محلية

شوارع مدينة إب شاهد عيان على عبث الميليشيات بحياة المواطنين

الرشادبرس..

إن أردت معرفة وضع البلاد المزري وكنت من محافظة إب اللواء الأخضر وعاصمة السياحية اليمنية، فليس عليك سوى الخروج الى الشارع لتتجلى لك المأساة التي تعيشها البلاد ويبرز للعيان المستوى المتردي من الخدمات الأساسية التي وصلت مؤخراً حد الانهيار الشامل، في المدينة الرئيسية مركز المحافظة، ناهيك عن بقية المدن والمديريات الثانوية فيها.

ثمان سنوات على سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران على المحافظة عقب انقلابها على الدولة، كانت كافية للقضاء على الخدمات الأساسية من الطرق والكهرباء والمياه ورواتب موظفي الدولة في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها، ومحافظة إب إحداها، وربما كان لها النصيب الأكبر من ذلك العذاب، حيث غابت عن المواطن أبسط الخدمات.

وخلال السنوات الثمان الأخيرة لم تعرف شوارع إب أي تحديث، فقط تحولت من شوارع إسفلتية إلى ترابية مترعة بالحفر والتجاعيد، لترسم لوحة مغايرة عن وجه المحافظة الفاتنة، حتى ليكاد زائر المدينة لا يصدق أن تلك شوارع إب رغم احتفاظها بأسمائها.

الشوارع الترابية والحفريات في شوارع المحافظة والتي تفتقد حتى سمات الشوارع الترابية المعبدة حولت المشهد إلى صورة عن مكان ريفي يفتقر لأبسط الخدمات، بل إن بعض الطرقات الريفية أفضل نظراً لاعتناء الأهالي بها عبر مبادرات مجتمعية خالصة.

وتعد مدينة إب من أكثر المدن اليمنية سكاناً كما أنها موئلاً وسوقاً رئيسياً لأبناء المديريات التابعة لها رغم صغر مساحتها الجغرافية، لكن خراب الشوارع انعكس بشكل سلبي على حياة الأهالي الذين ازدادت معاناتهم اليومية جراء الازدحام المروري الخانق الناتج عن ضيق الشوارع وخرابها.

وأدى خراب الشوارع الى ارتفاع منسوب استياء المواطنين من ميليشيا الحوثي التي ضاعفت الجبايات والضرائب على المواطنين تحت مختلف العناوين والمسميات ولم تقدم للمحافظة أي خدمات تذكر سوى صرف المزيد من الوعود العرقوبية التي تهدف لامتصاص الغضب الشعبي والاحتقان المتصاعد تجاهها.

وفي محاولة لتخفيف الاحتقان لجأت سلطات ميليشيا الحوثي في إب إلى سياسة ترقيع الشوارع، والتي فشلت أيضاً نتيجة الخراب الكبير في شوارع المحافظة، كما أكدت لأبناء المحافظة أن المليشيا تمارس عليهم الكذب المفضوح وأن ترقيع الشوارع ليس سوى وسيلة أخرى للفساد ونهب الملايين تحت مسمى ترميم وإصلاح وصيانة الشوارع، والتي لم تصمد لأسابيع بعد إصلاحها.

تدخل خجول مشوب بالفساد والإهمال
من جانب آخر أفادت مصادر مطلعة أن عددا من المنظمات تقدمت بمبادرات لإصلاح العديد من شوارع المدينة غير أنها لم تنجح نتيجة الشروط التي وضعتها قيادات حوثية عليا، ورغم تلك الشروط تقول المصادر إن منظمتي “اليونبس واليونسف”، حاولتا التدخل الجزئي لإصلاح شارع الدائري الغربي أحد شوارع المدينة الرئيسية.

قبل شهرين وبعد زمن من الوعود بدأت عملية إصلاح شارع الدائري الغربي، لتتبخر آمال المواطنين مع اكتشاف أن عملية الإصلاح والصيانة ليست سوى ترقيع للشارع بدلا من إصلاحه كليا. وشن ناشطون وحقوقيون في المحافظة هجوما ضد المليشيا ومنظمتي اليونبس واليونسيف التي اتهموهما بالاستخفاف والسرقة.

وقال مهندسون إن عملية ترميم شارع الدائري الغربي، تفتقر لأبسط متطلبات إصلاح الشوارع وصيانتها، وإن موسم الأمطار القادم كفيل بكشف الترقيع الجاري، فيما أكد بعضهم تسجيل هبوط لطبقات الترقيم في بعض أجزاء الشارع.

وكانت عملية الصيانة قد تسببت في إغلاق الشارع ما أسفر عن ازدحامات في الشوارع الأخرى، لتضطر سلطات الميليشيا لفتحه جزئياً في ظل استمرار أعمال الصيانة، متسببة في حوادث مرورية وحوادث هبوط لسبع سيارات وشاحنات في مساحات من الشارع خلال 24 ساعة.

الإعلامي عبدالله كرش انتقد عملية الترميم التي شهدها شارع الدائري الغربي لمدينة إب، وقال مرفقاً صورة لإحدى الشاحنات المتعثرة: “هكذا هي المشاريع الاستراتيجية والاصلاحات الفورية في بلادنا.. من جودة العمل في الخط الدائري حصل هبوط للخط وسقوط هذه الشاحنة كما ترون.. سلموا لي على المقاول وصندوق صيانة الطرق ومكتب الأشغال ووو…”.

وفي منشور آخر له أرفق صورة أخرى لهبوط سيارة في ذات الشارع والمكان، وكتب: “شكلي بحط التلفون واسوي بث مباشر الشاحنة رقم 3 هبطت بنفس المكان ووثقتها بتلفوني وأصحاب المحلات المجاورة تحدثوا بأن هذه الشاحنة رقم 7”.

من جانبه تحدث الناشط با سلامة كثيرا عن فساد عملية الترقيع وما تشهده شوارع إب من دمار، وقال: ترقيع الخط الدائري بإب بهذه الطريقة مش مهزلة بل (..) ومش مجرد فساد بل جريمة ترتكبها الجهات المعنية مع سبق الإصرار والترصد”.

وأردف على فيسبوك: “صدقوني لن يصمد هذا العمل عام واحد بل ولا نصف عام. وأكيد سيتم حرمان المحافظة من تمويل مشاريع صيانة الشوارع لسنوات بحجة تمويلها هذا العام”. وأرفق با سلامة منشوره بصورتين، واحدة لترقيع الخط الدائري (معجون الأسفلت) والثانية لخط الذهوب القديم لمدينة إب ( 25 سم ) متبعا الصورتين بالقول: “شرق شرق شرق شرق ثورة على كل السرق، هههههههه، ضحكتوا علينا يا مؤمنين وصدقناكم على أنكم مؤمنين من صدق.. خيرة الله”.

وانتقد با سلامة إهمال سلطات الميليشيا وصمتها إزاء الفساد بالرغم من كشفه على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال: “إعلام يفضح ومسؤول مصنج (لا يسمع)”، مضيفا: “مشروع اصلاح الشوارع تم فضح التلاعب فيه من قبل التنفيذ ومع ذلك المسؤولين والمشرفين مستمرين بالصمت ( مصانيج ) ولا بحسهم.. تدروا ليش؟؟ لأنهم يعرفون بأن الجميع فاسد وكل واحد قص حصته من الرأس”.

الشاب أحمد السفياني، قال إن “شوارع مدينة إب عنوان حقيقي لمن يحكم المحافظة ويسيطر عليها، حيث صارت طرقاً منتهية، وبحاجة ماسة لتدخل عاجل لسفلتتها وإعادة نوع من الاعتبار لأبناء المحافظة الذين يتم فرض الجبايات عليهم والأموال بشكل غير مسبوق”.

وأضاف السفياني أن “إب لديها إيرادات كبيرة وتصل لعشرات المليارات يتم تحصيلها لصالح قيادات الحوثيين في صنعاء، فيما إب لا تستفيد أي شيء من تلك الأموال والجبايات، ويجري صرف الوعود التي لن تنتهي وقد ملها أبناء المحافظة” حد وصفه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى