تقارير ومقابلات
صنعاء ، فوضى وخلافات ، هل ستكون نهاية المليشيا ؟
الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني
لكم أن تتخيلوا بلادا مقطوع عنها كل ما هو أساسي ، بلادا تعاني ويلات الحرب الحوثية العبثية أكثر من ست سنوات على التوالي ، قطعت مرتباتها ، وعدمت مشتقاتها النفطية ، قولوا لي : كيف سيكون وضعها وحالها ؟
الإجابة التي سمعتموها من داخلكم وأعماق افئدتكم هي والله ما تمر بها صنعاء والمناطق التي تخضع لسيطرة المليشيا الكهنوتية ، ست سنوات ليست بالهين القليل والبلاد في غضاضة ومضاضة لا تتوقف ، عجلة سيرها من سئ إلى أسوأ ، الحياة فيها شبة معدومة ، ودعوني احدثكم ، ليس بلسان المسؤول الباذخ ، او الغني الفاحش الذي لا يعرف أوجاع من هم دونه ، بل بلسان الرجل العامي الذي يعيش بين الناس ويسمع ويستمع لهم في مجالسهم وفي وسائل النقل ويخالطهم إذ تسمع هذا يقول : ضاق بنا الحال وكهرنا حياتنا وانفسنا وكرهنا البلاد التي ولدنا عليها ، لا يا عم لا تكره بلادك بل إكره واغضب على من جعلوني واياك نكره بلادنا ، والقصص كثير ، والاوجاع والالام كثيرة لا يتسع المقال لذكرها ،
ووسط هذه المآسي الذي يعاني منها المدنيون في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية ، سننقل لكم ما يحدث في صنعاء كونها مركزهم الذي يديرون انقلابهم المشؤوم إذ تعاني محافظة صنعاء الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية فوضى عارمة بعد أن تزايدت وتيرة الاشتباكات المسلحة سواء كان ذلك بين عناصر المليشيات وبعضها أو على مستوى الصراع بين المسلحين وشيوخ القبائل في وقت تعاني فيه المحافظة من أزمة وقود خانقة، إلى جانب إقدام المليشيات الحوثية على تهريب العديد من المجرمين حتى تتمكن من ممارسة جرائمها بحق المدنيين.
تبني المليشيات الحوثية سياسة تعاملها في صنعاء على صناعة الفوضى والتي تمكنها من إحكام قبضتها على المحافظة وبالتالي فإن جميع الجرائم التي تجري يوميا تكون تحت أعينها بل إنها تشرف على عملية انتقالها وتمددها بما يؤدي لانشغال المواطنين بما يجري حولهم من وقائع والانغماس في المشكلات اليومية التي يتعرضون إليها، وبما يزيد من حالة الرعب والهلع في نفوسهم الأمر الذي يدعم استسلامهم للجرائم الحوثية.
لا تتوقف المليشيات الحوثية عن عمليات إطلاق سراح المجرمين من التابعين إليها والذين تطلقهم بشكل علني لارتكاب انتهاكات بحق المدنيين العزل في المحافظة ودائما ما تطال أي شخص يعارض سياستها، بل تحرص على تصعيد أزمات شح الوقود بشكل متتال وذلك لتحقيق أكثر من هدف، فهي من ناحية تستفيد من بيعه في السوق السوداء بأسعار مضاعفة لتقوم بدعم مجهودها الحربي، وفي المقابل فإنها تشغل المواطنين بأزماتهم اليومية ويضطرون للوقوف ساعات طويلة يوميا للحصول على الوقود ومشتقاته.
وبالإضافة إلى ذلك فإن ما تقوم به المليشيات الحوثية تجاه المواطنين تكرره إيران أيضا بحق العناصر الحوثية ذاتها، إذ أن طهران تدعم زيادة الهوة بين أجنحة المليشيات الحوثية لشغلها في المشكلات الداخلية من دون أن يكون أمامها أي فرصة لرفض أوامر داعمتها أو التمرد عليها، وهو أمر َأضحى واضحا منذ أن تواجد المدعو حسن إيرلو الذي عينته إيران مبعوثا لها لدى المليشيات الحوثية في صنعاء.
تدخل القيادي الحوثي البارز المدعو شمسان أبونشطان، المُعين من المليشيات رئيسًا لهيئة الزكاة، في أزمة مقتل الشيخ علي حزام أبونشطان عبر إسناد المُسلحين القبليين من أبناء أرحب المُحتشدين شمالي صنعاء للمطالبة بمحاكمة قتلته.
وقال مصدر في المنطقة إن دخول القيادي الحوثي شمسان أبونشطان جاء بعد اشتباكات بين مُسلحين من أبناء أرحب ونقطة المطار التي حاولت منعهم من دخول صنعاء، كما أن هناك سببًا آخر يتعلق بقرابته للشيخ القبلي الذي قتل مع أسرته.
وأضاف المصدر، أن حالة من التوتر تشهدها المنطقة بعد قيام مُسلحين من أبناء أرحب وبعض الفصائل الحوثية بقطع الطريق المؤدي إلى المطار، فيما قطعت تعزيزات عسكرية وأمنية تابعة لمليشيا الحوثي، الطرق من اتجاه مثلث مصعب، وكذلك طريق قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء.
وفي واقعة أخرى، فر قيادي حوثي متورط بالاعتداء على رئيس محكمة في صنعاء من سجن البحث الجنائي الحصين وسط المدينةحيث قال مصدر مطلع نقلا عن المشهد العربي إن القيادي الحوثي محمد الدغيش المتهم بتنفيذ هجومين منفصلين على منزل القاضي عبدالله الأسطى رئيس محكمة شمال صنعاء بقذيفة (أر بي جي)، ومبنى المحكمة بقنبلة يدوية، فر من سجن البحث الجنائي بتواطؤ من قيادات مليشيا الحوثي الإرهابية.
وكانت المليشيا أودعت القيادي الدغيش السجن في نوفمبر الماضي، على خلفية إضراب شمل كافة نيابات ومحاكم صنعاء احتجاجا على الهجومين.
وأضاف المصدر أن إطلاق القيادي الحوثي جاء في وقت كانت النيابة الجزائية قد طالبت البحث الجنائي التابع للمليشيا الإرهابية بتسليمه لمحاكمته بجرائم جسيمة، إلا أن الأخير رفض بحجة الخوف من فراره أو مهاجمة النيابة.
يذكر أن عناصر مسلحة تابعة للقيادي الحوثي كانت قد حاصرت البحث الجنائي للمطالبة بالإفراج عنه، ودفعت المليشيا الإجرامية بتعزيزات، لإقناع العناصر المسلحة بالمغادرة، وأعطتهم وعودًا بالإفراج عنه.
وعلى مستوى أزمة الوقود، خصصت شركة النفط التابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية ثلاث محطات وقود فقط لجميع سكان صنعاء، في حين خصصت أكثر من 20 محطة لقياداتها والمشرفين حيث ترفض البيع لغير حاملي كروت خاصة للبيع.
وقال مصدر في الشركة إن قيادات المليشيا خصصت ثلاث محطات إحداها للنساء في جميع أنحاء صنعاء، ما يتسبب بأزمة خانقة وطوابير طويلة للسيارات في مشاهد غير مسبوقة، في إطار السياسة الحوثية للحفاظ على مظاهر الأزمة التي تستغلها سياسيًا وإعلاميًا.
وأضاف المصدر أن الشركة الخاضعة للمليشيا الإرهابية تخصص أكثر من 20 محطة لتزويد القيادات والمشرفين والمسؤولين في حكومة المليشيا غير المعترف بها، منها ست محطات للشركة تتوزع في الستين والخمسين وشميلة وشارع مأرب، بالإضافة إلى التعامل مع محطات وقود خاصة ومنها برنت الجوف في العشاش والإعلام جوار وزارة الإعلام والعاصمة في الجرف والضياء وأبومسكة في شارع الستين ونفط اليمن في شارع الثلاثين، ومحطة الزراعة ومحطة جوار وكالة سبأ.