مقالات

عن الهجوم الحوثي على مأرب

بقلم / احمد عثمان

مأرب في حالة دفاع تاريخي وأسطوري فالدفاع هي الطريقة المثلى لظروف المعركة التي على شاكلة مارب اليوم، يتحقق به استنزاف للعدو، وإفشال الهجوم ..
والخلاصة ها هم أمامنا يصنعون المعجزات وعلى السياسة والمجتمع والإعلام تحديدا الابتعاد عن دوائر اليأس و الاستمرار في تقديم الصورة الحقيقية للملحمة وإبراز دور الأبطال و مواجهة الشائعات والإرجاف الذي تعد منظومة حرب مصاحبة للمدافع والجيوش.
محاربة اليأس هو واجب الجميع ومنطق انتصار القضايا العادلة ورفع منسوب الأمل والإبقاء على الروح المعنوية في كل الحالات .كرا او فرا تستوي حالة الفرج والنصر أو حالة الضيق وحصار الأحزاب للمدينة فالمعنويات تستمد من الإيمان بعدالة القضية وحتمية النفير حتى النصر والشهادة تأتي أوسمة على الطريق …
اليأس هو أخطر عدو على الإطلاق. وهو من يمنح العدو نصرا مجانيا وهو ابنا للخنوع والجبن يجب قتله في المهد وتجفيف مصادره وقطع دابر الإرجاف.
لا ننسى أن الحوثي يعتبر هذا الهجوم على مارب هجوم استراتيجي وهجوم بقاء وإثبات وجود. هجوم مختلف عن سابقيه عنوانه نكون أو لا نكون والنصر فيه أو الفشل سيكون له نتائج كبيرة له او عليه والدائرة تدور عليه بفشل هذا الهجوم الذي لا يعلم سوى الله حجم الأعداد والدعم الخرافي، وهو بلا شك منهك يتألم ويتوجع ويتمنى لو ان يصحوا وقد ابتلعت الأرض مارب كما كان إسحاق رابين يتمنى على غزة يوما …
في ذروة هذا الهجوم كانت أمنية الحوثي أن تسقط المدن بالرعب والشائعات خاصة تعز ومارب ولهذا ضخ الإشاعات والتواصلات المباشرة وغير المباشرة بكثافة غير معهودة ليقول ان الأمر حسم ومن دخل بيته فهو آمن ومن اتانا مستسلما فهو آمن مع توزيع أموال ووعود وهذا يعكس الشعور بالضعف والهزيمة بينما يرفع وتيرة (بهرر لا يقولوا فتران ) مختبئا وراء الشائعات و حلم السقوط عن طريق الإشاعات وسلاح اليأس لكنها تبقى أمنيات عاجز أمام صمود الجيش والمقاومة والمؤمنين بالقضية وفرار مقاتليه بشهادة النقاط المنصوبة والمعارك التي تجري لإرجاعهم
امتصاص الصدمة والصمود يصيب اي مهاجم بالإحباط، ويضربه تحت الحزام والضربة تأتي بحجم الهجوم وأهدافه المعلنة
في هذه المعركة الاستثنائية الحوثي هو المهاجم وهو المطالب بتحقيق نتائجه الخاصة وأهدافه المعلنة. وهي دخول مارب والاحتفال بالمولد النبوي في مارب وهي ليست الأمنية الأولى لكنها الأكثر خيبة وخسران على قدر التحشيد والتهريح والظروف الخانقة
اما أهداف مارب فهي دفاعية وبلغة التحدي، حيث قالت وعن طريق الحال ومقال زعيمها العرادة:
مارب ابعد لك من نجوم السماء يا جني …
وهي اليوم ابعد من امس
وهذا بحد ذاته نصر كبير لمارب الشرعية ،
ففشل هجوم من هذا النوع وعدم تحقيق أهدافه المعلنة هو هزيمة عسكرية وسياسية للحوثي لها ما بعدها .وهو الان يتذوق طعم الفشل وستاتي المرارة الأكثر لاحقا ليعرف الناس عندما ينكشف الغبار افرس تحته ام حمار
الهجوم العسكري خاصة في ظروف الحوثي العسكرية والسياسية والدولية ليست مجابرة أو تفرطه على غرار تروح وترجع بالسلامة
الظروف العسكرية اذا هي التي تحدد طريقة المعركة دفاعية او هجومية طالت او قصرت وليس العواطف أو التنظير عن بعد و الأهم أن تكون الأمور مدروسة ويتم تصحيح الأخطاء على الطريق.
نثق بالأبطال في الميدان فهم اثبتوا بالدليل والدم انهم بصلابة جبال اليمن وروح القردعي وإقدام عبد الرقيب عبد الوهاب ومغامرة عبد المغني وشكيمة الشدادي وحدة شعلان يواجهون معركة مركبة وخصم مدعوم من كل جانب كوكيل مزدوج لأكثر من طرف وفي ظروف حصار وإمكانيات شحيحة وخصومات للجيش اليمني من فوق وتحت الطاولة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى