قلق اممي من تفشي حالات الإصابة” بالكوليرا”..والحكومة تقر اجراءات وقائية عاجلة
الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
تفيد تقارير طبية واممية بتسجيل مئات الإصابات بوباء «الكوليرا» خاصة مع قدوم موسم الامطار وغياب التوعية الصحية وانتشار مقالب القمامة خاصة في مناطق سيطرة الحوثيين
وتقول مصادر طبية اممية ان اطالة زمن الحرب وغياب الدولة والرعاية الصحية وانتشار الفساد في معظم مناطق البلاد سيؤدي الى تدهور الأوضاع الصحية
وتقول المصادر الطبية إن تفشي الأوبئة القاتلة في أوساط اليمنيين، بمختلف المناطق، مستمر دون وجود أي تدخلات من قبيل تنفيذ حملات التوعية والتحصين، وتقديم الرعاية الطبية، وهو ما سيعرض الآلاف من السكان لمخاطر كارثية.
وحذّر أطباءمن عودة تفشي مرض «الكوليرا»، وأكدوا وصول حالات إسهال مائي حاد إلى طوارئ المستشفيات بعضها دخل في فشل كلوي حاد نتيجة الجفاف بعد الإسهال الشديد. وأظهرت عينات من الفحوص التي أرسلها الأطباء إلى المختبرات ثبوت الإصابة بالكوليرا، وسط مخاوف من اتساع رقعة العدوى بالتزامن مع اقتراب موسم هطول الأمطار.
توجيهات صارمة
وبهذا الشأن أصدرت السلطة المحلية في العاصمة عدن، توجيهات صارمة بشأن منع ووقف تشغيل المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا بطريقة غير شرعية. وتأتي هذه التحركات ضمن الإجراءات الاحترازية الهادفة لمواجهة وباء الكوليرا والحد من انتشاره.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقده نائب محافظ محافظة عدن- أمين عام المجلس المحلي، بدر معاون سعيد، الأربعاء، لمناقشة الوضع الصحي في عدن والجهود المبذولة لمواجهة مرض الكوليرا الذي عاود التفشي بشكل كبير.
وخرج الاجتماع بعدد من الإجراءات الاحترازية الهادفة إلى الحد من انتشار وتفشي الوباء، منها منع ووقف تشغيل الأجانب (الاورمو، الاثيوبيين والأفارقة) في المطاعم والمستشفيات وجميع المجالات. إضافة إلى إعادة النظر في عملية توزيع المحاليل والعلاجات والسوائل الوريدية وتوفيرها لمستشفى الصداقة ومركز استقبال الحالات المصابة بالكوليرا. إلى جانب توفير شبكة تكييف للمخيم وإمكانية توسيع السعة الاستيعابية له لأكثر من خمسين سريرا.
كما تم مناقشة إجراءات قادمة بينها تهيئة مراكز إضافية جديدة لاستقبال حالات الإسهالات المائية في كل من: “الجمهورية، صلاح الدين، وفي المجمع الصحي بالمعلا”، وكذا التواصل مع المنظمات الدولية لتفعيل نشاطها وزيادة الدعم في مجال مكافحة وباء الكوليرا خصوصا توفير العلاجات اللازمة.
ووفقاً للتقرير الصحي: استقبل المحجر الصحي في مستشفى الصداقة حتى منتصف مارس من العام الجاري 2024م حوالي (24) حالة مصابة بالكوليرا وكلها من الأورمو (الأثيوبيين) المهاجرين غير الشرعيين، وللأسف أنه تم تشغيل بعضهم في المطاعم والمستشفيات، الأمر الذي زاد من انتشار وباء الكوليرا بين أوساط اليمنيين، إلى أن وصل عدد الحالات التي استقبلها المستشفى إلى أكثر من (400) حالة وبمعدل (20) حالة يوميا. فيما تشير الإحصائيات إلى وجود حوالي (1700) حالة مصابة بالكوليرا.
وأشارت مدير عام مستشفى الصداقة إلى وشك نفاد المخزون الدوائي في المستشفى للحالات المصابة بالكوليرا، ما يستدعي ضرورة التدخل العاجل للحكومة ممثلة بوزارة الصحة وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الدولية المانحة إلى الإسهام في توفير المحاليل والسوائل الوريدية التي تحتاجها المستشفى بمعدل (50) كرتونا يوميا في الوقت الراهن
استعدادات واسعة
الى ذلك اتخذت السلطات المحلية والطبية في مأرب اجراءات احترازية للتصدي لهذا الوباء فقد أعلن مكتب الصحة في مأرب عن تسجيل أكثر من 30 حالة اشتباه جديدة بالكوليرا بالمحافظة خلال العشرة الأيام الأخيرة.
وقال مدير مكتب الصحة بمأرب؛ أحمد العبادي، خلال ترؤسه ، لقاءً موسعاً لمتطوعي ومتطوعات التثقيف الصحي بمديرية الوادي، إن عدد حالات الإسهالات المائية المشتبه بإصابتها بالكوليرا في المحافظة منذ بداية العام الجاري وصلت إلى 171 حالة، إلا أنه لم يتم تسجيل أي حالة مؤكدة منها.
وفي تقرير سابق صدر في 7 أبريل/ نيسان الجاري كان قد أورد أن عدد الحالات تبلغ 137 حالة؛ وهو ما يعني تسجيل 34 حالة جديدة، خلال العشرة الأيام الماضية.
وأكد العبادي على ضرورة اتخاذ كافة الاستعدادات لمواجهة جائحة الكوليرا التي تشهد انتشاراً متزايداً في عديد المحافظات، ومنها رفع جاهزية أقسام الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية، وإعادة تفعيل زوايا الإرواء في جميع المرافق الصحية وتوفير كافة الأدوية والمستلزمات الطبية المطلوبة، وتكثيف التوعية من قبل العاملين والمتطوعين في مجال التثقيف الصحي.
يذكر أن مأرب تحتل المركز الرابع في قائمة المحافظات، الواقعة ضمن مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها، الأكثر تسجيلاً لحالات الإصابة بالكوليرا، حيث وصلت الحالات التراكمية فيها إلى 493 حالة، خلال الفترة بين 16 أكتوبر 2023 و13 أبريل 2024، فيما تأتي عدن في المركز الأول بعدد 685 حالة في نفس الفترة، تليها تعز بعدد 633 حالة، ولحج ثالثاً بـ630 حالة
تحذيرات متواصلة
تواصل منظمة الصحة العالمية تحذيراتها المتواصلة منذ بداية العام الجاري وخاصة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية والتي تشهد تراجعا في الخدمات الطبية وانتشار الفساد والنهب وبيع المساعدات الطبية ، أعلنت منظمة الصحة العالمية تسجيل نحو 508 حالات إصابة بالكوليرا، وحالتَي وفاة خلال أول شهرين من العام الحالي.
وفي حين يعد اليمن واحداً من ضمن 8 بلدان في إقليم شرق المتوسط تشهد تفشياً لحالات الإصابة بالكوليرا، أكدت المنظمة الأممية في تقرير حديث لها أن إجمالي الحالات التراكمية المسجلة للإصابة بالكوليرا في اليمن، بلغ 4312 حالة، مع 16 حالة وفاة مرتبطة بالمرض، وذلك خلال الفترة بين 1 يناير (كانون الثاني) 2023، ونهاية فبراير (شباط) 2024.
مستويات التحصين لجميع اللقاحات في اليمن آخذة في الانخفاض (الأمم المتحدة)
و«الكوليرا» عدوى معوية حادة تنتشر عن طريق الطعام والماء الملوثَين ببكتيريا ضمة الكوليرا، ويمكن أن تؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات إذا لم يتم العلاج، لكن الوصول الفوري إلى العلاج ينقذ الأرواح. ويمكن الوقاية من الكوليرا من خلال توفير المياه الآمنة وخدمات الصرف الصحي.
وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن أعلنت في تقرير سابق لها، تسجيل أكثر من 8 آلاف حالة إصابة، منها 21 حالة وفاة؛ نتيجة مرض الكوليرا في اليمن خلال عام 2023.
وسجل إقليم الشرق الأوسط، بحسب التقرير، أعداداً مرتفعة بمرض الكوليرا في العام الماضي، حيث تم الإبلاغ وقتها عن تسجيل 8426 حالة إصابة بذلك المرض في محافظات وقرى يمنية عدة.
وشهدت حالات الإصابة بالكوليرا ارتفاعاً ملحوظاً في مناطق يمنية متفرقة مع نهاية العام الماضي، حيث سجلت «الصحة العالمية» نحو 2184 حالة إصابة خلال الشهرين الأخيرين منه، وأرجعت المنظمة ذلك التفشي المتسارع للمرض إلى أسباب عدة، منها استمرار الحرب، وعدم الاستقرار، وضعف البنى التحتية للمياه والصرف الصحي.
وأدى الصراع المستمر في اليمن إلى تهاوي القطاع الصحي، وتوقف شبه تام لحملات التحصين، الأمر الذي تسبّب في عودة انتشار عديد من الأوبئة والأمراض في أوساط السكان من مختلف الأعمار.
27 % من الأطفال اليمنيين الذين تقل أعمارهم عن سنة لم يُحصّنوا ضد الحصبة (الأمم المتحدة)
ويعاني نحو 5 ملايين طفل يمني من سوء التغذية الحاد في ظل استمرار النزاع القائم، في حين يعيش الملايين منهم حياة يطغى عليها الفقر والأمراض والحرمان من الحقوق الأساسية، وفق تقارير أممية.
وجاء التفشي الجديد لوباء الكوليرا في ظل استمرار التردي الحاصل في القطاع الصحي، خصوصاً في المناطق تحت قبضة الحوثيين، وذلك نتيجة استمرار سوء الإدارة، وإمعان قادة الجماعة في تدمير ذلك القطاع المهم، ونهب المساعدات الإنسانية والطبية وتسخيرها لمصلحة