عدوان إسرائيلي مستمر على طولكرم: تهجير وتدمير وسط حصار خانق
الرشـــــــــــــــــــــــــاد بــــــــــــــــــــــرس ـــــــــــ عربـــــــــي
يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على مدينة طولكرم ومخيماتها لليوم الخامس والخمسين على التوالي، متجاهلاً كل القوانين الدولية وأبسط حقوق الإنسان. في ظل تصعيد عسكري مستمر، يهدد الاحتلال حياة آلاف الفلسطينيين، حيث بلغ عدد النازحين من مخيم طولكرم ومخيم نور شمس نحو 24 ألف شخص، في مشهد مأساوي من التهجير القسري والتدمير الذي طال كل شيء.
فجر اليوم، نفذت قوات الاحتلال مداهمات ليلية في حارة المقاطعة بمخيم طولكرم، مُجبرةً السكان على إخلاء منازلهم تحت تهديد السلاح، بينما كانت القنابل الصوتية تُستخدم لترهيب المدنيين. تم إعطاء السكان مهلة قصيرة لمغادرة منازلهم، ليعيشوا في حالة من الذعر والقلق المستمرين. هذا التصعيد يأتي في وقتٍ يعاني فيه سكان المخيمات من حركة نزوح كبيرة لم تبقِ سوى القليل من السكان، بعد أن أجبرتهم قوات الاحتلال على مغادرة منازلهم بالقوة والتهديد.
لم يتوقف الاحتلال عند هذا الحد، بل استمر في فرض حصار خانق على المدينة والمخيمات، مع دفع المزيد من الآليات العسكرية والجنود إلى الشوارع والأزقة. تم تحويل العديد من المنازل والمباني السكنية إلى ثكنات عسكرية، فيما تعرضت الممتلكات الشخصية من سيارات ومحال تجارية للتدمير أو السرقة، وسط حصار خانق يعزل المدنيين عن العالم الخارجي.
وقد أسفرت هذه الهجمات المتواصلة عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، فضلاً عن مئات الجرحى والمعتقلين. دمرت الجرافات الإسرائيلية جزءًا كبيرًا من البنية التحتية في المدينة، وأغلقت المداخل، مما زاد من معاناة السكان الذين لا يعرفون إلى أين يذهبون في ظل هذا العدوان الوحشي.
تُعَكِس هذه الصورة القاتمة حجم الألم والمأساة التي يعيشها الفلسطينيون في ظل الاحتلال، ولكنها في الوقت نفسه تعكس إرادتهم الصلبة في مواجهة هذا التحدي الكبير، وتؤكد تمسكهم بحقوقهم المشروعة. في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه، يظل الشعب الفلسطيني مصدر إلهام في مقاومته وصموده، مستمدًا قوته من الأرض والتاريخ.
المصدر: الأناضول