في ذكرى تأسيس الرشاد..
الرشــــــــاد بـــــــــــــــرس ــــ متابـــــــــــــــــــعات
اليمن أولًا.
تحلّ علينا ذكرى تأسيس حزب الرشاد اليمني هذا العام، ووطننا الحبيب لايزال يئن تحت وطأة حربٍ عبثية أشعلتها مليشيا الحوثي، وأثقلت كاهل شعبنا بمعاناةٍ ممتدة، وأوجاعٍ متراكمة، وأزماتٍ معيشية واقتصادية خانقة تجاوزت حدود الاحتمال.
إن هذه الذكرى، بالنسبة لنا، ليست مجرد محطة للاحتفاء، ولا لحظةً للوقوف عند التاريخ فحسب، بل هي مناسبة لاستحضار المسؤولية ، الجسيمة تجاه هذا الشعب العظيم، الذي يثبت كل يوم صبره وصموده في وجه آلة القمع والانقلاب.
لقد أُسس حزب الرشاد اليمني ليكون صوتًا صادقًا، يعبّر عن ضمير اليمنيين، ويجسد تطلعاتهم نحو دولة عادلة، يحكمها العدل والنظام والقانون المستمد من مبادئنا وقيمنا وديننا القويم وتصان في ذلك الحقوق، وتتحقق فيها الكرامة لكل مواطن دون تمييز أو إقصاء، ويتسع فيها الوطن لكل أبنائه، ولا تزال هذه المبادئ هي بوصلتنا اليوم، ونحن نؤمن أن طريق الدولة يبدأ من تصحيح الاختلال، وبناء مؤسسات حقيقية قادرة على خدمة المواطن، لا على إخضاعه.
واليوم، ونحن نعيش هذه اللحظة الفارقة، نستشعر — أكثر من أي وقت مضى حجم المعاناة العميقة التي يعيشها شعبنا؛ من غلاء فاحش، وأزمات خانقة، وانعدام الخدمات الأساسية، وفساد يستشري ، في وقتٍ تستمر فيه المليشيا الحوثية الإيرانية في عدوانها الغاشم، مصادرةً حقوق الناس وحرياتهم ولقمة عيشهم، وناهبةً مقدرات البلاد لخدمة مشروعها السلالي الطائفي ومن ورائه المشروع الإيراني التدميري.
إن هذه الأوضاع الكارثية تستدعي من مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية أن تتحمّل مسؤوليتها كاملة، وأن تنهض بواجباتها في إصلاح الاختلالات، ومضاعفة الجهود لمعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وترميم مؤسسات الدولة، وتفعيل أجهزتها لتكون قادرة على خدمة المواطن، لا على إثقال كاهله بالمزيد من المعاناة.
إننا في حزب الرشاد، وفي ذكرى تأسيس حزبنا، نؤكد أننا منحازون دومًا إلى هموم الناس، ونعيش آلامهم، ونحمل تطلعاتهم على أكتافنا، قدر استطاعتنا.
نحن ندرك تمامًا أن الناس قد أنهكتهم الحرب، وأن تطلعاتهم اليوم تتجاوز الشعارات والمواقف؛ فهم يريدون ما هو ملموس من أمن ، واستقرار ، وطرق مفتوحة، وخدمات متاحة، وحياة كريمة.
ولذلك، نؤمن أن معركتنا الحقيقية لا تقتصر على مواجهة مشروع الحوثي الانقلابي في الميادين المختلفة فحسب، بل تمتد إلى كل ميادين البناء والتوعية والإصلاح، لاستعادة روح الدولة، وإعادة الاعتبار لمؤسساتها، وبث الأمل في نفوس اليمنيين بأن الغد أفضل، وأن الليل مهما طال، فلا بد أن ينجلي، وللفجر أن يبزغ نوره.
في هذه الذكرى، لا نحتفل، بل نجدد العهد: أن نكون صوت اليمنيين الحر، وحامل همومهم، وسنَدهم في مختلف المراحل والظروف.
ونؤكد أن طريقنا سيظل مرصوفًا بالمثابرة والبناء ومشحونًا بالأمل، محكومًا بالإرادة الصلبة التي لا تنكسر، والعزيمة التي لا تلين مستمدين العون من الله وحده .
نسأل الله أن يفرج كرب اليمن وأهله، وأن يلهمنا جميعًا الإخلاص في القول والعمل، ويوحد كلمتنا وجهودنا لما فيه خير اليمن، وعزته، وكرامته.
وكل عام واليمن بخير، آمِنًا، موحدًا، معافى.
د . محمد بن موسى العامري
رئيس الهيئة لحزب الرشاد اليمني
19 محرم 1447 هـ
14 / 7 / 2025 م