اقتصاد
كورونا: يهدد صناعة النفط حول العالم
الرشاد برس ــــ إقتصاد
نظرا للدور الذي يلعبه فيروس كورونا في تدمير الاقتصادات وتأثيره في الطلب على النفط، يتوقع عدد متزايد من الشركات الأوروبية المنتجة للنفط أن مصادر الطاقة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات قد لا تُستخرج من الأرض أبدا.
وفي تقرير نشره موقع “بلومبيرغ” (Bloomberg) الأميركي، قالت الكاتبة لورا هورست، نظرا للدور الذي لعبته أزمة كورونا في تسريع التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، من المرجح أن يصبح سعر الوقود الأحفوري أرخص مما كان متوقعا في العقود المقبلة، في حين أن إطلاق الكربون الذي يحتويه سيصبح أكثر تكلفة، وهذان الافتراضان البسيطان يعنيان أن استغلال بعض الحقول لم يعد منطقيا من الناحية الاقتصادية.
وكانت صناعة النفط تعاني بالفعل من التحول الذي شهدته الطاقة ووفرة الإمدادات ومؤشرات حدوث ذروة في الطلب حين بدأ فيروس “كوفيد-19” في الانتشار.
إحباط الشركات
ووفقا لشركة “ريستاد إنيرجي” (Rystad Energy) من المرجح أن يؤدي الوباء إلى حدوث تلك الذروة وتراجع الشركات المنتجة للنفط عن التنقيب مجددا.
ويتوقع مستشار الشركة أن تصبح حوالي 10% من موارد النفط القابلة للاستخراج في العالم، أي حوالي 125 مليار برميل، غير صالحة للاستخدام.
وقد وعد مشروع “سي لاين” (Sea Lion) في جزر فوكلاند بأن يصبح من أهم مصادر استخراج النفط على مستوى العالم عندما عثرت شركة الاستكشاف “روكهوبر” (Rockhopper) على الحقل في عام 2010.
وحتى بعد إنفاق مئات الملايين من الدولارات وبعد أن عانى المشروع من صراع بين الأرجنتين وبريطانيا حول شرعيته، لم تجلب المرحلة الأولى منه أي نفط إلى السوق، ونتيجة لذلك، علقت شركة بريمير أويل (Premier Oil)، وهي شريكة لشركة روكهوبر، العمل بالمشروع في وقت سابق من هذا العام، وفي 15 يوليو/تموز ألغت استثمارات بقيمة 200 مليون دولار.
وبدأت الشركات الأكبر حجما أيضا في التعبير عن إدراكها للمستقبل غير الواضح لمشاريع أخرى، حيث صرحت شركة “بي بي” (BP) في يونيو/حزيران الماضي بأنها ستقوم بتقييم مجموعة الاكتشافات الخاصة بها وستتوقف عن تطوير البعض منها.