تقارير ومقابلات
صحفيو اليمن ، من أحرار الكلمة إلى سجون المليشيا
تقرير الرشاد برس /أواب اليمني
لم يكن يتوقع اليمنيون أن في الواحد والعشرين من سبتمبر من العام 2014 أنهم سيدخلون نفقا مظلما ومنعطفا خطيرا ، ولم يكونوا يعلموا أنهم سيواجهون ويصطدمون بظلام أسود ، وانهم سيعيشون حياة ظاهرها الرحمة وباطنها من قبلها العذاب والتنكيل والتشريد والذل والمهانة ، ولكن سرعان من انكشفت الحقائق ، وباتت الأمور واضحة ، وظهرت المليشيا الحوثية على حقيقتها ، فلم يعد ذي عقل ينكر ان المليشيا الحوثية تريد السلام او تسعى له، فالكل الان اصبح يعرف بل ويثق ان المليشيا كافرة بالسلام والوسائل المؤدية له.
يوم بعد آخر وجرائم المليشيا تنكشف للعيان ، فهي تقول ولكن أفعالها واباطيلها ينافي اقوالها المسمومة فهي تهدف الى إنشاء مشروع إيراني بنكهة يمنية بحتة.
وتتنوع جرائم المليشيا بحق المدنيين في الاماكن الخاضعة لسيطرتها ما بين قتل وتشريد واختطاف وتعذيب حتى الموت ، فسجونها ممتلئة بالابرياء الذين لا ذنب لهم ولا تهمة ، ومن أمثال ذلك الصحفيين المختطفين الذين لم يرتكبوا ذنبا إلا انهم حملوا في أيديهم اليمنى قلما وفي اليسرى كفنا ، وسخروا جهدهم بالبحث عن الحقيقة وابرازها للرأي العام ، لكنهم اصطدموا بمليشيا لا تعترف بالحقيقة الا بالتي تعتبرها هي ، فهي لم تشم رائحة الحقيقة ، فكان جزاء الصحفيين ان يقبعوا في سجونها.
وتنوعت الانتهاكات بحق الصحفيين وفي هذا الصدد تقول المنظمة الوطنية للاعلاميين “صدى” أنها وثقت ألفين ومئتين وخمسين حالة انتهاك طالت الصحفيين والعاملين في وسائل الاعلام منذ انقلاب المليشيا في 2014.
حيث قالت المنظمة أن المليشيا مسؤولة عن 85% من الانتهاكات الموثقة تجاه الصحفيين ، بحيث تصدرت محافظة صنعاء التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي قائمة الانتهاكات بواقع 88 %.
ورصدت المنظمة عدة أساليب تقوم بها المليشيا ضد الصحفيين شملت الاختطاف والاخفاء القسري واختطاف الاقارب والقتل والاعتداء الجسدي والاصابة والتهديد والتشهير واستهداف المنازل واستهداف الممتلكات واحتلال الوسائل الاعلامية.
وتتابع المنظمة أن المليشيا قتلت أكثر من 20 صحفيا اما بالقنص او التعذيب الوحشي في سجونها حتى الموت او القتل بالسم او الاستهداف المباشر.
وبلغ عدد الصحفيين الذين تعرضوا للاختطاف 140 صحفيا ،
من بينهم 14 صحفيا تعرضوا لجريمة الاخفاء القسري ، و 54 صحفيا تعرضوا للاعتداء الجسدي ، و 33 صحفيا أصيبوا بجراح بليغة ، و 55 صحفيا تعرضوا للتهديد ، و 64 صحفيا للتهديد والتشهير.
وتأتي تعز في المرتبة الثانية بواقع 81 حالة انتهاك للصحفيين تنوعت بين القنص العشوائي و الاستهداف الممنهج ، واستخدامهم كدروع بشرية ، او بالعبوات الناسفة.
وتستمر جرائم المليشيا الحوثية وانتهاكاتها بحق العاملين في الحقل الاعلامي إذ اصبحت الصحافة اليمنية تعيش اكثر فتراتها سوداوية في التاريخ ، فلقد أغلقت كبريات الوسائل الاعلامية أبوابها امثال قناة رشد وقناة يسر الفضائيتين قسرا بسبب تعسف وتخلف المليشيا التي لا تؤمن بحرية الرأي الآخر ،
وهذا ما دفع من تبقى من الصحفيين للفرار واللجواء الى خارج البلاد هربا من بطش وتنكيل المليشيا.