تقارير ومقابلات

التعليم في بلادنا ، قيم ومبادئ تهدمها المليشيا

الرشادبرس..تقرير/ آواب اليمني

“فوضى في كل شيء ، دمار في كل شيء ، وخراب في كل شيء ، وإذا اجتمعت الفوضى مع الدمار والخراب ، لا تتوقع نتائج لأي شيء ، أو كما يقول المثل الشعبي المعروف : اغسل يدك ، أو الحس مرفقك “

(أمجد) إسم مستعار لمعلم في إحدى المدارس الأهلية ، قص علينا قصته ، وكيف كان وضعه من قبل ، وكيف أصبح الان ، يقول أمجد في حديثه معنا :
“كنت والكثير من أمثالي المعلمين في نعمة لا نحسد عليها ، كنت ادرس في مدرسة أهلية ، وكنت ادرس اولادي فيها ، لانه كما تعلم اصبح التعليم الحكومي في الحظيظ ، خصوصا بعدما احتلت المليشيا الانقلابية صنعاء وبعض المحافظات ، ولهذا لجأنا للتعليم الأهلي كبديل مؤقت ظنا منا أن الامور ستتغير بعد كم سنة ، لكن الأمور من سيئ إلى أسوأ ، فمنذ أن دخلت بلادنا لم نعرف الراحة ابدا ، والان قامت باحتلال التعليم الأهلي ، حتى أصبح مثل التعليم الحكومي ، بل واشد فضاعة وجرما”.

ويضيف أمجد :
“وهكذا ، اصبحنا الان بين فكي المليشيا التي حولت حياتنا بكل انواعها السياسية والاقتصادية والإعلامية والتعليمية الى جحيم لا يمكن تحمله”.

أمجد ، هو واحد من الالاف المعلمين الذين طحنتهم الحرب الحوثية ، وبالاخص التعليم ، إذ عبثت المليشيا الحوثية فيه بشكل كبير ، وفي أحدث انتهاك بحق التعليم من قبل المليشيا ، قامت بفرض قيودا جديدة على المدارس الأهلية في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها، مع بدء العام الدراسي الجديد 2020 – 2021، ضمن استكمال تجريف العملية التعليمية وتسخيرها لخدمة مشروعها الطائفي.

مذكرة صادرة من وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي في صنعاء، كشفت عن توجيهات بتغيير أسماء المدارس الأهلية التي تحمل أسماءً لدول أجنبية، أو أسماء لدول التحالف.

وطبقاً للمذكرة الصادرة أمس الاثنين فإن وكيل وزارة التربية لقطاع التعليم المعين من الحوثيين، عبدالله النعيمي، وجه مديري مكاتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة والمحافظات التي تقع تحت سيطرة الميليشيات بـ”تغيير مسمى المدارس الأهلية ذات المسمى الأجنبي، أو التي تحمل اسم دولة من دول (تحالف دعم الشرعية)”.

كما ألزمت التوجيهات بتفعيل الأنشطة المدرسية المناهضة لدول التحالف في “الإذاعة المدرسية والمجلة الحائطية والملصقات وغيرها من الأنشطة”.

ومن ضمن التوجيهات في المذكرة، منع إقامة الرحلات المدرسية المختلفة خارج المدينة التي تتواجد فيها المدرسة، والالتزام بعدم إقامة الحفلات المدرسية المختلفة خارج الحرم المدرسي.

كما حددت المذكرة رواتب المعلمين في المدارس الأهلية، ومنحهم مبلغ ثلاثين ألف ريال شهرياً، ولمدة 8 أشهر.

وتسعى ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى التضييق على المدارس الخاصة بعدما أحكمت سيطرتها على قطاع التعليم الحكومي وذلك بهدف غرس أفكارهم الطائفية المستوردة من إيران وطمس الهوية الوطنية.

وعمدت ميليشيات الحوثي منذ سيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014، إلى تضمين مناهج التعليم الأساسي تعديلات جوهرية تتطابق مع توجهها الفكري والديني والطائفي، وأسندت حقيبة التربية والتعليم في حكومتها الانقلابية غير المعترف بها دولياً، إلى يحيى بدرالدين الحوثي، الأخ الشقيق لزعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي، الذي لا يزال يشغلها حتى اليوم.

وحسب ما أفاد مراقبون، كان تسليم مقاليد الوزارة للشقيق الأكبر لزعيم الميليشيات، المعروف بتزمته وضيق أفقه، يحمل مؤشراً على الأهمية البالغة التي تعنيها لهم، فقد كان أول قرار قام بإصداره تشكيل لجنة لإعادة النظر في المناهج الدراسية، ما سيتيح لهم السيطرة على عقول ملايين الطلاب في المرحلتين الأساسية والثانوية فقط، وتحويلهم إلى قنابل موقوتة.

يذكر أن نقابة المعلمين اليمنيين كانت قد حذرت، العام الماضي، في بيان، من مواصلة الحوثيين تجريف القطاع التعليمي بشكل يعمل على “تحويل المدارس إلى محاضن وحسينيات إيرانية تعلم الطائفية، وتعبئ الصغار لتحشدهم لجبهات القتال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى