مقالات

غياب منظومة الاسلام لدى الجماعات الاسلامية

 

أكاديمي وباحث في شؤون الجماعات الاسلامية
أكاديمي وباحث في شؤون الجماعات الاسلامية

د.محمد الزهيري

 

الإسلام منظومة متكاملة ذاك جبريل يعلمكم دينكم ولكن غياب النموذج العملي المتمثل بالدولة التي يكونا على مسىؤول إماما للصلاة وخطيبا للجميع والأعياد وقائدا للجيوش والجهاد وراعيا لعدل ومنفذا للأحكام وراعيا للحق ناشرا له مدافعا عنه، الذي يكون كل عامل فيها داعية ولو كان عامل نظافة واماطة الأذى صدقة وكل عمل عبادة.

 

 لكن غياب هذه المنظومة والنموذج وقيام هذه الدول الهجينة دول الترقيع جعل الإسلام محصورا على المحارب والشعائر التي أشار إليها الشيخ عبدالمولى وجعل الدعاة إلى الشريعة التي بترت عن منظومتها فظهرت وكأنها قطع الأيادي والفروج والرؤوس لطيفة اسلم رجل غربي فقالوا له هيا الى الطبيب قال لماذا قالوا نختنك خاف وقال: خلاص ما أريد إسلام قالوا له هيا الى الجلاد قال لماذا قالوا نقطع راسك لأنك مرتد قال: هو الإسلام كله قطاع كما أظهروها جلدا للظهور واعدامات وتحكم بالمرأة وتنصيف لها بالوراثة، كما جعلوا الجهاد بعيدا عن هذه المنظومة والدولة انموذجها الذي يضفي الجهاد الشرعية ارهابا وفتنة.

 

 كما أدى غياب المنظومة المتكاملة والنموذج العملي الواقعي الى وجود فسيفساء عريضة اسلامية من طرف اليمين الذي يدعو الناس الى تغيير طريقة اكلهم وشربه وتغيير لباسهم وحتى عقود زواج آبائهم كما عند جبهة الانقاذ الجزائرية، الى طرف اليسار الذي يدعوا الى العلمنة واحترام العلمنة كما عند حزب العدالة والتنمية التركية؛ لأن غياب النموذج جعل كل ناظر يتصور نموذجا اوحى به فكره وثقافته والذي هو فكر وثقافة تأثر ببيوته ومجتمعه فجاءت مهتمة بمشكلة او قضايا دولته فظهرت متعارضة مختلفة.

 

 البعض يرى الحل السياسي والثاني يرى العلمي وثالث يرى الدعوي ورابع يرى العسكري وتشكلت على هذا الاساس جماعات ودعوات مختلفة متعارضة وهي لو وجدت الدولة النموذج الواقعي ستكون كلها مكونات الدولة.

 

 ونضرب مثالا يوضح الفكرة وهو ان احد الاساتذة أراد اختبار طلابه العميان فجعلهم يقعون على فيل ثم طلب من كل واحد ان يصف ما وقع عليه فقال الذي وقع على القائم عمود صلب والذي وقع على الظهر صخرة ناعمة والذي وقع على الاذن قال مروحة يدوية والذي وقع على الناب قال رمح مدبب والذي وقع على الخرطوم أنبوب ضخم والذي وقع على الذيل مكنسة كبيرة وهذا كله في نظر العين الباصرة فيل اللهم ارنا الحق حقا واردقنا اتباعه.

………..

أكاديمي وباحث في شؤون الجماعات الاسلامية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الدكتور محمد الزهيري مع احترامي لما قال لكنه هو نفسه يكرس عنوانه الذي أتى به هنا إنني اربأ بمثله أن ينتقد وهو يمارس ما ينهى عنه ولا أدل على ذلك تعامله الفج مع إخوانه وزملائه ومن يخالفه الرأي وكذلك السلوك في التعامل في بعض المشاريع الذي قام به منفردا ومنتقدا ومحقرا لأعمال الآخرين فيا دكتور أين القول من العمل التنظير سهل يقوم به كل من أعطي قدرة على التعبير ولكن يصعب الترجمة الفعلية عند الكثير أرجو مراجعة المسار قبل انقطاع النفس !!!!

زر الذهاب إلى الأعلى