عمال اليمن… واقع مأساوي ومعاناة يومية في ظل الحرب والركود الإقتصادي
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر | تقرير /صالح يوسف
تَحِلُّ ذكرى اليوم العالمي للعمال ،هذا العام 2024م،في بلادنا وسط معاناة العمال والموظفين من أوضاع معيشية بائسة، وظروف اقتصادية صعبة فقد اصبحوا عاطلين عن العمل، بفعل الحرب التي امتدت لسنوات
وضاعف من معاناة العمال والموظفين الانقلاب الحوثي وما أعقبه من سياسات فساد وتدمير ونهب إلى توقف شبه كلي للحياة العامة، بما في ذلك توقف قطاع البناء والتشييد في مناطق سيطرة الحوثيبن الأمر الذي أثر بشكل سلبي على حياة ملايين العمال اليمنيين بالأجر اليومي، وغيَّر من واقعهم المعيشي إلى الأسوأ.
وبينما يستقبل عمال اليمن بمناطق سيطرة الميليشيات عيدهم السنوي لهذا العام، وهم يعانون أشد الويلات والحرمان نتيجة خسارتهم أعمالهم ووظائفهم، وكذا رواتب الموظفين الحكوميين المنهوبة لدى الميليشيات منذ عدة سنوات، تستمر شكاواهم من انهيار أوضاعهم المعيشية والحياتية، وخسارتهم مصدر رزقهم بفعل الحرب التي تسببت في انقطاع فرص العمل، ورفع نسبة البطالة والفقر إلى مستويات قياسية.
أوضاع مأساوية
ويعاني العمال في بلادنا ،اشد المعاناة فقد خسروا معظمهم اعمالهم ورواتبهم المنهوبة بالاضافة الى استمرار شكاواهم من انهيار أوضاعهم المعيشية والحياتية، وخسارتهم مصدر رزقهم بفعل الانقلاب والحرب التي تسببت في انقطاع فرص العمل، ورفع نسبة البطالة والفقر إلى مستويات قياسية.
وتتضاعف معناة العمال والموظفين على حد سواء للعام ال9.من الحرب حيث ادت الى تدهور حياتهم الإقتصادية والمعيشية
يقول /م ه.م من صنعاء كنت اعمل في القطاع الخاص ولكن بعد الحرب وتقطع السبل عملت في الحراج لعدة اشهر ولكن حتى العمل في حراج العمال صعب ومتعب لان العمل غير متوفر والاعمال متوقفة بسبب القوانين الجديدة التي تفرض المليشيا من الجبايات والاتاوات الغير قانونية على اصحاب الشركات ورؤس الاموال ويضيف/اني لم اترك شركة ولا مؤسسة ولا مجموعة تجارية إلا وطرقت بابها؛ لكن دون جدوى
ويشير خ.ع. ع /مقاول من محافظة إب ،ان الاعمال والمقاولات متوقفة بسبب الحصار المطبق على كل مجالات الحياة من قبل المليشيا الحوثية ويضيف ان العالم يحتفل هذا الاسبوع بيوم العمال ويكرمهم ونحن في اليمن نأكل حقوقهم وننهب رواتبهم
ركود اقتصادي
ومن المعلوم ان الركود الاقتصاد في البلاد قد وصل الى مرحلة لايتصورها احد حيث تسبب التدهور الاقتصادي في اضعاف حالة الناس المادية وفي المقابل ان في حال كان هناك تحسن في المؤشرات الاقتصادية، نجد أن هذه الأعمال ترتفع، لأن دخول الناس تتحسن، وبالتالي هي تعكس بصورة مباشرة حالة الوضع الاقتصادي”. ويكمل: “إن تراجع الأعمال الحرة خلال هذه الفترة يعكس حجم التدهور والركود الاقتصادي الحاصل في البلاد”.
نبيل ل6أطفال، يعمل بالأجر اليومي بمهنة الطلاء في مدينة إب الواقعة تحت يشكو من ركود الأعمال بشكل غير مسبوق، وعدم تمكنه من الحصول على فرصة للعمل منذ فترة طويلة.
يقول نبيل : “منذ اشهر وأنا أذهب في الصباح الباكر إلى حرج العمال للبحث عن فرصة للعمل، لكني أمكث لساعات طويلة دون الحصول على العمل”، مشيرًا بأنه يضطر للعودة مشيًا على الأقدام إلى منزله التي تبعد مسافات طويلة عن المدينة.
ويضيف: “لم أتوقف عن العمل مثل هذه الفترة من قبل مطلقًا، لقد ضاقت بنا الأرض، لا تكاد تمر علينا لحظة واحدة في حياتنا من دون أن نتذكر احتياجات الأسرة، التي أثقلت كواهلنا”. ويكمل: “كيف عاد المواطن يعيش بهذه البلاد؟، نحن بضيق لا يعلم به إلا الحي القيوم”.
ويقول علي /”55عاما “اعمل في مجال بناء الاحجار ولم اتمكن من الحصول على فرص للعمل، لافتًا بأن توقف حالة الكساد التي ضربت قطاع الأعمال أجبرته على التوقف عن العمل، وجعلته يعيش ظروفًا معيشية متدينة على غرار مئات الآلاف من العمال العاطلين عن العمل في اليمن.
تقارير صادمة
وتتحدث تقارير حقوقية ومحلية ان الحرب منذ 9سنوات تسبب بفقدان 6ملايين عامل وعاملة وظائفهم وأعمالهم، فيما تقدر تقارير مستقلة نسبة من فقدوا أعمالهم بنحو 80% من حجم القوى العاملة في البلاد.
وبحسب التقارير المحلية فان عمال اليمن بشكل عام والخاضعين تحت سيطرة الحوثيين بشكل خاص يعيشون في ظل استمرار الحرب والقتل والتدمير ، ما يشكّل أسوأ كارثة إنسانية، إذ تضررت مناحي الحياة كافة وتضاعفت معدلات الفقر وتدهور الوضع الاقتصادي والإنساني وتفاقمت أزمة البطالة.
وأكّدت التقارير أن عمال اليمن يعيشون ظروفاً قاسية اضافة إلى تسبب الأزمة بتوقف منشآت اقتصادية وصناعية عملاقة
ووفق التقارير فإن الحرب أدت إلى توقف العديد من الأعمال والشركات والمؤسسات العامة والخاصة، إذ تسبب توقف بعض الشركات ومصانع الإسمنت إلى تسريح نحو 90 ألف عامل خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين ، بينما توقف شركات التنقيب والاستكشاف والإنتاج النفطي والصناعات الغذائية والمواد المعدنية والبلاستيكية ما أثّر على وضعية آلاف العمال وانتظارهم في رصيف البطالة من دون أي بارقة أمل لاستقرار الأوضاع من جديد.
واما اصحاب الوظائف الحكومية يعانون بشكل اكبر واشد بسبب تعمد قطع رواتبهم من قبل الحوثيين في معاناة قاسية لعدم وجود أي مصادر دخل أخرى تعينهم على قضاء حوائجهم، إذ يعيلون أسراً يقدر عدد أفرادها بنحو 7 ملايين فرد.
ويرى مراقبون أن اليمن أصبح رسمياً بدون قوة عمل مع انهيار الاقتصاد وتوقف الأعمال وبات سوق العمل مكتظاً بالبطالةمنذ بداية الإنقلاب الحوثي 2014م
وأكّد المراقبون أن سوق العمل، وعمال اليمن يعانون من مشاكل مزمنة لم يجدوا لها حلا يحفظ حقوقهم المهدرة، إضافة إلى انعدام التأمين خصوصاً في القطاع الخاص والذي تتجسد آثاره البالغة منذ بداية الحرب، إذ وجد كثير من العمال أنفسهم بلا أعمال وحقوق وبلا تأمين.
وفي ظل تجاهل المجتمع الدولي للأضرار التي لحقت بالعمالة اليمنية في الداخل والخارج تصاعدت مآسي العمال وتفاقمت أوجاعهم وتزايدات أناتهم دون مجيب، ومع ذلك كله فإن الأيادي اليمنية تحيي اليوم عيدها السنوي بالمزيد من المآسي، وخسائر هذا القطاع الهام والحيوي المادية والنفسية تفوق أي خسائر وأضرار تعرضت لها القطاعات الاخرى