كسر الأغلال
الرشادبرس..
مقال /احمد عبدالملك المقرمي
صورة مصغرة من البؤس و الظلم و الألم، تقدمها السلالة الحوثية من بيت بدر الدين الحوثي كصورة منتزعة من سيرة أسلافها من بيت حميد الدين .
بالأمس تم إطلاق مختطفين يمنيين، كانوا قد اقتيدوا ظلما و عدوانا إلى سجون الطغيان الحوثي من قبل خمس سنوات، و بعضهم أكثر . خروج هؤلاء المختطفين من أقبية السجون إلى فضاء الحرية، صورة مصغرة لخروج اليمنيين صبيحة يوم ثورة السادس و العشرين من سبتمبر عام 1962م. حين خرج اليمنيون من سجن اسمه اليمن، كان حكم الأئمة قد حوله إلى سجن كبير، أغلقت منافذه و أبوابه، و مُلئ بالقيود و الأغلال، و أحيط بالحواجز و الأسوار ، و برزت عنجهية الإمامة و جهلها في محاربة الحياة داخل ذلك السجن المترامي الأطراف، الذي لم يكن له نظير في العالم، و لن يكون .
بيت بدر الدين الوارثة لبيت حميد الدين الإمامية الكهنوتية، تحن إلى ماضيها في التلذذ بممارسة شتى صنوف القهر و التعذيب و البطش، و لا تجد نفسها إلا في مستنقع ممارسة القمع و التنكيل، و منازلة، و مبارزة العزّل و المقيدين بالسلاسل حين قال قائلهم : هذا الفرس و هذا الميدان ! و إذا ما خلا الجبان بأرض طلب الطعن وحده و النزالا الاختطاف و سَوْق الأبرياء إلى أقبية السجون و المعتقلات ، ثم الإخفاء و القتل أهم ركائز الحكم السلالي منذ يحيى حسين الرسي و لولا أن السلالة الحوثية اليوم؛ بحاجة إلى أسراها الذين أطلقتهم للقتل و التخريب، فوقعوا في الأسر، و هي بحاجة إلى مبادلتهم، لمضت توسع و تتوسع في الاختطاف و الإخفاء و القتل داخل السجون.
تاريخ السلالة مقابر وسجون، و خصومة وحشية للعلم و المعرفة ؛ و لذلك فالصحفيين الذين قضوا اكثر من خمس سنوات في دهاليز سجون الإمامة، و بعضهم مايزال في سجونها ؛ لدليل ساطع كضوء الشمس الذي لا تطيقه الإمامة و البُوم، على بغضها للعلم و القلم ؛ إذ الإمامة لا تتعايش مع القلم، و ما ينتجه القلم من فكر و ثقافة و معرفة. هؤلاء المختطفون و الأسرى، أبطال بحق، ومناضلون شرفاء، بصبرهم، و ثباتهم ، و تحملهم لما واجهوه من عنت و ظلم و تنكيل من قبل سلالة تاريخها ملطخ بالدماء، و أياديها لا تمتد إلا للأذى و أكل السحت، و نهب البلاد و العباد ! تقدم السلالة الحوثية نفسها للشعب اليمني و للعالم، أنها تلك الفئة التي لا تعيش إلا في غيابات الظلم و الظلام، و أنها عدو بائس للحياة و الأحياء . فالسجون، و المعتقلات، و القيود، و محاربة الفكر، و مطاردة القلم، هي الصورة المثلى التي تحن لها سلالة الحوثي لفرضها على اليمن و اليمنيين ؛ إذا نام اليمنيون عن واجبهم أو استسلموا .. و لكن هيهات لشعب ذاق الحرية، و عانق النور، و طعم الحياة أن يرضى بالعودة لذل العبودية، و دهاليز الظلام، و بؤس الحياة .