طهران وواشنطن في اختبار جديد للدبلوماسية… الجولة الخامسة تنطلق في روما غدا
الرشادبرس – دولي
تُستأنف، غدا الجمعة، المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما، ضمن الجولة الخامسة من المحادثات التي تُجرى برعاية سلطنة عمان، في محاولة لإعادة إحياء المسار التفاوضي المتعثر بشأن البرنامج النووي الإيراني والعقوبات المفروضة على طهران.
خلفية المفاوضات:
انطلقت المحادثات في أبريل الماضي في مسقط، حيث استضافت العاصمة العمانية الجولة الأولى، تلتها جولة ثانية في روما، ثم عادت المحادثات إلى مسقط للجولتين الثالثة والرابعة. ويأتي انعقاد الجولة الخامسة في ظل أجواء مشحونة وتباعد واضح في وجهات النظر بين الطرفين.
وأعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الوسيط الإقليمي في هذه العملية، عن موعد الجولة الجديدة عبر منصة “إكس”، مؤكدًا عقدها في 23 مايو بالعاصمة الإيطالية، بعد تأكيد مشاركة الجانبين رغم الشكوك التي أثارتها طهران في وقت سابق حول جدوى المشاركة.
تمسك بالدبلوماسية:
أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن بلاده وافقت على اقتراح عمان باستئناف الحوار، مشددًا على أن الوفد الإيراني يتعامل مع الملف بحزم ويواصل السعي لحماية “الحقوق الوطنية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية”، بما يشمل التخصيب، ورفع العقوبات.
بدوره، صرح عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، أن العقوبات لم تحقق أهدافها، وأن المفاوضات تجري من موقع “قوة وتماسك داخلي”، مؤكدًا أن “إيران لم ولن تتخلى عن الدبلوماسية، لكنها لن ترضخ لمطالب لا تتوافق مع ثوابتها الوطنية”.
رفض امريكي للتخصيب:
من الجانب الأميركي، شدد وزير الخارجية ماركو روبيو خلال جلسة في مجلس الشيوخ على أن واشنطن لن توافق على أي اتفاق يسمح لإيران بمواصلة التخصيب، معتبرًا أن الملف النووي يمثل “الركيزة الأساسية” للخلاف، إلى جانب استمرار العقوبات المرتبطة بالصواريخ والنشاط الإقليمي.
وأكد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في تصريحات سابقة، أن بلاده لا يمكن أن تقبل حتى بـ”واحد في المائة” من قدرة التخصيب، مشيرًا إلى أن أمن المنطقة والمجتمع الدولي على المحك.
تحديات تفاوضية:
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين إيرانيين رغبتهم في إجراء مفاوضات مكثفة على مدى أسابيع لتجنب التدخلات الخارجية، وهو ما رفضه الجانب الأميركي مفضلًا الجلسات القصيرة المتنقلة.
من جهته، أعرب المرشد ، علي خامنئي، عن شكوكه في نتائج المفاوضات، مؤكدًا أن “إيران لن توقف تخصيب اليورانيوم”، فيما شدد عدد من المسؤولين الإيرانيين، بينهم إسماعيل كوثري، على أن أي اتفاق يجب أن يحترم “السيادة والحقوق النووية المشروعة”.
الخطة البديلة:
وبحسب تقارير إعلامية، فإن إيران لا تمتلك خطة بديلة واضحة في حال فشل المفاوضات، وقد تلجأ إلى تعزيز تعاونها مع روسيا والصين. غير أن مراقبين يرون أن تلك البدائل تواجه تحديات كبيرة في ظل الحرب التجارية بين بكين وواشنطن، وانشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا.
في المقابل، لوّحت الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) بإعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة في حال عدم التوصل إلى اتفاق قبل 18 أكتوبر، الموعد النهائي وفقاً للقرار الأممي المرتبط بالاتفاق النووي لعام 2015.
خاتمة:
في ظل المواقف المتصلبة والتحديات الدولية والإقليمية، تُعد الجولة الخامسة من المفاوضات اختباراً حقيقياً لمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات متبادلة تتيح الوصول إلى إطار سياسي أولي، يعيد تحريك العملية التفاوضية بشكل مستدام. ومع غياب مؤشرات على اختراق وشيك، يبقى مستقبل الاتفاق النووي معلقاً على قدرة الوسطاء والدبلوماسيين على سد الفجوة المتزايدة بين طهران وواشنطن.
المصدر:الشرق الأوسط