“الزبيري”
ه
بقلم /محمد شبيبة
………………………………………………………………………………
استأجر الزبيري حينما كان في القاهرة أثناء معارضته للإمامة غرفة وحماماً فقط ثم قام بقسمة الغرفة عبر ساتر قماشي إلى قسمين فجعل القسم الأول مطبخاً ومرقداً له ولزوجته، والقسم الآخر يستقبل فيه ضيوفه ويناقش معهم قضية بلاده.
والحمام – أكرمكم الله- مشترك!!
وفي الباكستان كان ينتهي من المؤتمرات واللقاءات التي فيها يتحدث عن بلاده ويشرح للحاضرين جرائم الأئمة ووجوب تحرير اليمنيين من رق هذا النظام العنصري
ثم ينصرف سراً ليبيع أدوات الخردة في زحمة السوق حيث لايراه أحد!
هذا وهو الزبيري زميل سفراء الدول وصديق الكثير من الوزراء والمعروف لدى الرؤساء ، ولو أراد الدنيا لتمرغت بين قدميه، واعطوه منها مايريد، لكنه كان الحريص على كرامة اليمن، وكرامة قضيته، ثم كرامة نفسه.
ألا ما أصدق نضال الزبيري، وما أكذب نضالنا، ولذلك نجح الزبيري في تحرير بلده، وفشلنا في تحرير أنفسنا.
لأن قرار تحرير الأوطان لابد أن يكون مربوطاً بتحرير البطون اولاً ولذلك استحق الزبيري لقب( أبو الأحرار)
وصدق المثل (لقمة تعزك ولقمة تهينك) … والمثل الآخر يقول :
( ساير العائب ولا تساير كبير البطن) لأن العائب فيه عيب واحد ستتقيه فلا بأس أن تسير معه لكن عبد بطنه لن يستحي من اقتراف كل العيوب لأنه عبد مصلحته وسيبيعك ويبيع قضيته إذا قرقرت بطنه وحتى لولم تقرقر، فإنه إذا أرى الفلوس فلن يملك اعصابه ولا كرامته!