مقالات

الإيمان بالغيب نعيم فقده العقلانيون

مقال /فيصل الحفاشي

الرشاد برس ..

كارثة العقلانيين والماديين في بلاد المسلمين هو ضعف إيمانهم بالغيب؛ ولا نقول انعدامه؛ لأنه لو انعدم فلا يكون صاحبه مسلماً حينئذ؛ لأن أركان الإيمان الستة مردها إلى الإيمان بالغيب ..
لما رأوا الغربيين بعد ثورتهم على الكنيسة يعبدون المادة ويقدسون المحسوسات، ومع ذلك تقدموا في بعض الأمور الدنيوية، حينها فتنوا بهم، وظنوا أن الإيمان بالغيب مضيعة للأوقات والأعمار! وعرقلة عن ركوب عربة التطور!!
مع أن العقلانيين والماديين أنفسهم لا يستطيعون أن ينفكوا عن الإيمان بالغيب؛ فمثلاً:
لو سألتهم عن ماهية الجاذبية أو الذبذات الكهربائية، لوجدتهم في حيرة وانكسار! فإن قلت لهم: فلماذا تؤمنون بشيء لا تعرفون حقيقته وكنهه؟!
فسيقولون: رأينا آثاره الدالة عليه فآمنا به!!
وحينها نقول لهم ما قاله الأعرابي في عهد الناقة والجمل وقد كان أفقه منهم وأصفى فطرة وبصيرة وقد سئل: بم عرفت ربك؟
فقال: الأثر يدل على المسير، والبَعْرَة تدل على البعير، فسماء ذات أبراجٍ وأرض ٌ ذات فجاج وبحارٌ ذات أمواج ألا تدل على السميع البصير؟!
بل إن ضعف الإيمان بالغيب هو سبب حتى لضلال العصاة من المسلمين؛ فإنهم لا يندفعون إلى المعصية إلا في حالة ضعف الإيمان بالغيب ..
وإلا لو أن أحدنا يوقن بجهنم ولهيبها وكأنها أمامه لما أقدمنا على المعصة؛ وهذه مرتبة الإحسان، وهي أعلى مراتب الدين، وهي أن يكون الغيب كالمشاهدة ةأمامك لقوة إيمانك به ..
اللهم بلغني هذه المرتبة وإخواني القراء؛ فإنها نعيمٌ في الدنيا والآخرة، فقده العقلانيون وأشياعهم ..

الشيخ /فيصل الحفاشي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى