تقارير ومقابلات
رمضان هذا العام ، لا جديد سوى الحرب والأوجاع
الرشاد برس_تقارير
مع اقتراب الشهر الفضيل رمضان، تتضاعف هموم كثير من الأسر في بلادنا تحديدا الاسر التي تقبع في مناطق سيطرة المليشيا، لعجزها عن تغطية احتياجاتها من المواد الغذائية والأساسية التي يتطلبها الشهر الفضيل، وسط مؤشرات دولية تؤكد أن ثلثي اليمنيين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، بينما سيواجه أكثر من 16 مليون شخص الجوع هذا العام، وهناك نحو 50,000 يمني يتضورون جوعا حتى الموت بالفعل في ظروف تشبه المجاعة.
وقالت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر المناحين الخاص ببلادنا ”سيعاني ما يقرب من نصف أطفال بلادنا دون الخامسة من العمر من سوء التغذية الحاد، بينهم 400,000 طفل من المحتمل أن يموتوا إذا لم يتلقوا العلاج العاجل“.
ومنذ اشتعال الحرب الحوثية الهمجية في بلادنا قبل ست سنوات، تغيرت العادات الغذائية، وبات الاهتمام العام هو كيفية الحصول على القدر الكافي من الغذاء ،
“ سعد“ معلم يمني يقول إن شريحة كبيرة من اليمنيين لم تعد اللحوم تدخل منازلهم منذ شهور طويلة، وإن الوجبات اليومية تختزل في ”الزبادي والخبز“، موضحاً أن الحرب وتوقف صرف المرتبات وارتفاع تكاليف العيش أثقلت كاهل الأسر، وبات تفكيرها هو كيفية تأمين الوجبة التالية.
وقال ”خلال شهر رمضان تأمل الكثير من الأسر الفقيرة أن تجد لها معونات من فاعلي الخير والتجار، لتخفف عنها عبء البحث عن قوتها اليومي“.
بعيداً عما طرحة ”سعد“ تشهد الأسواق المحلية حركة من قبل بعض الزبائن الذين يقبلون على شراء السلع الغذائية استعدادا لشهر رمضان الكريم، إلا أن هذا الإقبال يتناقص عاما بعد الآخر منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء.
ويقول بعض ملاك سوبر ماركت في صنعاء، إن حركة الشراء لا تقارب ما كانت عليه بالأعوام السابقة.
وأضافوا إنه ”منذ بداية الحرب وإقبال الناس على شراء المواد الغذائية قبل شهر رمضان يقل بشكل تدريجي كل عام، وهذا العام هو الأقل ويجزمون أن القوة الشرائية للمواطنين باتت محدودة جداً، كانعكاس للواقع الاقتصادي والمعيشي العام الذي تعيشه اليمن.
وترتفع شكاوى المواطنين من الارتفاع غير المبرر في أسعار السلع والمنتجات الغذائية، لتصل في بعضها أعلى بـ 50% عما كانت عليه قبل شهر واحد.
ويرى سائق سيارة أجرة في صنعاء أن سعر ”كيس الأرز“ وزن 20 كغم ارتفع أكثر من ألف ريال عما كان عليه سابقاً.
وتذمر من الواقع العام الذي يعيشه اليمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين ويتهمهم بالفساد ونهب قوت الناس والسعي إلى خلق مجاعة لزيادة التكسب منها، عن طريق جذب انتباه المنظمات الدولية لنهب المساعدات قبل وصولها لمستحقيها.