فقر ومجاعة ، نيران تلفح المدنيين
الرشادبرس..
تقرير / آواب اليمني
من يتأمل في وضع بلادنا ، وتحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية يرى العجب العجاب ، فوضى أمنية عارمة لا توصف ، مجاعة وفقر مدقعين جعلت بلادنا تصنف كأفقر البلدان على مستوى العالم ، وأصبح الحال والناس يقولون :
إلى أين نذهب ، وما الذي ينتظرنا ؟
أصبح المستقبل والآتي رعبا وخوفا في نفوس المدنيين ، إذ يقولون :
إذا كانت الحياة الان ليست بحياة ، كل شيء متوقف تماما ، المشتقات النفطية منعدمة إلا من السوق السوداء والتي يباع الدبة سعة 20 لترا ب 17000 الف ريال ، والغاز المنزلي منعدم تماما ، الا من السوق السوداء والتي يباع دبة الغاز فيها ب 10 الف ريال ، هل هذه حياة ام جحيم لا يطاق ، وليس هذا فحسب ، بل تسلطت المليشيا الحوثية حتى على المساعدات الانسانية التي تقدمها الدول لبلادنا ، هل هذه حياة التي نعيشها الآن ؟
أصبحت المجاعة والفقر والتخلف هو السائد ، إذ تتواصل التحذيرات الدولية من تفشي موجة أكبر من الجوع، ضمن أزمة إنسانية ناجمة عن الحرب العبثية الحوثية.
وأدّت الحرب الحوثية التي طال أمدها أكثر مما يُطاق، إلى تفشٍ مرعب للفقر، ودفعت الحرب ثلاثة أرباع السكان إلى تحت خط الفقر، وأصبحت الحرب الاقتصادية التي تتبناها منذ سنوات المحرك الرئيسي للاحتياجات الإنسانية.
التحذير جاء هذه المرة على لسان السفير البريطاني لدى بلادنا مايكل أرون، الذي تحدّث بمناسبة يوم الغذاء العالمي، قائلًا إنّ الملايين معرضون لخطر الجوع .
السفير البريطاني أكّد في مقطع مصور، أمس الجمعة، أنَّه على الرغم من جهود وكالات الإغاثة الأممية، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من التمويل.
التحذير البريطاني يُضاف إلى سلسلة طويلة من التنبيهات التي تطرقت إلى المخاطر الفظيعة التي تحاصر السكان من جرّاء الأزمة الإنسانية البشعة التي أشعلتها المليشيات الحوثية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد حذَّر قبل أسابيع، من تفشي موجة أضخم من الجوع، حتى أصبح هذا الجوع بمثابة غول يلتهم حياة السكان على صعيد واسع.
الاتحاد الأوروبي وجّه انتقادًا ضمنيًّا لمليشيا الحوثي، بالقول إنّ تداعيات القيود على وصول المساعدات الإنسانية والعراقيل أمام الجهود الإغاثية وتردي الأزمة الاقتصادية، تُعرض جميعها الملايين لخطر المجاعة.
التحذير الأوروبي سبقه تحذير أممي مشابه، حيث نبَّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى خطورة المجاعة، وغياب الأمن الغذائي على أربع دول بينها اليمن، وقال إنّ الوضع الغذائي الحالي في بلادنا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال شرقي نيجيريا ودولة جنوب السودان، يعرض أرواح ملايين السكان للخطر.
الجوع في بلادنا بلغ مستوى صعبًا للغاية، بالنظر إلى الأزمة الإنسانية شديدة الفداحة التي نجمت عن الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014.
أمام هذا الوضع المرعب، فقد بات لزامًا على المجتمع الدولي أن يمارس دورًا أكثر حيوية فيما يتعلق بضرورة العمل على دعم قطاع العمل الإغاثي على صعيد واسع، شريطة إيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها وأن تنجو من جرائم النهب الحوثية.