مقالات

صنفان… لاتكن مثلهما :

مقال

محمد شبيبة

الصنف الأول :
إسلامي تجده مَرِنَاً مع الآخر إذا خالفه في مسائل شرعية ولو كانت عقدية وحتى لو كانت تتعلق بذات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة
فتراه يلتمس لمخالفه العذر ويحسن فيه الظن ويحمل كلامه على أحسن المحامل
ويحاوره بأحسن الألفاظ ويتهم المنكرين عليه بالتشدد والتنطع والجمود
فإذا اختلفتَ مع هذا المرن نفسه في مسائل سياسية بحته تتعلق به أو حزبه أو جماعته تَكَشَّفَ عن متشدد بل عفريت يهاجمك ويُخَونك ويتهمك في عقلك ودينك ونيتك وربما يقل أدبه معك ويتهمك بالعمل مع جهات استخباراتية
يعني : سَآلَ في موضع الجمود وجَمَدَ في موضع السيلان.

الصنف الثاني :
إسلامي متشدد من الطرف الآخر إن كان المخطئ من الإسلاميين الذين يخالفونه طار بخطئهم وضَخَمَّه ونفخ فيه وربما وشى بهم وحرض عليهم وجلس يتحدث عنهم حتى تغرغر الروح
فإذا وقع العلماني في نفس الخطأ أو في خطأ أكبر منه سكتَ هذا الإسلامي أو أَوَّلَ أو بَرَّرَ أو أنكرَ إنكاراً خفيفاً حتى لايُقال جَاملَ.
يعني : من جهة يدخل جمل ومن جهة مايدخل خيط الإبرة
ساق الصنفين حظ النفس والهوىٰ المُتبع لا الغيرة الشرعية ولا الحمية الدينية

ولكن مايشرح صدرك أن تجد بين هذا الركام شباباً شقوا طريقهم نحو العدل والإتزان وتمسكوا بالواقعية وابتعدوا عن التعصب والعصبية
وزنوا الخطأ بميزان الشرع فلا حابوا ولاتحاملوا… فكن أنت منهم إرضاءً لربك واحتراماً لذاتك

رزقنا الله وإياكم جميعاً العدل في الرضا والغضب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى