تقارير ومقابلات

حزب الرشاد مسيرة عطاء ومواقف وطنية ثابتة

الرشادبرس..

تقرير /صالح يوسف

في يوم الأحد 25 شعبان 1433هـ الموافق 15 يوليو 2012م أعلن اتحاد حزب الرشاد اليمني تدشين عمله السياسي رسمياً، في حفل أقيم بالعاصمة صنعاء بحضور حشد كبير من العلماء والاكاديميين والمثقفين والاعلاميين والشباب ولم تمر إلا فترةٌ وجيزة حتى دشن الحزب  أعمال مؤتمره التأسيسي، تحت شعار «معاً لتحكيم شرع الله وإصلاح المجتمع وتحقيق نهضة اليمن»، بحضور قيادات حزبية ورسمية وممثلين عن لجنة شؤون الأحزاب وذلك في صباح يوم الأحد 14 من ذي القعدة 1433هـ الموافق 30 سبتمبر 2012م

ويعد حزب الرشاد الذي تأسس عقب ثورة 2011 الشبابية من اكبر الاحزاب اليمنية حضورا في الساحة الوطنية والسياسية فقد انتمى إليه جموع من كل فئات الشعب اليمني، انتمى إليه العلماء والدعاة والساسة والمثقفون والأكاديميون والطلاب والعمال والحرفيون وغيرهم، وانتشر في كل ربوع اليمن حتى أنه لا تكاد تخلو قرية من قرى اليمن من المنتمين للرشاد أو المناصرين له

وقد استطاع الرشاد خلال هذه المرحلة الحساسة من تاريخ اليمن الإسهام في تنشيط العملية السياسية والعمل بقوة في انجاح الحوار الوطني ووقوفه مع الشرعية الدستورية وتوحيد البلاد ضد معاول الهدم الانقلابية وعلى الرغم من العمر القصير له مقارنة ببقية الاحزاب على الساحة الوطنية الا ان جعبته مليئة بالانجازات والتحولات الايجابية لانه كان ولا يزال رافعاً وحاملاً للمشروع الوطني في كل المحطات والمنعطفات التي مرت بها اليمن، وقد كان له في مسيرته خلال العشر السنوات الماضية من عمره إسهامات ومشاركات ومواقف في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية

الإحتكام للشريعة…والحفاظ على ثوابت الأمة

وقد بدأ المشاركون في مؤتمره التاسيسي وضع لبنات اساسية وخطوط عريضة لمسار الحزب من ابرزها  تشكيل هيئة تحضيرية لاستكمال إنشاء الكيان السياسي وتكليف لجنة تحضيرية لاعداد الرؤية السياسية الشاملة لتقديمها إلى مؤتمر الحوار الوطني وتشمل كافة القضايا الوطنية

ودعا المؤتمر رئيس الجمهورية حينها عبد ربه منصور هادي والحكومة والقوى السياسية والاجتماعية “إلى الحفاظ على ثوابت الأمة والاحتكام إلى الشريعة الإسلامية في كل شؤون الحياة، وتجسيد مبدأ استقلال الوطن وسيادته، ورفض جميع أشكال الوصاية والتدخل الأجنبي في شؤونه، مع الترحيب بكل تعاون إقليمي أو دولي يحقق مصالح الشعب اليمني ويرفع معاناته، ولا يضر بثوابته وسيادته واستقلاله”.

واكد المشاركون ادانتهم لكل أعمال العنف من أي طرف كان وما أسموها ب”الخيانات الوطنية وكل أعمال العنف والتخريب ضد المصالح العامة والخاصة، وقتل الأبرياء أياً كانوا، والقتل خارج إطار القضاء الشرعي من أي جهة كانت”، مؤكدين على “أن الوسيلة الناجحة والطريقة المثلى لحل مشكلات اليمن هي الحوار الجاد المنطلق من ثوابت الأمة ومراعاة مصالحها، وتقديم ذلك على كل المصالح الضيقة والمشاريع الصغيرة والارتهانات الخارجية”.

رؤية موضوعية وواقعية

يقول /خ.ن.م كاتب من صنعاء اطلعت على رؤية الرشاد المقدمة الى مؤتمر الحوار الوطني وللانصاف تعتبر من وجهة نظري الرؤية الواقعية والموضوعية والمنطقية في اخراج اليمن من عنق الزجاجة وبناء الدولة الحديثة ومما لفت انتباهي هي الرؤية المرفوعة الى مؤتمر الحوار الوطني لبناء الدولة اليمنية العصرية وشكل الدولة لان تكوين شكل الدولة يعد أهم وأخطر قرار يتخذه حزب أو كيان سياسي أو فرد أو شعب لما يترتب عليه من تبعات وآثار في كل مناحي الحياة لا تقتصر على الحاضر وإنما تتجاوزه إلى المستقبل البعيد.

لذا فإن من يتخذ قراراً في ذلك فإنه سيتحمل مسؤولية عظمى أمام الله ثم أمام شعبه وأمته ثم أمام التاريخ والأجيال القادمة، فاختيار شكل الدولة قرار استراتيجي يحتم علينا اتخاذه بتفكير واعٍ بل بعقل استراتيجي يبذل لذلك أعظم المجهود الفكري والمعرفي ليكون قراراً صادراً من موقع المسؤولية لا قراراً تحركه العواطف المجردة أو يبنى على الآمال المتوهمة أو ينساق وراء رغبات النخب أو يكون صدى لمجرد أصوات عالية هكذا كانت ديباجة الحزب في الورقة المقدمة لشكل الدولة ومن اهم الاسس والمعايير التي حددها الرشاد في شكل الدولة اليمنية

1-  أن يكون شكل الدولة يعكس سمات الهوية والتاريخ والجغرافيا والهموم والمطالب والتطلعات للشعب اليمني وينهض به من واقعه الأليم الذي لخصته ورقة وزارة التخطيط والتعاون الدولي المقدمة في اجتماع لندن

2- دراسة واعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجغرافية والأمنية والتركيبة السكانية لليمن في اختيار شكل الدولة.

3- أن يكون شكل الدولة متلائماً ومتوافقاً مع القدرات البشرية والإمكانات المادية المتاحة والمطلوبة لإقامة الدولة لا المتوقعة من المنح المتوهمة.

4- تقدير حجم المخاطر المتوقعة وغير المتوقعة في القرار ومراعاة التدرج في بناء الدولة عبر مراحل من تكوينها والتخطيط لها إلى تنفيذها وترجمتها إلى الواقع إلى التقييم والرقابة المصاحبة للتنفيذ ومقارنة الأداء الفعلي بالأداء المرغوب فيه أو المخطط له وتحديد آلية وفترة الانتقال لكل مرحلة.

5- مراعاة التوافق والتوازن بين مفردات البناء التنظيمي للدولة والابتعاد عن الصيغ المعقدة واختيار الصيغ المبسطة والسلسة والواضحة في تحقيق وأداء وظائف الدولة.

6- اعتبار مؤثرات المحيط الخارجي بمتغيراته السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعلاقته التعاونية أو التنافسية أو العدوانية باليمن.

7–  أن يبنى قرار شكل الدولة على المعلومات العلمية الكافية والدقيقة للأبعاد المقومة للدولة والمؤثرة فيها ومدى مناسبة النماذج المقترحة للواقع اليمني، وتحليل الأخطاء والانحرافات في الدولة القائمة وتحديدها هل هي في نوع الدولة أم في التنفيذ والمنفذين ولأن المعلومة هي الركيزة الأساسية لدعم واتخاذ القرار فعلينا أن نحدد في فريق بناء الدولة الخبرات والمعلومات المطلوبة لذلك لا أن نكون وعاء لخبرات ومعلومات لمجرد أنها متاحة ومتوفرة.

لذا فإن حزب الرشاد يرى أن شكل الدولة من حيث المبدأ هو (الدولة اللامركزية) التي سنحدد تفاصيلها لاحقاً من خلال تكامل ودقة المعلومات ونتائج البحوث العلمية وقواعد البيانات الحديثة المتوفرة لدى الحزب مع ما سيقدمه خبراء مؤتمر الحوار الوطني.

محطات مضيئة في مسار الرشاد…

ظهر حزب الرشاد في وقت عصيب من تاريخ اليمن وبالاخص بعد ثورة 2011م وهي اخطر مرحلة في تاريخ اليمن السياسي ومن هنا فقد اعتقد البعض ان الحزب  سينغلق حول نفسه ويلزم الصمت في الأحداث الجسام التي مر بها الوطن وآخرون اعتقدوا أن الحزب سيدخل في تحالفات داخلية ليحافظ على حضوره وديمومته ولكنه اخرس كل التوقعات وانتهج طريقا يواكب المرحلة والمتغيرات بما يتلاءم مع اهدافه واسسه المتينة

يقول الاستاذ /على ناصر باحث في العلوم السياسية في الاغتراب .. لقد خرج حزب الرشاد الى العمل السياسي في وضع لايحسد عليه من التقلبات السياسية والهزات الارتدادية والثورات المعاكسة التي تلت ثورة 2011 وكانت اول محطة مضيئة للحزب هو مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني حيث وقف على الامتحان الأول امام مقترح تمزيق الوطن إلى عدة أقاليم دون وجود ضمانات حقيقية تضمن الإبقاء على وحدة النسيج الاجتماعي والثقافي والمناطقي للوطن الواحد وكان إصرار الحزب وقيادته على تلك الضمانات انحيازاً للمبادئ التي رسمها لنفسه وانحيازا لمتطلبات الشعب اليمني وكان له ذلك وتم التوقيع على تلك الضمانات كأول انجاز يحققه الرشاد في مؤتمر الحوار الوطني وقبل ذلك أوراق العمل المقدمة إلى مؤتمر الحوار الوطني والتي لاقت استحسان الجميع وتم تعميمها على بعض دوائر الحوار والتي أكدت الرؤية الثاقبة والفكر المستنير لأصحاب تلك الأطروحات…

وثاني تلك المحطات مشاركة الرشاد في صياغة مواد الدستور ممثلا برئيسه الدكتور /العامري وقد شهد له جميع الأعضاء في تذليل الصعاب وتبصيرهم بمدلولات القوانين وصياغتها..

وابرز تلك المحطات مشاركة الحزب في مفاوضات السلم والشراكة بعد سيطرة المليشيا الإنقلابية على العاصمة صنعاء ليؤكد جنوحه للسلم والامن ونبذه للعنف والاقتتال وقد امتنع الرشاد حينها التوقيع على ذلك الاتفاق إلا بضمانات الملحق الأمني وحدث ماكان يحذر منه ويخشاه

ولم يكن أيضا بالأمر الجديد أو الغريب على هذا الحزب وقيادته أن يقف في صف الشعب إذ انه شارك في جميع الاستحقاقات الحوارية والديمقراطية بهدف إنجاح مسيرة التحول الديمقراطي والوفاق الوطني وكان آخر ذلك مشاركته في حكومة الكفاءات وقبوله بالمقعد الوحيد والهزيل ليثبت أنه يشارك لأجل الوطن ولإنجاح المرحلة..

.مواقف وطنية ثابتة…

من المواقف الوطنية التي وقفها حزب الرشاد دعمه للشرعية الدستورية ومشروع الدولة، وقد كان هذا الموقف واضحاً وجلياً عندما انقلبت المليشيا الحوثية  على الدولة 2014/2015م، وكان هذا الموقف نابع من المسؤولية الوطنية التي تحملها الحزب في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها ومع مرور الايام تتبين صوابية المواقف الرشادية على الساحة الوطنية

وبالاضافة الى مواقف الحزب مع الشرعية الدستورية ممثلة بمؤسسات الدولة، فقد وقف وبكل قوة ضد الانقلاب الحوثي -ومعه كل الشرفاء من أبناء هذا الوطن- وقدم كل التضحيات لاجل كرامة الوطن

والخلاصة في ذلك فقد قدم حزب الرشاد رؤىً خلاقة ونموجا يقتدى به في مؤتمر الحوار الوطني، وكان يتهيأ إلى جانب بقية القوى والأحزاب السياسية لخوض غمار أول محطة في مسيرة التغيير السلمي عبر أدوات الديمقراطية في الاستفتاء على دستور جديد، لكن في الوقت الذي كانت أنظار الحزب تتوجه نحو صناديق الاقتراع اختارت المليشيا الحوثية الارتهان للخارج والانقلاب على كل ماتوافق عليه اليمنيون

وكغيرهم من أبناء الشعب اليمني فقد تعرض كوادر حزب الرشاد للقمع والترهيب والتشرد والتنكيل من قبل المليشيا الانقلابية لكن ذلك لن يفت من عضدهم في مواصلة مشوار النضال السلمي والإنساني النبيل إلى جانب كل أبناء الشعب اليمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى