سبب تطور الخلاف داخل جماعة الحوثي
بقلم / محمد عبدالله القادري
جماعة الحوثي التي تضم السلالة الهاشمية ومن معها من أبناء القبائل الأخرى في المناطق التي يسيطر عليها الانقلاب ، اصبحت اليوم تواجه عدة انقسامات وعدة اجنحة داخلها ، مما ولد الصراع الداخلي لدى الجماعة بين تلك الأجنحة ، وأصبح ذلك الصراع ينمو شيئاً فشيئاً حتى وصل اليوم لمرحلة عمت كل المحافظات التي يسيطر عليها الحوثي ونشبت عدة مواجهات ونُفذت عدة اغتيالات وتصفيات لعدة قيادات وسيظل هذا الصراع يتجه نحو النمو وسيصبح في المستقبل أكثر من الحاضر وسيصل لمرحلة تعجز قيادة الجماعة عن التحكم فيه ، مما سيجعل الجماعة تتناحر من داخلها ويقضي بعضها على بعض .
عملية الصراع داخل جماعة الحوثي هو أمر حتمي لا مناص منه ، والسبب يعود إلى ان الجماعة والسلالة الهاشمية تتعامل بعنصرية وتمييز عرقي .
وكل من يتعامل بهذا التعامل سيثير الصراع بدون شك ..صراع عنصري وعرقي في المجتمع .
السلالة الهاشمية التي تتعامل بعنصرية عرقية مع ابناء القبائل الأخرى من حيث انها ترى افضليتها العرقية عليهم واحقيتها عليهم ، ستولد صراع عرقي بينها وبين ابناء القبائل الاخرى.
وايضاً تعاملها العنصري والعرقي داخل السلالة الهاشمية نفسها ، من حيث افضلية واحقية نسل سلالة علي بن ابي طالب على بقية آل هاشم ، وافضلية واحقية نسل سلالة الحسن والحسين على بقية علي بن أبي طالب ، هي بهذا التعامل تثير الصراع داخل السلالة الهاشمية نفسها.
هذا التعامل العنصري والعرقي سيثير صراع للسلالة الهاشمية مع بقية ابناء المجتمع ويثير ايضاً الصراع داخلها ، ولا تستطيع جماعة الحوثي التخلي عن هذا التعامل كونه جزء من عقيدتها أي انها تمارسه من انطلاق عقائدي فكري ، وهذا ما يعني ان الجماعة ستعجز عن ايقاف اي صراع داخلي لديها .
الرهان على صراع الاجنحة الهاشمية داخل الجماعة الحوثية لاضعاف الجماعة وتمزيقها هو أسلوب ناجح ، ولكن يجب تغذيته بطريقة ذكية من حيث عدم استخدام الأساليب التي توحد السلالة الهاشمية وتجعلهم يتعاطفون مع بعض .
تغذية الصراع بين الهاشمية وابناء القبائل الاخرى فقط سيوحد السلالة الهاشمية داخلياً من حيث النظرة العرقية .
ولكن ان يتم انقسام ابناء القبائل وتوزعها لتشجيع ومساندة الاجنحة الهاشمية داخل الجماعة الحوثية ضد بعضها سيؤدي لإثارة صراع الاجنحة الهاشمية وتفريقها وتشتتيها ويعمق الخلاف الداخلي والتباعد والفجوة أكثر .
قد يكون صراع تلك الاجنحة فيما بينها ظاهرهُ المناصب والمغانم ، ولكن جوهره هو التعامل العرقي العنصري الذي يجعل كل جناح يعتقد بأفضليته وأحقيته عن الآخر .
إذ لو لم يوجد ذلك التعامل لما حدث ذلك الصراع.