تقارير ومقابلات
عام على اتفاق السويد ، وجرائم المليشيا في تصاعد
الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني
لم يكن اتفاق ستكهولوم بين الشرعية والمليشيا الانقلابية الذي تم توقيعه في السويد أول اتفاق ، فقد سبقته عدة حوارات ولكنها سرعان ما تتحول إلى حبر على ورق ، لأن المليشيا لا تتعامل إلا بلغة القوة والحرب.
فمنذ أن تم التوقيع على اتفاق ستكهولوم والذي مر عليه عام من الآن ، لم تكف المليشيا الحوثية عن جرائمها التي ترتكبها إذ ارتكبت العديد من الخروقات والانتهاكات دون أن تعبأ بالمجتمع الدولي والعديد التحذيرات بشأن إطالة أمد الحرب العبثية، ما أجهض فرص التوصل إلى سلام دائم وشامل.
كثيرة هي التقارير التي التي وثقت ورصدت وأحصت خروقات المليشيا الحوثية في العديد من المحافظات ، فلقد تنوعت التقارير بين عسكرية ودولية ومحلية وحقوقية ، وفي هذا الصدد كشفت تقارير عسكرية أنّ الخروقات الحوثية في محافظة الحديدة خلال عام على اتفاق السويد أسفرت عن مقتل وإصابة 2400 شخص منذ توقيع الاتفاق في الثامن عشر من ديسمبر الماضي.
محافظة الحديدة ، أكثر المحافظات انتهاكا من قبل ميليشيا الحوثي ، تعددت الوسائل الإجرامية العبثية التي تمارسها المليشيا بحق المدنيين في مناطق سيطرة الحوثي وتحديدا محافظة الحديدة ، حيث قالت “ألوية العمالقة” إنَّ المليشيات الحوثية ارتكبت أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق المدنيين، إذ تعددت وسائل الإجرام وتنوعت أساليب الخروق والانتهاكات بحق المدنيين منذ اللحظات الأولى لدخول الهدنة الأممية حيز التنفيذ وحتى اللحظة الراهنة.
وتتابع ألوية العمالقة في تقرير لها، أنَّ المليشيات قامت باستهداف وقصف المدن والأحياء السكنية ومنازل السكان في الحديدة بمختلف القذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولم تقتصر جرائم المليشيات على ذلك بل عمدت إلى الاستهداف المباشر للمواطنين وزرع حقول الألغام المنتظمة والعشوائية والعبوات الناسفة في الطرقات العامة والفرعية ومزارع المواطنين، وهو ما تسبب في سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى المدنيين في مختلف مديريات محافظة الحديدة.
عام منذ بدء الهدنة، وتوقيع اتفاق ستكهولوم ، لم تكف المليشيا ولو ليوم واحد عن ممارسة خروقاتها وانتهاكاتها بحق المواطنين ، مما زاد معاناة أبناء الحديدة ، حيث بلغت حصيلة إجمالي عدد القتلى من المدنيين 217 شخصًا وعدد الجرحى 2152 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال.
واستعرض التقرير التفصيلي حصيلة القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال فترة الهدنة الأممية في مناطق متفرقة منها التحيتا، الجبلية، الحيمة، المتينة، حيس، الخوخة، الغويرق، المغرس، الجاح، الدريهمي، الطائف، الجريبة، الحالي، الحوك، منظر، والمسنا، حيث سقط سبعة قتلى و88 جريحًا في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة في الأسبوع الأول للهدنة من الفئات العمرية المختلفة (النساء والرجال والأطفال).
وفي عامنا الجاري، زادت المليشيا الحوثية من خروقاتها وتصعيدها في الحديدة ، إذ تستمر سلسلة جرائمها الوحشية بحق المدنيين، ورفعت من وتيرة انتهاكاتها على امتداد مناطق ومديريات جنوب محافظة الحديدة وبشكل يومي.
ففي شهر يناير، أوقعت المليشيات أعدادًا كبيرة من المدنيين ضحايا سقطوا جراء عمليات القصف والاستهداف وانفجار الألغام والعبوات الحوثية، حيث بلغ عدد الضحايا 25 قتيلًا و224 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال، وفي فبراير بلغ عدد القتلى 23 شخصًا وعدد الجرحى 199 جريحًا، وفي مارس سقط 20 قتيلًا و166 جريحًا، وفي أبريل سقط 16 قتيلًا و153 جريحًا، وفي مايو سقط 18 قتيلًا و179 جريحًا.
وفي شهر يونيو سقط 17 قتيلًا و190 جريحًا، وفي شهر يوليو سقط 18 قتيلًا و200 جريح، وفي أغسطس سقط 14 قتيلًا و198 جريحًا، وفي سبتمبر سقط 23 قتيلًا و197 جريحًا، وفي أكتوبر سقط 21 قتيلًا و212 جريحًا، وفي نوفمبر سقط 15 قتيلًا و146 جريحًا.
وتستمر جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي يومًا بعد آخر بحق المدنيين في مختلف مديريات ومناطق محافظة الحديدة مستخدمة في ذلك أبشع الوسائل الإجرامية، مسجلة بذلك أكبر المجازر والجرائم الإنسانية بحق المدنيين.
ومع استمرار وتوالي الجرائم والانتهاكات الحوثية بحق المدنيين، لا يزال المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات صارمة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
ومع مرور عام على اتفاق السويد ، بات الكل ينتظر متى ستنتهي الحرب في بلادنا ؟ ومتى ستكف المليشيا عن ممارسة جرائمها وانتهاكاتها المرعبة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها فلقد أصبح الكل يبحث عن إجابة لهذا السؤال :
متى ستلتزم المليشيا الحوثية بأي اتفاق تدخل فيه ، وإذا التزمت به إعلاميا ، هل ستنفذه واقعا ؟