تقارير ومقابلات
سوء التغذية ، وحش لا يرحم صنعته المليشيا
سوء
الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني
الكوليرا ، الملاريا ، حمى الضنك ، الدفتيريا ، واخيرا كوفيد 19 كل هذه الأوبئة المتوحشة للأسف في بيئة واحدة ودولة واحدة تدعى اليمن ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو : لماذا تداعت علينا كل هذه الأوبئة ؟
لن نتعمق كثيرا لنبحث عن إجابة لأن الوضع الذي نعيشه ونمر فيه هو خير إجابة ، لكن دعوني اقرب لكم الإجابة بشكل أكبر :
الواحد والعشرين من سبتمبر من العام 2014 هنا بداية النكبة والنكسة ، هنا بداية التحول والدخول في تلك الممرات الموحشة في هذا اليوم انقلبت المليشيا الحوثية على النظام والدستور والقانون ، ومع انقلابها حولت الحياة إلى جحيم ، إذ استولت على كافة مؤسسات وقطاعات الدولة بما في ذلك قطاع الصحة ، الذي مارست المليشيا بحقه أبشع صنوف الأجرام والعبث والاهمال المتعمد من قبلها ما خلف بيئة موحشة هي الأشد بشاعة على مستوى العالم .
سوء التغذية ليس إلا واحدا من أولئك الوحوش الذين فتكوا بالمدنيين القاطنين تحت سلطة الكهنوت المجرم ، إذ عادت التحذيرات من جديد من هول ما يمثّله سوء التغذية من تهديدات مرعبة تطال أعدادًا ضخمة من السكان في بلادنا ، لا سيّما الأطفال والنساء.
ففي إطار هذه التهديدات، حذَّر مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، من معاناة أكثر من 2.25 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد.
وقال المكتب الأممي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إنَّ أكثر من مليون امرأة حامل ومرضعة مهددة بسوء التغذية.
يُضاف هذا التحذير، إلى سلسلة طويلة من التنبيهات الخاصة بالوضع الإنساني في بلادنا تحديدا المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا الانقلابية ، لا سيّما فيما يتعلق بتفشي سوء التغذية، كواحدة من أبشع الأزمات الناجمة عن الحرب الحوثية بشكل مباشر.
وكانت منظمات الأغذية والزراعة (فاو) والأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والأغذية العالمي والصحة العالمية، قد حذّرت قبل أيام من معاناة مليونين و300 ألف طفل دون الخامسة من سوء التغذية الحاد في العام نفسه.
وذكر بيانٌ مشترك صادر عن المنظمات الأربع أنَّ الأرقام في تقرير سوء التغذية الحاد للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، تشير لارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم بمقدار 16٪ وَ 22٪ على التوالي بين الأطفال تحت سن الخامسة، بالمقارنة بالعام الماضي.
كما حذَّرت وكالات الأمم المتحدة من أن هذه الأرقام كانت من بين أعلى معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في بلادنا منذ تصاعد النزاع عام 2015.
وأشار البيان إلى أنَّ الوقاية من سوء التغذية ومعالجته تتطلب الرعاية الصحية الجيدة للأمهات، وسط معاناة مليون و200 ألف امرأة حامل أو مرضع من سوء التغذية الحاد.
توثّق هذه التقارير حجم المعاناة الضخمة التي تعانيها قطاعات عريضة من السكان من هول الأزمة الإنسانية التي صنعتها الحرب الحوثية الغاشمة والتي ادت إلى تفاقم الأعباء على كاهل المدنيين .
وأحدثت الحرب الراهنة تفشيًّا مرعبًا للفقر والجوع وانتشارًا فتاكًا للأوبئة المرعبة التي كبّدت السكان كلفة باهظة للغاية، وهو ما قاد إلى تصنيف الأزمة الإنسانية بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
ويمكن القول إنّ المليشيات الحوثية تعتبر مسببا رئيسيًّا عن كل هذه الاهوال والاوبئة بعدما ارتكبت الكثير من الجرائم التي مثّلت استهدافًا للإنسانية كما أنّها عملت على إطالة أمد الحرب إلى أطول فترة ممكنة.