مقالات

كلا… يا أهلنا في المُكلا

لا يوجد من بين أبناء اليمن من هم منتشرون في جميع أنحاء العالم مثلما هم أبناء محافظة حضرموت ، فهم في كل بلدان العالم تقريباً وفي كل بلد ينزلون فيه تكون لهم فيه اليد الطولى في التجارة وإدارة رأس المال في تلك البلدان ، ولعل ما ساعدهم على ذلك بجانب الذكاء الفطري الذي يتمتعون به هو الصدق في القول والأمانة في العمل ، بالإضافة الى عدم مضايقتهم من البلدان التي يقيمون بها ، لقد اشتهر أبناء حضرموت بأنهم أصحاب البشرة السمراء والقلوب البيضاء ، غير أن ما يجري هناك هذه الأيام يجعلنا في حيرة من أمرنا ، هناك من يدعو الى هبة شعبية يوم 20 ديسمبر لاسقاط المحافظة وقد استغلها البعض في الدعوة الى طرد ابنا الشمال ؟ يا أهلنا في حضرموت كيف تضيقون ذرعاً بصاحب بسطه أو ببائع متجول لمجرد أن هذا البائع ينتمي الى محافظات معينة رغم أنه يمني ومن أبناء جلدتكم بينما لم يتضايق الآخرين منكم في بلدانهم ، وأنا هنا لا أقصد التجار من أبناء حضرموت والذين نزحوا من هناك الى شمال الوطن سابقاً في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي ثم أصبحوا بعد ذلك من كبار رجال الأعمال سواءً في صنعاء أو الحديدة أو غيرها من المحافظات الشمالية .. نعم أنا بالطبع لا أقصد هؤلاء لأنهم في الأساس في بلدهم فليس هناك من فرق بين حضرموت أو صنعاء أو الحديدة فكلها مدن يمنية ، وإنما أقصد في كلامي تلك البلدان الأخرى والتي هاجر اليها الكثير من أبناء حضرموت طلباً للرزق وهرباً من الوضع السابق في جنوب البلاد ، تلك البلدان التي أصبح فيها أبناء حضرموت هم سادة الإقتصاد وأصحاب رأس المال ، ومما لاشك فيه أن الكثير منهم قد بدأوا حياتهم التجارية من الصفر وربما كان أحدهم في بداية حياته العملية بائعاً متجولاً كهذا البائع المسكين الذي يتم الإعتداء عليه ومطاردته في شوارع المكلا لمجرد إنتمائه الجغرافي ، فهلاّ وسعكم يا أهلنا ما وسع غيركم ، ؟، نحن على ثقة بأن الغالبية العظمى من أبناء حضرموت هم ضد هذه التصرفات الدخيلة عليهم ، ولكن لابد أن يعرفوا بأن الحسنة تخص والسيئة تعم والتاريخ لا يرحم ، إياكم يا أهلنا أن تنخدعوا بمسمى الحراك فإنها في الحقيقة والله عناصر (هـلاك ) واقصد هنا التي تستخدم القوة في دعوتها فهذه العناصر تحن الى ماضيها الدموي ، والذي تحلم بحكم المناطق الجنوبية في المستقبل ( لا قدر الله ) فأي مستقبل مظلم يحمله هؤلاء معهم ، إن مستقبلهم كماضيهم حالك السواد يعتمد على التصفية بواسطة الهوية ، ولعل السؤال الذي يخطر في بال الكثير من الناس هو أين دور علماء حضرموت مما يجري هناك ؟ باعتبار حضرموت هي معقل العلماء في المناطق الجنوبية والشرقية ، فما لنا لا نحس منهم من أحدٍ أو نسمع لهم ركزا ، لا نريد منهم محاضرة في أبو ظبي بل موعظة في المكلا ، موعظة تقول بأن المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، نريد منهم أن يوضحوا للشباب حديثي السن والمغرر بهم من قبل عناصر ( الهلاك ) المسلح بدفعهم الى شوارع المكلا ، نريد منهم أن يوضحوا لهؤلاء بأن أبناء حضرموت لم يكونوا في الماضي يعيشون في جنات وعيون وزروعٍ ومقامٍ كريمٍ كما تصور لهم تلك العناصر ، وضحوا أيها الأحباب كيف كان يتم سحل العلماء في الشوارع وكيف كان التدين تهمة ودليل على التخلف والرجعية والظلامية ، يا علماءنا الأجلاء نريد منكم أن تدافعوا عن الأحياء قبل الأموات ، وأن تدافعوا عن الوحدة قبل دفاعكم عن القبور والأضرحة ، فالوحدة دين وليست سياسة أيها الأحباب ، فلولا الوحدة مااعتليتم المنابر بسهولة ، وما ظفرتم بدار المصطفى والأحقاف ، لولا هذه الوحدة ما ظهر نجم الحبيب ولا عاد أبو الحبيب ، ولولاها ما خطب بن حفيظ ، نحن لانريد منكم الدفاع عن السلطة ولكن الدفاع عن صاحب البسطه ، ونفس الكلام نقوله هنا لإخواننا التجار من أبناء حضرموت في الخارج والذي يدعم البعض منهم ( عناصر الهلاك )المسلح ضد الوحدة ، فنقول لهم اتقوا الله في انفسكم فما هذا الجحود ؟ فهذه الوحدة هي التي مكنتكم من العودة الى أهلكم وذويكم بعد عقود من الإنقطاع عنهم بسبب الوضع القائم آنذاك ، لقد كان الكثير منكم يحن الى مسرح الطفولة وملاعب الصبا في حضرموت ويشتاق الى رؤياها ، ولم يتحقق له ذلك الا مع إطلالة فجر الثاني والعشرين من مايو 1990 والذي يسعى البعض الآن بغباء الى وئده وإسدال ستار النسيان على ذكراه ، هذه الوحدة هي التي عملت على بناء المدارس وشق الطرقات وحفر الآبار وبنت المستشفيات ووفرت كل ماحرم منه أهلكم في السابق بل ومكنتكم من المساهمة في ذلك لأهلكم وذويكم بعد أن كنتم لا تستطيعون ذلك في الماضي ، لقد كان الكثير منكم يسكنون الفلل الضخمة في بلدان المهجر ويشيدون القصور العامرة ويركبون السيارات الفارهه ، ومع ذلك إن سُمح لأحدهم بزيارة أهله في الداخل فإنه لا يستطيع أن يحمل معه إبريق للشاي لأنه إن فعل ذلك اتهم بالبرجوازيه ، ولا يستطيع أن يبني له داراً لأنه سيكون بين خيارين التأميم بحجة محاربة الرأس ماليه أو المشاركة في السكن تحت شعار العدالة الإجتماعية ، هذه هي الحقيقة التي تعرفونها جميعاً ، فما لكم كيف تحكمون ؟ لقد ابتلي الشعب اليمني بمصيبتين عظيمتين ، مصيبة في شمال الشمال وتتمثل بجماعة التمرد الحوثية والتي ترفع شعار الموت لأمريكا وتقتل اليمني على أنه أمريكي ، والمصيبة الأخرى في جنوب البلاد وتتمثل بـ ( عناصر الهلاك ) المسلح وهي أيضاً تقتل اليمني وتهتف ( عاش الجنوب العربي ) وكلا الجماعتين مدعومة من الخارج فأي مأساة يعيشها هذا الشعب ؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. دقت يادكتور بقولك الهلاك فهم والله يزرعون الحقد والكره الذي سوف ياكلهم قبل غيرهم ادخل الى البالتوك واسمع ماذا يقولون لقد حرفوا كتاب الله قالوا ان بلقيس عليها السلام قامت بدفع رشوه لنبي الله سليمان وان الشعب اليمني مرتشي ويقولون كذبا وزورا ان الجنوب قبل الوحده كان دوله صناعيه ويعيش الجنوبي في رغد من العيش يضحكون على صغار السن ويقول احدهم سوف نزرع الحقد على الشماليين في قلوب ابنائنا واغلب هؤلاء هم من يافع والضالع ونقول لهم ان في الشمال 200 الف جنوبي اخوه لنا نحبهم ويحبوننا ولم يتم الاعتداء في يوم من الايم على احدهم ولكن احذروا فاخشى ان يكون رد الفعل هم ضحيته بسبب تصرفاتكم  يا اتباع الحراك العنصري

زر الذهاب إلى الأعلى