مقالات

طنين البعوض ودوي المدافع!

 

 علي العمراني   علي العمراني

ربما يحسن التنويه بالأخ علي البخيتي فيما يخص موقفه من محاولة اقتحام منزل أم عبد الله حميد الأحمر، لكنه يظل هو وأمثاله مسؤولين أدبيا وقانونيا عن أعمال جماعته الفاشية وانتهاكاتها منذ انبرى يدافع عنها، ويبرر جرائمها وعدوانها في أكثر من مناسبة ومكان ومنذ سنين.

 

عندما تواصل بي الأخ علي البخيتي من داخل بيتي بعد أربعة أيام من احتلاله من قبل جماعته عند اجتياح صنعاء، قلت له شكرا لجهدك الشخصي، لكنكم لا تستحقون الشكر على الخروج من البيت، فالواجب أن لا تدخلوه أصلا، بل كان الواجب الأهم أن لا تحاصروا صنعاء ابتداء أو تجتاحوها على الإطلاق!

 

قال: آسفين! شعرت أن آسفين لا تكفي!

وانتهى الحديث مع شخص ودود ولبق، لكنه يقوم بدور خطير وغير مسؤول لمجرد انتمائه لحركة مليشاوية مسلحة وتبريره أعمالها وجرائمها التي لا تعد ولا تحصى في حق اليمن واليمنيين.

 

فيما نسب إليه اليوم، يقول الأخ البخيتي إنه وحده في الميدان وهناك من قد يناصره سرا! ويستغرب المرء أين العقلاء من المنتمين أو المتعاطفين مع الحركة الحوثية، ومن يفترض أنهم متعلمون جدا ومثقفون وشجعان؟

لمَ لَمْ يسمع الناس لهم صوتا مستنكرا أو يلمسون عنهم موقفا منصفا، وهم الذين يملأون الدنيا ضجيجا ويشغلون العالم لمجرد طنين صوت بعوضه حول أحدهم! أين هم اليوم حقا، ولا شك أنه قد لامس أسماعهم دوي المدافع ونحيب الثكالى؟

 

هل بعد كلما حصل من اعتداءات واجتياحات وخراب بلد، لم تتبين لأولئك الحقيقة أو يتضح لهم الحق؟ أم أن هناك عصبية استثنائية بغيضة ومعقدة تصم الأسماع وتعمي الأبصار وتطمس البصائر، وتبعد أهلها عن الحق وتنأى بهم عن العدل والإنصاف؟

 

بصراحة كنا نظن أن البعض لن يسكت، وخصوصا من نعرفهم حق المعرفة.. وكنا نثق في عقولهم وضمائرهم. أما أن يصبح علي البخيتي في صفوف المعارضة لطغيان المليشيا فهذا هو الأصل والواجب، وقد توقعت ذلك منذ زمن، عندما انبرى يهاجمني ذات مرة لحساب جماعته.. قلت حينها: من الصعب تصور أمثاله في صفوف حركة مليشاوية مسلحة معتدية، وتوقعت أنه لن يستمر. للأسف استمر أكثر مما يحتمل وأكثر مما كنت أتوقع! ومع ذلك مرحباً به في صفوف معارضة بطش المليشيات وسلطتها، إذا كان جادا!

 

هل يصحو ضمير غيره أيضا، حتى ولو كان من أولئك الذين يؤازرونه سرا، كما قال؟ ربما!

 

لكن اليقظة لا تفيد ولا تجدي إذا تأخرت عن وقتها المناسب!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى