثين من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس أن نوعًا معينًا من خلايا الجهاز المناعي، وهي الخلايا التائية CD8، قد تلعب دورًا في مرض ألزهايمر، إليك التفاصيل.

 

 « ماذا وجدت الدراسة؟

نجح الفريق البحثي الذي يضم الدكتورة ياماكاوا والدكتورة جيسيكا ريكساش لأول مرة في إظهار أنّ أحد أنواع الخلايا المناعية – وهي الخلايا التائية القاتلة (CD8) – كانت مرتفعة باستمرار في أدمغة البشر المصابين بالزهايمر.

 

كانت الأبحاث السابقة على الفئران والسائل النخاعي للإنسان قد أشارت إلى احتمالية وجود ارتفاع لخلايا المناعة التائية في أدمغة مرضى ألزهايمر. لكن هذه الدراسة الجديدة هي الأولى التي تُثبت فعلياً وجود هذه الخلايا بكميات كبيرة في عينات من أدمغة بشرية مصابة بالمرض.

 

وتقول الدكتورة ماي ياماكاوا، طبيبة أعصاب مشاركة في الدراسة، أنّ هذه الخلايا قد تكون إما مفيدة أو ضارة لأنسجة الدماغ؛ فالدراسة الحالية لا تستطيع تحديد الدور الذي تلعبه هذه الخلايا بالضبط بالمرض (مفيداً أم ضاراً).

 

وأشارت الدراسة أيضًا إلى أنّ هذه الخلايا تفاعلت مع الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي نوع آخر من خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الدماغ، التي ترتبط ببروتين بيتا أميلويد، الذي يعتبر المكون الأساسي لـ”لويحات الأميلويد” في أنسجة الدماغ؛ العلامة المميزة لمرضى الزهايمر التي تضعف اتصال الخلايا العصبية ببعضها.

 

وتقول الدكتورة جيسيكا ريكساش، الباحثة الرئيسية في الدراسة، إنّ فهم أفضل لدور هذه الخلايا المناعية في مرض ألزهايمر يمكن أن يفتح الباب أمام علاجات جديدة لهذا المرض الذي يصيب الملايين حول العالم.

 

« استنتاجات الدراسة


• لأول مرة، تم تحديد وجود الخلايا التائية CD8 بكميات كبيرة في أدمغة بشرية مصابة بالزهايمر.

• تفاعلت هذه الخلايا مع الخلايا الدبقية الصغيرة المناعية في الدماغ التي نعرف مسبقاً أنّ لها ارتباطاً بلويحات مرض ألزهايمر.

• يلزم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد الدور الدقيق الذي تلعبه هذه الخلايا في مرض ألزهايمر.

« أهمية الدراسة


يمكن أن يساعد فهم أفضل لدور الجهاز المناعي في مرض ألزهايمر على تطوير علاجات جديدة.

 

« قيود الدراسة


• الدراسة استعرضت بيانات من تشريحات الأدمغة بعد الوفاة، مما يجعل من الصعب تحديد السبب والتأثير بين الخلايا التائية CD8 وتلف الأعصاب.

• لم يكن عدد الخلايا التائية CD8 كافيًا لاستخلاص نتائج دقيقة حول استجابتها في المرضى حاملي جين APOE-4، وهو جين معروف يزيد من خطر الإصابة بالزهايمر.

• الحاجة إلى تطوير أدوات تحليل بيانات أكثر قوة: تشير الدراسة إلى أن تحليل البيانات المعقدة والهائلة جداً المتعلقة بالخلايا الفردية في الدماغ البشري المصاب بالزهايمر يتطلب أدوات تحليل أكثر قوة من تلك المتاحة حاليًا، وتحقيق تعاون أقوى بين علماء الأحياء وخبراء تحليل البيانات.

« خطوات البحث المستقبلية


• تطوير برامج تحليل بيانات أكثر تعقيدًا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي: لكن في نفس الوقت الذكاء الاصطناعي (مثل ChatGPT) يتطلب بعض الحذر، وهناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحث والتطوير قبل تطبيقه فعليًا، حسب أقوال الدكتورة ياماكاوا.

 

• تطبيق نفس الأساليب على أمراض تنكسية عصبية أخرى: يعتقد الباحثون أن جهاز المناعة قد يلعب دورًا أيضاً – ربما يكون أكبر- في أمراض تنكسية أخرى تصيب الجهاز العصبي مثل التصلب الجانبي الضموري (ALS) والخرف الجبهي الصدغي (FTD)، لذلك يتطلع الباحثون إلى كيفية تطبيق نتائجهم وتقنيات تحليل بيانات الخلايا المناعية التي طوروها بشكل أوسع.

 

• نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “Biomedicines” في يناير 2024، بعنوان “حالات الخلايا وتفاعلات الخلايا التائية CD8 والخلايا الدبقية الصغيرة في أدمغة البشر المصابين بالزهايمر”.

 

« في الخاتمة


لا نعرف حتى الآن الأسباب الدقيقة لحدوث مرض ألزهايمر، وما زالت الأبحاث والدراسات جارية لفهم الآلية الدقيقة لحدوث المرض بشكل أفضل.

 

يركز الباحثون الذين يحاولون فهم سبب الإصابة بمرض ألزهايمر على دور نوعين من البروتينات وهي:

 

• اللويحات (Plaques): تتكون اللويحات من بروتين “بيتا أميلويد” الذي يتكتل ويتجمع بين الخلايا العصبية، مما يعطل التواصل بينها.

• الحبائك (Tangles): تظهر في مراحل لاحقة من الزهايمر، وهي عبارة عن تراكمات غير طبيعية لبروتين “تاو” داخل الخلية العصبية نفسها. يؤدي هذا التراكم إلى خلل في عمل الخلية وموتها مع الوقت.

فهم الأسباب مهم للوصول لعلاج، فلا يوجد علاج لمرض ألزهايمر بعد، الأدوية المتاحة تساعد على تخفيف أعراض الذاكرة والإدراك، ولكن هناك تقدماً كبيرًا في علاجات بعض عناصر المرض.

 

في عام 2023 وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على حقن ليكانيماب “Lecanemab” عن طريق الوريد لعلاج مرضى الزهايمر في المراحل المبكرة.

 

يوفر العلاج أجسامًا مضادة تستهدف بروتينات بيتا أميلويد، وقد تساعد على تفتيت اللويحات التي تشكّلها مما قد يبطئ تطور المرض.

 

يبذل العلماء جهودًا كبيرة لفهم مرض الزهايمر بشكل أفضل وتطوير علاجات جديدة له. تُظهر الأبحاث الحديثة تقدمًا واعدًا في هذا المجال، ولكن لا تزال هناك العديد من التحديات التي يجب التغلب عليها.

______________________________

مصدر هذا المحتوى:

– UCLA Health

– UCLA Health MENA

– ويب طب – الأحد 26 أيار 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى