طهران وواشنطن تختتمان جولة تفاوضية جديدة حول الملف النووي الإيراني

الرشادبرس-عربي

اختتمت طهران وواشنطن، اليوم السبت، في العاصمة الإيطالية روما، الجولة الثانية من محادثاتهما المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وسط أجواء اتسمت بالحذر والبناء، بحسب ما أفاد به نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.

وقد استغرقت الجلسة التفاوضية زهاء أربع ساعات، أفضت إلى اتفاق مبدئي على استئناف النقاشات الفنية على مستوى الخبراء، وذلك في سلطنة عمان خلال الأيام المقبلة، حيث يُنتظر من الفرق المتخصصة وضع الأطر العامة لاتفاق يُرتجى أن يخفّف من حدّة التوتر القائم.

وجرت المباحثات في قاعتين منفصلتين، على غرار الجولة السابقة التي استضافتها العاصمة العمانية مسقط، وتولّى وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، مهمة الوساطة، ناقلًا الرسائل بين الطرفين بحياد دبلوماسي رفيع بحسب وكالة فرانس برس.
وتكتسب هذه الجولة أهمّية خاصة، إذ تُعدّ ثاني لقاء رفيع المستوى بين طهران وواشنطن منذ انسحاب الأخيرة من الاتفاق النووي عام 2018، بقرار من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اعتبر الاتفاق قاصرًا عن معالجة مجمل القضايا، وفي مقدّمتها البرنامج الصاروخي الإيراني، فعمد إلى إعادة فرض العقوبات في إطار سياسة “الضغوط القصوى”.

ورغم أن طهران التزمت ببنود الاتفاق لمدة عام بعد الانسحاب الأميركي، فإنها شرعت تدريجيًا في تقليص التزاماتها، إذ تُفيد التقارير الدولية بأنها باتت تخصّب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تتجاوز السقف المحدد في الاتفاق (3.67%)، وإنْ كانت لا تزال دون العتبة التقنية اللازمة للاستخدام العسكري والمقدّرة بـ90%.

وتظلّ المسافة بين الطرفين شاسعة في عدد من المسائل الجوهرية، إلا أن انعقاد هذه الجولة يُعَدّ مؤشرًا على أن النوافذ الدبلوماسية لم تُغلَق بعد، وأن الأمل في التوصل إلى صيغة توافقية لا يزال قائمًا، وإن كان محفوفًا بالتحديات والتعقيدات الإقليمية والدولية.

المصدر: أ ف ب